أمد/
طوكيو: تواجه مدينة هيروشيما اليابانية التي دمرتها قنبلة ذرية أمريكية عام 1945، جدلًا متزايدًا بعد أن رفض مسؤولون محليون دعوات لمنع إسرائيل من حضور حفلها السنوي الذي يروج للسلام العالمي، مع احتدام الحرب على غزة.وفقا لشبكة "سي أن أن" الأمريكية
في السادس من أغسطس من كل عام، تجمع مدينة هيروشيما المسؤولين الأجانب، إلى جانب السكان المحليين، في دقيقة صمت عند الساعة 8:15 صباحًا لإحياء اللحظة التي أُسقِطت فيها القنبلة، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وأدى إلى نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويقول بعض النشطاء ومجموعات الناجين من القنبلة الذرية، إن هذا الحفل ليس مكانًا مناسبًا لإسرائيل، التي تشن عدوانًا مدمرًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي. ويقولون إن حكومة المدينة يجب أن تستبعد إسرائيل من حفل هذا العام، كما فعلت مع روسيا وبيلاروسيا على مدى العامين الماضيين بسبب الحرب في أوكرانيا.
من جانبها، تقول سلطات هيروشيما إنها لا تنوي استبعاد إسرائيل، ونقلت شبكة" سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن متحدث باسم حكومة مدينة هيروشيما: "إنها ليست معايير مزدوجة.. سياستنا هي دعوة جميع البلدان، ومع ذلك، فإن روسيا وبيلاروسيا استثناءات بسبب الحرب في أوكرانيا.. لم تتم دعوة روسيا وبيلاروسيا لضمان سير الحفل بسلاسة."
وقالت السلطات في ناجازاكي، المدينة اليابانية التي ضربتها القنبلة الذرية بعد أيام قليلة من هيروشيما، لـ"سي. إن. إن" إنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستدعو إسرائيل لحضور "حفل السلام" في 9 أغسطس.
وأضافت السلطات في ناجازاكي، أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد "تمنع التنفيذ السلس للحفل"، مشددين على أن هذه الخطوة ليست بادرة احتجاج بل اعتبار عملي.
ومن بين الحفلين، يعد حفل هيروشيما هو الأكبر بمشاركة ممثلين عن 115 دولة والاتحاد الأوروبي المقرر حضورهم هذا العام.
ولم يحضر مبعوثون من روسيا وبيلاروسيا، منذ أن استبعدتهم هيروشيما في عام 2022 بعد بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير من ذلك العام.
ويقام حفل هيروشيما التذكاري للسلام هذا العام، على خلفية الحرب على غزة، إذ أدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد ما يقرب من مليوني شخص من سكان القطاع بأكمله، والذين يواجهون الآن نقصًا حادًا في الغذاء والمأوى والمياه والمستلزمات الطبية.
وقال تيتسوجي كومادا، المدير التنفيذي لاتحاد منظمة ضحايا القنبلة الذرية والهيدروجينية في هيروشيما، وهي إحدى المجموعات المعارضة للوجود الإسرائيلي: "لماذا ندعو إسرائيل إذا كانت ترتكب جرائم تشبه الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة".
وأضاف لـ"سي. إن. إن": "من المخيب للآمال للغاية أن طلبنا لم يؤخذ بعين الاعتبار"، مشيرًا إلى أن المنظمة كتبت إلى حكومة هيروشيما في يونيو لتطلب إلغاء دعوة إسرائيل.
وأطلقت مجموعة أخرى، وهي "مجتمع الوقفة الاحتجاجية في هيروشيما-فلسطين" عريضة عبر الإنترنت في مايو، تدعو إلى استبعاد ممثلي إسرائيل، قائلة إن "الاحتجاجات العالمية الحالية ضد إسرائيل تفوق بوضوح تلك التي ضد روسيا من حيث الحجم والتكرار"، وجمعت العريضة منذ ذلك الحين أكثر من 30 ألف توقيع.
وتجدر الإشارة إلى أن اليابان سبق أن أعربت عن "قلقها العميق" إزاء الوضع الحرج في غزة، ودعمت حل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
ووفقًا لوكالة الأنباء اليابانية "كيودو نيوز"، أشارت حكومة هيروشيما إلى الحرب على غزة في دعوتها لإسرائيل، وحثت الاحتلال على وقف العدوان على القطاع.
وجاء في الدعوة، وفق كيودو، إنه "من المؤسف للغاية أن يتم سلب حياة العديد من الأشخاص وحياتهم اليومية".
وأدى قصف هيروشيما في السادس من أغسطس عام 1945، ثم قصف ناجازاكي بعد ثلاثة أيام، إلى استسلام اليابان غير المشروط ووضع نهاية للحرب العالمية الثانية، ولكنه أدى أيضًا إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، سواء على الفور أو في الأشهر والسنوات التالية بسبب الإشعاع.
وفي كل عام، تتم دعوة الدبلوماسيين في اليابان إلى هيروشيما للمشاركة في الاحتفال الذي يسلط الضوء على أهمية السلام ويحذر من استخدام الأسلحة النووية.
واشتكت البعثة العامة الدائمة لفلسطين في طوكيو، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" من عدم دعوتها لحضور الحفل، واعتبرت أن "هذا القرار ازدواجية المعايير"، وقال مكتب البعثة لـ"سي. إن. إن"، إن مبعوثها لم تتم دعوته لحضور الحفل.
وقالت سلطات هيروشيما إنها ترسل الدعوات فقط إلى الدول التي لديها سفارات في اليابان، ولم تقم مطلقًا بدعوة ممثلين فلسطينيين لحضور الحفل.
وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أكدت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا دعم اليابان لحل الدولتين. وقالت: "نواصل النظر بشكل شامل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع الأخذ في الاعتبار كيفية دفع عملية السلام قدمًا".