أمد/
كتب حسن عصفور/ لسنوات طويلة، حاول البعض الاستعماري تسويق دولة الكيان بأنها “الأكثر ديمقراطية، وزرعت أسس حضارة جديدة” في الشرق الأوسط، ولعل تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، “حفيدة النظام الهتلري” في مايو 2023 وكررته لاحقا بأنها “الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط، وجعلت الصحراء تُزهر حرفياً”.
والمصيبة الأكبر، أن بعض دول عربية لا تزال تراها كذلك، وفقا لحسابات “أكثر ضيقا من خرم إبرة المصالح الذاتية” أو “دونية مخزونة في العقل الباطني”، يرونها دولة فوق القوى العظمى و”النموذج الخاص” لهم، تمنح كل “الامتيازات” التي لا تمنح لعربي وبالتأكيد لفلسطيني.
ورغم كل “الشواهد” على أنها دولة خارج القانون الأممي، وبأنها دولة جريمة إبادة جماعية، ملفها ينتظر قرار الإحالة الى “المفتي الدولي”، لتكون خارج “الشرعية الإنسانية العامة” قريبا، فهي لم تجد أي خطوة عملية واحدة من أي دولة “شقيقة” خلال ما يزيد على 284 يوم من حرب تدميرية للكيانية الفلسطينية، تفوق في آثارها السياسية العامة ما كان من نكبة 1948، لتستحق مسمى “أم النكبات”، وتواصلت علاقتهم كأن ما يحدث ليس لهم به صلة أو شآن.
ويبدو أن حادثة اغتيال ترامب يوم 14 يوليو 2024، قدمت “هدية جانبية” إلى أهل فلسطين وضحايا حرب مستمرة وسط “مليارات لو كذا” العربية، عندما خرج رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية نتنياهو، ليقدم وصفا دقيقا لواقعها، لم يقدمه سياسي إسرائيلي منذ عام 1948 عام اغتصاب فلسطين، رغم كل مشاهد الاختلاف الذي دق باب الحرب الأهلية داخلها، قبل “صناعة” حدث 7 أكتوبر 2023، ليطفئ نارها ويمنع الاشتعال وحرق “هيكلها الثالث”، وفقا لما قال يهود داخلها وخارجها.
في مقابلة مع قناة عبرية يوم 15 يوليو 2024، تحدث نتنياهو كما لم يتحدث يوما، وصف حالات التخوين والهتافات بالموت والقتل، وبأنه يشبه “موسوليني” و “تشاوسيسكو”، ومطاردات ابنه يائير وما يصله، وتحدث عن التهديدات التي تلقتها زوجته سارة، “هناك أيضًا تهديدات بالعنف، وتهديدات بالاغتصاب، وتهديدات أخرى وافتراء ضد زوجتي. زوجتي، التي تعمل على مدار الساعة، تلتقي كل يوم تقريبًا بعائلات ثكلى، وهم يشتمونها لأنها لم تفعل ذلك، ويهددونها.
تلك أقوال أكثر شخصية سياسية تولت منصب رئيس وزراء في دولة الكيان ما يقارب الـ 16 عاما ولا يزال، قال ما كان يعتبر من “المحرمات السياسية” ليس لكونها غير موجودة وجزء من صراع سياسي مجتمعي، لكنها كانت “مقيدة جدا” بأسوار خاصة ترتبط بمصير دولة الكيان.
قبل انطلاق الحرب العدوانية على قطاع غزة بذريعة هجوم 7 أكتوبر 2023، كانت دولة الكيان تعيش واحدة من فتراتها الظلامية جدا، والتهديد الحقيقي على “وجودها” ومسيرها نحو حرب أهلية تطال كل أركانها نتاج ما عرف بالثورة الرافضة للتعديلات القانونية على مدار أشهر طويلة، عطلت مسارها لفترة ما حدث من حرب عدوانية، لكنها بدأت تعود مجددا ربما ليس بذات الطاقة، لكنها بذات المضمون، وربما بشكل أكثر تحديدا وكسر محرمات سياسية، ووصف واقع لم يعد يمكن الهروب منه.
تصريحات نتنياهو الأخيرة، هي شهادة سياسية – قانونية حول تطور “الفاشية اليهودية” المستحدثة، وانهيار جدارها الذي كان “حاميا لها” من صراع اجتماعي سياسي تم حصاره، حتى بعدما اغتالت الفرق الفاشية رئيس وزراء دولة الكيان رابين نوفمبر 1995 لتوقيع اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير، بعدما وصفه نتنياهو وفريقه بـ “الخائن”.
نتنياهو قدم “وثيقة سياسية – قانونية” كشفت حقائق كانت من “المحظورات”، بل ربما ترسل قائلها الى سجن طويل، كونها تمس “الأمن القومي”، لكنها باتت اليوم وقائع لا يمكن الهروب منها.
رأس التحالف الفاشي نتنياهو بدأ يدرك، بأن رأسه الشخصية كما السياسية باتت هي المطلوبة قبل رأس حركة حماس في اليوم التالي لحرب غزة..فقال ما قال محاولا قطع طريق الإزالة المحتومة بطريقة “على رأسها جنت براقش”!
ملاحظة: الرئيس الأمريكاني “زهايمر باشا – بايدن سابقا” كتير مفتخر انه صهيوني..مع أنه نتنياهو كل يوم ببصق عليه..ترامب اللي بالصدفة لساته حي اختار شاب حيوي صهيونيته مكثفة عن صهيونية أبو إيفانكا..بالكم حكام العرب “عواطفهم” وين..يا خوفي ما تكون مع الأكثر سفالة..
تنويه خاص: ارتفاع صوت “غضب الناس” في قطاع غزة من مسلكيات صار الصمت عليها جزء من جريمة وطنية…بتستحق من بعض اللي أصابتهم تصريحات فلان أو علان بحرقة دم.. مرة ينحرق دمهم على الغلابة اللي ما عادوا قادرين يسكتوا…لو صحيح كنتم “وطنيين” مش غيره.
لقراءة مقالات الكاتب على “الموقع الخاص”