أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 300 يوميا، خلفت أكثر من 150 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 39,445 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، و91,073 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن 45 شهيدا و77 مصابا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
استشهد مساء يوم الأربعاء، الزميلان الصحفيان إسماعيل الغول مراسل قناة الجزيرة، والمصور رامي الريفي باستهداف مباشر من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو السيارة التي كان يستقلها الزميلان وقد تحولت إلى حطام، والدخان يتصاعد منها والدماء متناثرة على بقاياها، بعد استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الشاطئ وسط مدينة غزة.
واستشهد منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، أكثر من 155 صحفيا وصحفية، وتدمير 100 مقر لمؤسسات صحفية، واعتقال أكثر من 100 صحفي وصحفية، معظمهم ما زال رهن الاعتقال بسجون الاحتلال، وإخفاء 4 زملاء صحفيين قسرا دون معرفة مصيرهم إلى اليوم، استنادًا إلى تقارير حقوقية صادرة عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
استُشهد ثمانية مواطنين، يوم الأربعاء، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن طائرة مسيرة للاحتلال، استهدفت مجموعة من المواطنين قرب شركة الكهرباء في منطقة الزوايدة، ما أسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، يوم الأربعاء، في سلسلة غارات من الطائرات الحربية والمدفعية الاسرائيلية، على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وعلى آخر الأحداث في اليوم الـ 299 من العدوان الاسرائيلي على القطاع، أفادت مصادر صحية، بسقوط شهداء ومصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة المواصي غربي مدينة رفح.
وقالت مصادر محلية، إن العديد من الإصابات وصلت لمستشفى الصليب الأحمر الميداني جراء اطلاق نار من آليات الجيش الإسرائيلي باتجاه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب رفح جنوب قطاع غزة.
كما أفادت المصادر الصحية، باستشهاد مواطن وإصابة 4 آخرين بجروح في قصف اسرائيلي استهدف عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتعرضت احياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، الى قصف مدفعي مكثف، ما أدى الى إصابة العديد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء.
كما تعرضت مناطق شرق جباليا شمال قطاع غزة، الى قصف مدفعي مكثف وانفجارات متتالية وسط إطلاق نار من آليات جيش الاحتلال الاسرائيلي.
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن فلسطينيين اعتقلتهم قوات الاحتلال خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة، احتجزوا في الغالب في معتقلات سرية، وفي بعض الحالات تعرضوا لمعاملة قد تصل إلى حد التعذيب.
وأوضح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن العدد الصاعق للرجال والنساء والأطفال والأطباء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين في ظروف تبعث على الأسى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ومعظمهم من دون تهمة أو محاكمة، إلى جانب التقارير التي تشير إلى سوء المعاملة والتعذيب وانتهاك ضمانات الإجراءات القانونية الواجبة، يثير مخاوف جدية بشأن الطبيعة التعسفية والعقابية لمثل هذه الاعتقالات والاحتجازات.
وأضاف: "تشير الشهادات التي جمعَتها مفوضيتنا وهيئات أخرى إلى مجموعة من الأفعال المؤسفة، مثل الإيهام بالغرق وإطلاق الكلاب على المعتقلين، وأعمال أخرى، في انتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".
وجاء في تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنّ الظروف في مراكز الاحتجاز التي يديرها الجيش الإسرائيلي تزداد سوءاً، مضيفاً أن الأطفال كانوا من بين المحتجزين، وزُعِم أنهم في بعض الحالات احتجزوا مع البالغين.
وقال المعتقلون إنهم كانوا محتجزين في مرافق تشبه الأقفاص، وقد جُردوا من ملابسهم لفترات طويلة، وارتدوا الحفاضات فقط. وتحدّثوا في شهاداتهم عن تعرّضهم لعصب العينَين لفترات طويلة، وللصدمات الكهربائية والحرق بالسجائر، وعن حرمانهم من الغذاء والنوم والماء.
وأكّد بعض المحتجزين أنّ الكلاب كانت تُطلق عليهم، فيما أشار آخرون إلى أنهم تعرضوا للإيهام بالغرق، أو لتكبيل أيديهم وتدلّي أجسادهم من السقف. كما تحدّث الرجال والنساء عن تعرضهم للعنف الجنسي والجنساني.
وشدّد تورك على أن القانون الدولي الإنساني يحمي جميع المحتجزين ويطالب بمعاملتهم معاملة إنسانية وحمايتهم من جميع أعمال العنف والتهديد بالعنف.
