أمد/
لندن: دعم تقرير جديد، مبني على أدلة مفتوحة المصدر، الأرقام التي أصدرتها الصحة بشأن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الرغم من ادعاءات الولايات المتحدة وإسرائيل بأن عدد القتلى لا يمكن الوثوق به.
وبحسب تحقيق أجرته منظمة "أيروورز" والذي حدد بشكل مستقل ما يقرب من 3000 اسم لضحايا مدنيين قتلوا في أول 17 يومًا من الحرب، فإن أرقام الوزارة "موثوقة على نطاق واسع" على الرغم من الصعوبات التي ينطوي عليها تقييم الخسائر.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصدر وزارة الصحة بانتظام تحديثات حول عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.
وكانت هذه الأرقام محل تشكيك من قبل إسرائيل وحلفائها، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي إنه "لا يثق" بها، في حين تسلط وسائل الإعلام الضوء بانتظام على سيطرة حماس على الوزارة مع التلميح إلى أنه يجب التعامل معها بحذر.
وقال التقرير – الذي وصفه موقع "أيروورز" بأنه " أكبر وأعمق تحليل عام لبيانات وزارة الصحة حتى الآن" – إن التحقيق وجد ارتباطًا وثيقًا بين أرقام الوزارة وما أفاد به المدنيون الفلسطينيون عبر الإنترنت، حيث ظهرت 75% من الأسماء المبلغ عنها علنًا أيضًا في قائمة وزارة الصحة.
ومنظمة "أيروورز" هي منظمة غير ربحية مقرها لندن تابعة لقسم الإعلام والاتصالات في جامعة لندن، والتي تقوم بالتحقيق في الوفيات المدنية في الصراعات.
استهداف المنظومة الصحية في غزة
وقال البروفيسور مايك سباجات، رئيس مجموعة المراقبة "كل ضحية مهمة": "يقدم هذا البحث المضني دليلاً قويًا على دقة القائمة الأولى للقتلى التي قدمتها وزارة الصحة وموثوقية منشورات وسائل التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين التي جمعتها منظمة إيروارز والتي تغطي نفس الفترة".
وأضاف سباجات:"إن القائمتين ليستا كاملتين، ولكن معدل التطابق الذي يصل إلى 75% يوضح بشكل مقنع أن كلتيهما تعكسان جزءاً كبيراً من الواقع الأساسي."
وعلى الرغم من الشكوك الرسمية، أفادت التقارير أن الولايات المتحدة وإسرائيل استشهدتا بأرقام وزارة الصحة الفلسطينية في تقييماتهما.
وبحسب تقارير إعلامية عبرية، فإن الجيش والاستخبارات يعتمدان بشكل شبه حصري على الوزارة في الحصول على الأرقام وأعداد القتلى.
وقال مصدر إسرائيلي إن تحقيقًا شاملًا أجري أثناء الحرب، وكشف أن الأرقام التي نشرتها الوزارة "موثوقة بشكل عام" عندما يتعلق الأمر بأعداد القتلى والعمليات السابقة.
ولا يزال آلاف الفلسطينيين في عداد المفقودين ويُفترض أنهم ماتوا تحت الأنقاض في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.
وكانت دراسة لمجلة لانسيت الطبية البريطانية أعادت مؤخراً حساب معدل الوفيات في غزة، مستندًا إلى الوفيات غير المباشرة التي تتراوح بين ثلاثة إلى 15 ضعف عدد الوفيات المباشرة.
الدراسة قدّرت أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة يبلغ 186 ألفًا من الوفيات المباشرة وغير المباشرة.
واستندت الدراسة إلى حقيقة أنه في الصراعات والحروب الأخيرة، تراوحت أعداد الوفيات غير المباشرة حوالي 3 إلى 15 ضعفاً من أعداد الوفيات المباشرة.
وباستخدام تقدير أعداد السكان في قطاع غزة لعام 2022 البالغ 2,375,259 نسمة، فإن ذلك يعني أن عدد الضحايا من الوفيات المباشرة وغير المباشرة سيبلغ 7.9% من إجمالي عدد السكان في القطاع.