أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 305 يوميا، خلفت أكثر من 150 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا..
علنت مصادر طبية، يوم الإثنين، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 39,623 شهيدا، و91,469 مصابا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال ارتكبت ثلاثة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و71 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
استُشهد ظهر يوم الاثنين، ستة مواطنين، بقصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، جنوب مدينة غزة، وشرق خان يونس.
وقال مسعفين، بنقل أربعة شهداء جراء قصف الاحتلال مجموعة مواطنين في شارع الأبراج بمنطقة تل الهوا، جنوب مدينة غزة، إلى المستشفى المعمداني في المدينة.
كما استشهد شابان جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة مواطنين في منطقة الضابطة الجمركية جنوب شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.
أفادت مصادر طبية، بأن الاحتلال سلم جثامين 84 شهيدا كان قد اختطفهم من مقابر في قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إنه تم دفن جثامين الشهداء في المقبرة التركية بالحي النمساوي جنوب غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف أن هذه الدفعة الثالثة من جثامين الشهداء التي سلمها الاحتلال للجنة الدولية للصليب الأحمر خلال عدوانه المتواصل لليوم 304 على التوالي.
استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون، ظهر يوم الإثنين، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن طائرات الاحتلال قصفت مركبة مدنية في منطقة المطاحن جنوب مدينة دير البلح، ما أدى إلى استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وفي السياق ذاته، أفاد اتحاد لجان الصيادين في غزة، باستشهاد صياد برصاص زوارق الاحتلال الحربية قبالة شاطئ بحر مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وجرى نقله الى مستشفى العودة في المخيم.
قصفت طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته، يوم الإثنين، مناطق متفرقة من قطاع غزة، تركزت على محافظة الوسطى ومدينة غزة.
وأفاد مصادر محلية، بأن مدفعية الاحتلال أطلقت عدة قذائف على أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوا في مدينة غزة، وسط إطلاق نار مكثف من الآليات العسكرية، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة في الأجواء الغربية من المدينة.
وأضاف أن طائرات الاحتلال الحربية شنت غارتين على منطقة أرض أبو غولة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأطلقت النار على محيط جسر وادي غزة شمال شرق المخيم.
كما أطلقت آليات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة، شرق مخيم المغازي وقرية المصدر وسط القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال منازل المواطنين جنوب شرق مدينة دير البلح.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية المنطقة الشرقية من أبراج القسطل جنوب شرق مدينة دير البلح، وأطلقت نيرانها على محيط منطقة مكب النفايات شرقا.
وجنوبا، شنت طائرات الاحتلال الحربية غارتين على منطقة قيزان النجار في خان يونس، وقصفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية من مدينة رفح.
أصدر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، اليوم الاثنين، تقريرا يتضمن شهادات أدلى بها 55 معتقلا فلسطينيا بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تؤكد تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإهانة والتجويع.
ويتألف التقرير الذي اطلعت عليه "وفا" من 90 صفحة، ويحمل عنوان: "أهلا بكم في جهنم: تحول السجون الإسرائيلية إلى شبكة من معسكرات التعذيب"، وجرى نشره باللغات: العبرية والإنجليزية والعربية.
وقالت "بتسيلم": يتناول تقرير "أهلًا بكم في جهنم" مُعاملة الأسرى الفلسطينيين وحبسهم في ظروف لا إنسانيّة في السجون الإسرائيليّة منذ 7 تشرين الأول 2023.
وأضافت: في إطار البحث والإعداد لهذا التقرير تم تسجيل إفادات أدلى بها 55 فلسطينيًا وفلسطينية، ممّن احتُجزوا في السّجون ومرافق الاعتقال الإسرائيليّة خلال هذه الفترة. الغالبية الساحقة من الشهود لم يُحاكموا.
وتابعت: تبيّن إفادات الأسرى نتائج عملية سريعة، تحوّل في إطارها أكثر من اثني عشر من مرافق الاعتقال الإسرائيليّة، مدنيّة وعسكريّة، إلى شبكة معسكرات هدفها الأساسيّ التنكيل بالبشر المحتجزين داخلها. كلّ من يدخل أبواب هذا الحيّز، محكوم بأشدّ الألم والمُعاناة المتعمّدين وبلا توقّف، حيز يشغل عمليّاً وظيفة مُعسكر تعذيب.
وأشارت "بتسيلم" إلى أنه استنادا إلى الإفادات التي أوردها التقرير "يتضح واقع تحكمه سياسة هيكلية وممنهجة قوامها التنكيل والتعذيب المستمرين لكافة الأسرى الفلسطينيين، بما يشمل العنف المتكرر القاسي والتعسفي والاعتداء الجنسي والإهانة والتحقير والتجويع المتعمد وفرض ظروف نظافة صحية متردية والحرمان من النوم ومنع ممارسة العبادة وفرض عقوبات على ممارستها ومصادرة جميع الأغراض المشتركة والشخصية ومنع العلاج الطبي المناسب".
وبين التقرير أنه "على مر السنين زجت إسرائيل بمئات آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية التي لطالما استخدمت كأداة للقمع والتحكم بالسكان الفلسطينيين أكثر من أي استخدام آخر…وعشية الحرب بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين 5,192 منهم نحو 1,319 اعتقلوا دون محاكمة (معتقلون إداريون). وتفيد معطيات من بداية تموز 2024 أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون ومعسكرات الاعتقال الإسرائيلية يبلغ 9,623 من بينهم 4,781 معتقلاً دون محاكمة ودون إبلاغهم بالتهم ضدهم، ودون منحهم حق الدفاع عن أنفسهم".
ويوضّح التقرير أنه "في الأيام الأولى بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، اعتقلت إسرائيل على نحو مخالف للقانون آلاف العمال الفلسطينيين الغزّيين الذين كانوا في تلك الأثناء داخل إسرائيل ويحملون تصاريح عمل قانونية. نقل مئات من المعتقلين إلى مكان مجهول، وبعضهم لا يزال محتجزا حتى اليوم دون إبلاغ عائلاتهم و أية جهة أخرى من طرفهم عن اعتقالهم أو مكان احتجازهم".
ويضيف: "حاولات العائلات ومحامون من طرفها ومنظمات حقوق إنسان أن تستفير عمّن تشملهم قوائم أو سجلات المعتقلين وعن أماكن احتجازهم، لكن جميع هذه المحاولات قد صدّت ورفض التعامل معها. كذلك رفضت المحكمة العليا الالتماسات التي طالبت بالحصول على معلومات، حيث تبنّت المحكمة موقف الدولة حين قالت إنه لا يوجد ما يلزمها بتقديم هذه المعلومات".
ويتابع: "كان إخفاء السكان الغزيين من الفضاء العام وحبسهم مقدمة لسلسة من الأفعال والممارسات، بما يشمل التنكيل والتعذيب اللذين تمارسهما إسرائيل منذ بدء الحرب على نحو منهجي ومثابر في كل ما يتعلق بالمعتقلين والأسرى الفلسطينيين عموما-من الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة وأراضي الـ48".