أمد/
القاهرة: قال الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، رئيس تحرير مجلة روزاليوسف المصرية، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جُرمًا جديدًا ومذبحة تُضاف لسجل دولته وجيش "العار"، كما نعتته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بقصفه مدرسة "التابعين" بقطاع غزة.
وأضاف "الطاهري" خلال مداخلة هاتفية على "القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت، أن قصف الاحتلال مدرسة التابعين جريمة جديدة تُعلن عنها دولة الاحتلال، مجددة تحديها للمجتمع الدولي وضعف النظام العالمي الراهن في التصدي لهذه الجرائم.
وبالإشارة إلى زج اسم مصر من أحد مسؤولي حماس والانتقاص من دورها على صعيد القضية الفلسطينية وما يجري في قطاع غزة، وجّه "الطاهري"، حديثه بشكل مباشر إلى موسى أبو مرزوق، بأن هذه مزايدات رخيصة على مصر ودورها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقطاع غزة.
وأوضح، أن أحدًا لم يتحمل عبء ما جرى منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن مثل ما تحملته وتكبّدته مصر على جميع المستويات، إضافة لمحاولاتها المستميتة لوقف إطلاق النار.
وأكد رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، أن المقاومة مسؤولة أمام شعبها، فما جرى يوم 7 أكتوبر تقديراته لم تكن محسوبة من جانب حركة حماس، محملًا إياها اختلاق الذرائع في كثير من الأحيان لعدم إنهاء المفاوضات ووقف القتال.
وذكر: "الآن وبعد كل هذه الجرائم للاحتلال وبعد الإبادة الجماعية التي شهدتها وتشهدها غزة يخرج موسى أبو مرزوق للمزايدة على موقف مصر.. المنهج واضح بغض الطرف عن المأساة التي تعيشها المقاومة في غزة، وتحريك الأطراف بمثل تلك المزايدات الرخيصة على مصر"، متسائلًا عن "كيفية اغتيال إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في بيروت واغتيال سامر الحاج في صيدا".
وتابع: "مصر تحمّلت ما لا تحمله أحد، فهي لا تدفع بمقدراتها في أهواء ميليشيات.. مصر تقدّر جيدًا المخطط الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى وتتصدى لفكرة تهجير الشعب الفلسطيني داخل أو خارج أرضه.. تهجير الفلسطينيين لسيناء لن يتم".
وأوضح أن مصر أجهضت الموجة الأولى والآن تواجه أخرى، حذّر منها بالأمس مصدر مسؤول، وتتمثل في مخطط للمرة الثانية يجري الآن لتهجير الفلسطينيين لأراضي سيناء المصرية.
وأشار "الطاهري" إلى أن موسى أبو مرزوق يريد الدفع في اتجاه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأن يغض الطرف عن الكارثة التي تلحق بالمقاومة على مدار الفترة الماضية.
وشدّد على أنه لا داعي للمزايدات والحديث مرارًا وتكرارًا عما قدمته مصر من مساعدات إنسانية، وهو ما يعادل ما قدّمه العالم أجمع بالأرقام، قائلًا: "لولا ما فعلته مصر منذ السابع من أكتوبر حتى الآن ما كان لأحد أن ينتبه لما يجري على أرض غزة".
وقال إن "البيان الثلاثي يشكّل نوعًا جديدًا من الاختراق للموقف، إذ إن الموقف وصل إلى مرحلة سوداء، بالتالي صدور البيان من رئيسي مصر والولايات المتحدة وأمير قطر ثم حالة التفاعل الدولي والتأكيد على البيان وتأييده من مختلف العواصم الأوروبية والإقليمية الكبرى، كل هذا الزخم الدولي يدفع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الوضع المتفاقم".
وواصل: "إننا أمام جريمة إنسانية يقوم بها الاحتلال في قطاع غزة، لا يجب أن نوفر الذرائع لهذا الاحتلال.. علينا أن نعود الآن لمراجعة أنفسنا في كثير من الأشياء".
واختتم قائلًا "العرض التفاوضي الأول لو كان تم قبوله.. هل كان سيحقق المكاسب المطلوبة وتجنيب الآلاف الدماء وسقوط الشهداء على الأراضي الفلسطينية.. نعم أم لا؟ ويجنّب الإقليم ويلات الحرب، نعم أم لا؟"، مضيفًا أن العرض المقبل من التفاوض يجب التفكير فيه من هذا المنطلق، لكن إذا كان القرار ينبع دون إرادة بعض الأطراف، ستصبح هذه المحاولة مماثلة لنظيراتها التي سبقتها.
وكان القيادي في حركة حماس د. أبو مرزوق، قال في تصريحات صحفية، من واجب مصر العمل على وقف إطلاق النار، فلها مسؤوليات خاصة تجاه قطاع غزة ولا يمكن أن تعتبر نفسها وسيطا.
وأضاف، مصر هي التي وقعت الاتفاقيات ومن بينها كامب ديفيد، وجعلت محور فيلادلفيا بين الفلسطينيين والمصريين، والآن سمحت للإسرائيلي بالتواجد في هذا المحور؛ على مصر مسؤوليات خاصة لوقف هذه المجازر، وهي قادرة على وقفها في يوم واحد
وأكد، إن الدواء والغذاء الموجود في الجانب المصري، يكفي لعلاج وغذاء أهل غزة، ولا يمكن أن تبقى الأمة والمجتمع الدولي صامتين صمت القبور أمام ما يحدث ضد أهلنا في فلسطين