أمد/
واشنطن: اضطر حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو للدفاع عن موقفه بعد ظهور مقال رأي كتبه قبل أكثر من ثلاثة عقود، عندما كان متطوعاً في جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستخف فيه بالشعب الفلسطيني.
وقال مانويل بوندر، المتحدث باسم شابيرو في بيان نقلته شبكة "فوكس نيوز": "منذ كتب هذه المقالة كطالب يبلغ من العمر 20 عاماً، بنى الحاكم شابيرو علاقات وثيقة وذات مغزى ومفيدة، مع العديد من قادة المجتمع المسلم الأميركي والعربي الأميركي والمسيحي الفلسطيني واليهودي في جميع أنحاء بنسلفانيا".
وتابع: "ويقدر الحاكم بشكل كبير وجهات نظرهم والخبرات التي تعلمها على مر السنين، ونتيجةً لذلك، كما هو الحال مع العديد من القضايا، تطورت آراؤه بشأن الشرق الأوسط إلى الموقف الذي يتبناه اليوم".
وكانت صحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر" قد كشفت عن المقال الذي كتبه شابيرو لصحيفة "كامبوس تايمز"، وهي الصحيفة الطلابية لجامعة روتشستر، والتي تخرج منها شابيرو عام 1995.
وفي المقال، أكد شابيرو على وجهة نظره بأن "الفلسطينيين لن يتعايشوا سلمياً"، لأنه "ليس لديهم القدرة على إنشاء وطنهم الخاص وجعله ناجحاً حتى بمساعدة إسرائيل والولايات المتحدة".
وكتب شابيرو، الذي عرف نفسه بأنه "متطوع سابق في الجيش الإسرائيلي": "إنهم يتمتعون بعقلية قتالية للغاية بحيث لا يتمكنون من إنشاء وطن سلمي خاص بهم". وأشار إلى العالم العربي باعتباره منقسماً وعدوانيا".
وقد عادت هذه التعليقات إلى الظهور كجزء من مراجعة شاملة لشابيرو مع اقترابه من ترشيح محتمل لمنصب نائب الرئيس مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وكان دعم شابيرو لإسرائيل مثيراً للجدل داخل الحزب الديمقراطي، بسبب الآراء القوية المؤيدة للفلسطينيين من الجناح اليساري في الحزب.
وأطلق المعارضون لترشحه حملة "لا للإبادة الجماعية"، ويواصلون الضغط على هاريس لاختيار نائب آخر.
من جهتهم، قال بعض الأعضاء اليهود في الكونغرس إن الانتقادات الموجهة لشابيرو غير عادلة، وتفترض أن السياسيين اليهود لا يمكن أن يكونوا موضوعيين بشأن إسرائيل.
وشدد بوندر بالقول: "كما أوضح الحاكم لسنوات، فهو يدعم حل الدولتين، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش معاً بسلام، وهو يعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يتخذ القادة على جانبي هذا الصراع خطوات ذات مغزى وضرورية نحو سلام دائم".
وأضاف بوندر: "لقد عمل الحاكم شابيرو بجد لجمع الناس معاً، والاستماع إليهم والحفاظ على سلامة مجتمعاتنا، وسيظل دائماً حاكماً لجميع سكان بنسلفانيا".
وفي معرض حديثه عن التعريف الذاتي بأنه "متطوع سابق في الجيش الإسرائيلي"، قال بوندر: "أثناء وجوده في المدرسة الثانوية، طُلب من جوش شابيرو القيام بمشروع خدمة، والذي أكمله هو والعديد من زملائه في الفصل من خلال برنامج أخذهم إلى كيبوتس في إسرائيل، حيث عمل في مزرعة وفي مصايد الأسماك". وأضاف بوندر، أن "البرنامج تضمن أيضاً التطوع في مشاريع خدمية في قاعدة للجيش الإسرائيلي. ولم يشارك في أي أنشطة عسكرية في أي وقت من الأوقات".
وعندما سُئل شابيرو عن المقال خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الجمعة، شدد على سنه والوقت الذي مر منذ نشر المقال.
وأكد مجدداً اعتقاده بأن السبيل الوحيد للمضي قدماً في المنطقة هو حل الدولتين، الذي يسمح للإسرائيليين والفلسطينيين "بتحديد مستقبلهم ومصائرهم"، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وفي وقت سابق من هذا العام، وصف شابيرو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "أحد أسوأ القادة على الإطلاق"، وانتقده لتوجيه إسرائيل "في الاتجاه الخاطئ".