أمد/
آه يا شعبي الأصيل
كم عانيت من ترحيل إلى ترحيل
من تنكيل إلى تنكيل
من إبادة إلى إبادة
في هذا الزّمن العسير
عانيت معاناة لم يكن لها النّظير
عبر المدى
تلذّذت بسفك دماك الخنازير
لوحقت بعد الرّدى
وأنت تحت الثّرى
لسرقة جلودك
وما تبقى في جوفك
قلب.. قصبة أو طحال
وانتظرنا شعبنا العربيّ بأن يفيق
ويبصر الطّريق
ولكن.. دون جدوى!
ولكنّك يا شعبي العريق
ستحظى قريبًا
بكلّ ما أنت به جدير
سيحيى أطفالك كباقي الأطفال
بالمراجيح.. السحسليات والبنانير
سيلعبون في السّاحات
ستردّ الغدير
وتسمع ألحان الوطن العريق
ستنعم بالحفيف والخرير
بزقزقة العصافير
وبهداوة البال
وستنجو من كلّ ضيق
وستشقّ الشّمس الديجور
إنّ دوام الحال من المحال
فوعد الله لا يضيع
وستشرب ممّا تجنيه محبّات الزّهور
بعد أن ترشفن الرّحيق
ستبتهج بألوان الفراشات وهي تطير
ستفرح بمشاهدة ما خلقه الله من بديع
ستنعم بلذة الاسترخاء والنّوم العميق
وسط الحقول وبخضرة الرّبيع
وبالتّعمير
وبعد التّعطيش والتّجويع
ستهنأ شرب العسل مع الزّنجبيل
ستنفض غبار العذاب الطّويل
وتنهض بعد القتل يا هابيل