وقال: "يفرض القانون الدولي معاملة جميع المحرومين من الحرية بإنسانية وكرامة، ويحظر بشكل صارم التعذيب أو غيره من أنواع سوء المعاملة، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي. وقد يرقى الاحتجاز السري والمطول مع منع الاتصال إلى شكل من أشكال التعذيب".
ودعا المفوض السامي إلى إجراء تحقيقات فورية وشاملة ومستقلة ونزيهة وشفافة في جميع الحوادث التي أدت إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، وضمان محاسبة الجناة وتوفير حق جميع الضحايا وأسرهم في الانتصاف وجبر الضرر.
اغتيال إسماعيل هنية
نعت حركة حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
ييان النعي
{مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا}
بكلّ معاني الفخر والاعتزاز، وبمزيدٍ من الإيمان والصَّبر والإصرار على مواصلة درب الشهداء الأبرار ومسيرة طوفان الأقصى البطولية، ننعى إلى شعبنا الفلسطيني في كلّ ساحات الوطن وخارجه، وإلى أمَّتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم، القائد المجاهد، والرَّمز الوطني الكبير، وعلماً من أعلام الأمَّة، قائد المقاومة، ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق:
شهيد غزَّة والقدس وفلسطين، وشهيد طوفان الأقصى، المجاهد القائد إسماعيل عبد السلام هنية (أبو العبد) رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)
الذي ارتقى إلى ربّه شهيداً، فجر اليوم الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران، إثر عملية اغتيال جبانة وغادرة، نفذها العدو الصهيوني، المارق والمنتهك لكل الشرائع والأعراف والمواثيق، في تأكيد على إجرامه وفاشيته التي يمارسها ضد شعبنا في الوطن والشتات، وضد أمتنا العربية والإسلامية.
أبناءَ شعبنا الفلسطيني العظيم، أحرارَ أمّتنا والعالم:
نؤكّد أنَّ جريمة الاحتلال باغتيال رئيس الحركة الأخ القائد المجاهد الشهيد إسماعيل هنية، على الأراضي الإيرانية، هي عمل إرهابي مكتمل الأركان، وانتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، وتصعيد خطير، وتوسيع لدائرة عدوانه وإجرامه ضد شعبنا وأمتنا، يتحمّل العدو الصهيوني وداعموه مسؤولية هذه الجريمة وتداعياتها الخطيرة على الإقليم والمنطقة، ولن تفلح في منع هدير طوفان الأقصى من زلزلة أركان هذا الكيان الغاصب وتدميره بإذن الله.
أبناءَ شعبنا الفلسطيني العظيم، أحرارَ أمّتنا والعالم:
لقد مضى القائد والرَّمز الوطني الكبير المجاهد أبو العبد، إلى ربّه شهيداً اليوم، على درب القادة الشهداء العظام، وعلى رأسهم الشيخ المؤسس الإمام الشهيد أحمد ياسين وصحبه الكرام، ونال أسمى الأماني التي تمناها دوماً في أعظم معركة بطولية، معركة طوفان الأقصى، من أجل فلسطين والأقصى، لينضم إلى قافلة القادة الشهداء العظام، على درب النضال والمقاومة، والذي سيزداد أبناؤه وإخوانه ورجاله قوَّة وبسالة وإرادة وصموداً ومواجهة للاحتلال الصهيوني ومخططاته العدوانية حتى دحره وزواله عن أرضنا ومقدساتنا.
لقد ختم الله للقائد المجاهد الشهيد حياته بأعظم خاتمة، حيث نذر حياته منذ نعومة أظفاره لخدمة شعبه وأمَّته، ورفع لواء المقاومة والجهاد في مواجهة الاحتلال، وربَّى جيلاً عظيماً من الأبطال والمقاومين، وغرس فيهم روح الحرية والجهاد والاستشهاد، حتى باتوا ولا يزالون شوكة في حلوق الصهاينة، ومصدر رعب لقادتهم.
