أمد/
نيويورك: أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمدارس التي نزح إليها آلاف المواطنين قسراً، والتي كان آخرها قصف مدرسة "التابعين" في مدينة غزة، ما أسفر عن مئات الشهداء والمصابين.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في بيان صحفي، أن هذا الهجوم هو الحادي والعشرون، الذي يستهدف مدرسة، كل منها بمثابة مأوى، منذ 4 تموز/ يوليو، وقد أسفرت عن مقتل 274 شخصاً على الأقل، بما في ذلك النساء والأطفال.
وقال المكتب: إن الضربات المتكررة على ملاجئ النازحين في المناطق التي أُجبر المواطنون على الانتقال إليها، والتأثير المستمر والمتوقع على المدنيين، تشير إلى فشل إسرائيل في الامتثال الصارم للالتزامات التي يفرضها القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات في الهجوم.
وأضاف أن هذه الهجمات المنهجية على المدارس تأتي في سياق تشريد أكثر من 90% من مواطني غزة بينما يواصل جيش الاحتلال تفجير المباني السكنية وتقييد دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن النازحين يواجهون رعباً لا يوصف بعد 10 أشهر من الأعمال العدائية، بما في ذلك عمليات النزوح القسري المتعددة، والانتشار السريع للأمراض، والحرمان المستمر من الوصول إلى الضروريات الأساسية للحياة، وتشكل المدارس بالنسبة للعديد منهم، الملاذ الأخير للعثور على بعض المأوى والوصول المحتمل إلى الغذاء والماء.
الأمم المتحدة: 80% من غزة تحت أوامر الإخلاء الإسرائيلية
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن ما يقدر بنحو 60 ألف فلسطيني في غزة ربما تحركوا نحو غربي خان يونس خلال اليومين الماضيين، بينما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بأن أكثر من 80% من قطاع غزة وُضِع تحت أوامر الإخلاء منذ أكتوبر الماضي، وفق موقع الأمم المتحدة.
ويأتي ذلك في أعقاب أمر الإخلاء الفوري الذي أصدره الجيش الإسرائيلي الخميس للسكان في أجزاء من وسط وشرق خان يونس. وذكر المكتب الأممي أن الجيش الإسرائيلي أصدر أمري إخلاء للأشخاص في أجزاء من شمال غزة.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) -في آخر تحديث له بشأن الوضع في غزة- أن أجزاء شمال وجنوب غزة التي أُخْلِيَت حديثا هذا الأسبوع تشمل ما يقرب من 43 كيلومترا مربعا.
ويشير التتبع الأولي من قبل الشركاء العاملين في المجال الإنساني في غزة إلى أن هذه المناطق تشمل نحو 230 موقعا للنازحين، ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وخمسة مرافق صحية عاملة، بما فيها المستشفى الإندونيسي.
وذكر مكتب أوتشا أن التقييمات أفادت بأن أكثر من 80 في المائة من قطاع غزة وُضِع تحت أوامر الإخلاء منذ تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن دخول إمدادات المساعدات إلى غزة لا يزال يمثل تحديا بسبب الأعمال العدائية النشطة، وقيود الوصول، والمستويات العالية من انعدام الأمن، وانعدام النظام العام والسلامة، من بين عوامل أخرى.
ونتيجة لذلك، يفيد المكتب الأممي بانخفاض حجم المساعدات التي تدخل عبر المعابر الحدودية العاملة إلى غزة بأكثر من النصف منذ أوائل أيار/مايو، عندما أُغْلِق معبر رفح. وانخفض عدد الشاحنات من متوسط يومي يبلغ 169 شاحنة في نيسان/أبريل إلى أقل من 80 شاحنة في حزيران/يونيو وتموز/يوليو.
وكان الانخفاض في معبر كرم أبو سالم أكثر حدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع انخفاض أكثر من 80 في المائة في شحنات المساعدات التي أُدخِلَت إلى غزة من ذلك المعبر الحدودي.
في هذه الأثناء، لا تزال بعثات المساعدة الإنسانية التي تتطلب التنسيق مع السلطات الإسرائيلية تواجه الرفض أو العرقلة.
فقد أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه حتى يوم أمس الخميس، سهلت السلطات الإسرائيلية 24 مهمة مساعدة فقط من أصل 67 مهمة خُطط لها إلى شمال غزة هذا الشهر. أما بقية المهمات فهي إما رُفضت وإما أُعيقت وإما أُلغيت لأسباب أمنية أو لوجستية أو تشغيلية. وينطبق الشيء نفسه على جنوب غزة، فمن بين ما يقارب 100 مهمة إنسانية مخططة، سهلت السلطات الإسرائيلية نحو النصف. أما البقية فهي إما رفضت وإما أعيقت وإما ألغيت.