أبناءَ شعبنا الفلسطيني العظيم، أحر*ارَ أمّتنا والعالم:
إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإذ نعلن عن ارتقاء رمز فلسطين والأمَّة، وقائد المقاومة في فلسطين، المجاهد الشهيد إسماعيل هنية، لنؤكّد أنَّ روحه النابضة بحبّ فلسطين وغزَّة والقدس والأقصى والوحدة والتلاحم الوطني، ستبقى حيَّة في نفوس أبناء فلسطين والأمَّة، وأنَّ المبادئ التي غرسها في حركتنا وشعبنا وأمتنا ستبقى ثابتة أصيلة ودائمة، وستمضي الحركة بقادتها وأبنائها وكتائبها القسّامية المظفرة، بكل قوَّة وعزيمة وإصرار ويقين، ومعها كل أبناء شعبنا العظيم وفصائل المقاومة الفلسطينية وكتائبها المجاهدة، وأحرار أمتنا والعالم، في تعزيز نهج المقاومة الشاملة كخيار وحيد، ومواصلة معركة طوفان الأقصى المجيدة حتى تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير الشامل والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بإذن الله.
نجدّد التأكيد أنَّ حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل حرية شعبنا وكرامته وتحرير وطنه وقدسه، لن تهزم أبداً، ولن تزيدها هذه الجرائم إلاّ قوَّة وصلابة وعزيمة لا تلين، هذا هو تاريخ الحركة والمقاومة بعد اغتيال قادتها، أنَّها أشدَّ قوة وأكثر تماسكاً وأمضى عزيمة وإصراراً وتمسكاً بحقوقها وثوابتها، وأشدّ بأساً وإثخاناً في العدو الصهيوني.
فليكن دم الشهيد القائد إسماعيل هنية ودماء كافة شهداء شعبنا وأمتنا في هذا اليوم وفي كل وقت، دافعاً ومحركاً قويا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، للتعبير عن الغضب العارم والتحرك في كل الساحات والميادين لمواجهة الاحتلال المجرم وإدانته ومحاصرته وزلزلة أركانه، ودافعا لمزيد من الدعم والإسناد لشعبنا المجاهد ومقاومته الباسلة، حتى دحر الاحتلال المجرم عن أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
رحم الله تعالى القائد الشهيد رمز فلسطين والأمَّة، أبا عبد السَّلام وتقبّله، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنَّة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصَّالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهله وعائلته وأصحابه وإخوانه وأبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية الصبر والثبات، وعوضنا خير العوض.
وجاء اغتيـال “هنية” في طهران بعد مشاركته في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية ولقائه المرشد الأعلى علي خامنئي.
وظهر إسماعيل هنية في عدة صور خلال زيارته العاصمة الإيرانية طهران قبل إعلان "حماس" اغتياله إثر غارة إسرائيلية، حيث كان يحضر المراسم الرسمية لتنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
من هو..
تاريخ الميلاد: 29 يناير 1963
مكان الميلاد: مخيم الشاطئ، غزة، فلسطين
التعليم:
الجامعة الإسلامية بغزة: حصل على بكالوريوس في الأدب العربي.
النشاط السياسي:
1987: انضم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ تأسيسها.
1992: تم ترحيله إلى مرج الزهور في جنوب لبنان مع مجموعة من قادة حماس.
2005: انتُخب رئيساً لقائمة الإصلاح والتغيير التابعة لحركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
2006: تولى رئاسة الوزراء في الحكومة الفلسطينية بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية.
الأدوار القيادية:
2007: بعد الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، تولى إدارة قطاع غزة بصفته رئيساً للوزراء في القطاع.
2017: انتُخب رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لخالد مشعل.
الأحداث البارزة:
2006: ترأس الحكومة الفلسطينية بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، مما أدى إلى توترات وصراع مع حركة فتح.
2007: شهد الانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح، واستمر هنية في قيادة قطاع غزة.
قاد جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، ورغم الصعوبات الكبيرة إلا أنه استمر في الدعوة إلى الوحدة الوطنية.
لعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات بين حماس ودول إقليمية مثل قطر وتركيا وإيران.
مواقف سياسية:
يؤمن بحق المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ويدعو إلى الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية.
يسعى لتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية.
دعا مرارًا إلى تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
حياته الشخصية:
متزوج وله عدة أبناء.
يعرف عنه التواضع والبساطة في حياته اليومية، ويُعتبر شخصية محبوبة بين أنصاره ومؤيديه.
إسماعيل هنية يُعد من أبرز الشخصيات السياسية الفلسطينية في العقود الأخيرة، وقد لعب دورًا محوريًا في قيادة حركة حماس والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان له تأثير كبير في مسيرة الحركة وفي جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية