أمد/
تل أبيب: نشبت أزمة جديدة داخل "الكابينيت" بين رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي، والوزراء أعضاء المجلس، عنوانها معتقل "سديه تيمان" سيئ السمعة، الذي يُطلق عليه مراقبون "غوانتانامو إسرائيل".
ويعد معتقل "سديه تيمان" قاعدة عسكرية تتبع القيادة الجنوبية، وتضم قيادة لواء النخبة "جفعاتي"، وقيادة لواء (16)، ووحدات ومراكز قيادة تتبع الشرطة العسكرية، وسلاح الهندسة، ومركزا للإمداد يتبع هيئة الأركان، وغير ذلك، ويقع على بعد 5 كيلومترات شمال غرب بئر السبع جنوبي إسرائيل.
منع التحقيقات
المعتقل المشار إليه شهد خلال الأسبوعين الماضيين عملية تعذيب بحق معتقل من حماس، تقول إسرائيل إنه من عناصر النخبة، تورط فيها عدد من عناصر قوة إسرائيلية، تحمل اسم "القوة 100" تتبع الشرطة العسكرية، والأخيرة قامت بتوقيفهم داخل القاعدة بناءً على أمر من النيابة العسكرية.
وفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقات مع 9 من جنود الاحتياط من عناصر "القوة 100"، من بينهم ضابط برتبة رائد، كان يقود العناصر التي شاركت في الاعتداء على عنصر حماس.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، سعى رئيس الأركان لحشد تأييد وزراء "الكابينت" لمحاكمة المتورطين في واقعة التعذيب، إلا أنه واجه اتهامات بسعيه لغلق المعتقل خشية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأشارت الصحيفة، إلى أن وزراء "الكابينت" تراشقوا مع هاليفي، خلال اجتماع عُقد الخميس، بشأن توقيف الجنود المتورطين بتعذيب عنصر حماس في "سديه تيمان".
وخلال النقاش، ذكر هاليفي أن قرار الاعتقال كان صحيحاً، بينما رد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير قائلا: "لماذا أرسلتم عناصر شرطة عسكرية ملثمين لتوقيف الجنود؟"، وعلق هاليفي: "كان عليهم الذهاب ملثمين، لأنه لو عرفوهم لشكّل الأمر خطرًا عليهم".
وبحسب التقرير ، شهدت الجلسة المزيد من التجاذبات التي انضم إليها وزير العدل ياريف ليفين، ووزيرة المواصلات والسلامة على الطرق ميري ريغيف، والجميع شن هجومًا على رئيس الأركان على خلفية توقيف الجنود والتحقيق معهم.
مظاهرات مناهضة للمحاكمة
في هذه الأثناء، ذكر هاليفي، أنه "يتعين غلق معتقل سدي تيمان، وأن يُنقل المعتقلون (الفلسطينيون) إلى السجون، وألا يعتقلوا لدى جنود الاحتياط"، فقاطعه بن غفير: "دعنا نعترف بالحقيقة، تغلقون سدي تيمان بسبب لاهاي، إنكم تخشون الضغوط مجددًا". و "حاول بن غفير مقاطعة كلام رئيس هاليفي والرد عليه، لكن نتنياهو أوقفه: "الآن لن تتحدث، هذا ليس وقتك للحديث. الآن هو يتحدث. سوف تتحدث عندما يأتي دورك، قال نتنياهو للوزير بن غفير. لقد أغلقت فمي، نعلم جميعًا أنك أجريت تحقيقًا لتقديم التماس إلى لاهاي"، قال رئيس "عوتسما يهوديت" – وتابع: "لن تسكتوني".
وشبه الوزراء مرة أخرى التحريض ضد الجنود بالتحريض ضد نتنياهو، وهمهست ريغيف: "رئيس الوزراء يستوعب هذا كل يوم"، وصدم وزير الجيش يوآف غالانت من جدال الوزراء مع رئيس الأركان: "أنا لا أؤيد ذلك"، لا أصدق ما أسمع، تحويل جنود يبلغون من العمر 19 عامًا إلى أعداء، أين نعيش؟". وقال هاليفي إنه "إلى جانب تصريحات القادة الأمريكيين، يجب أن تكون هناك تصريحات من القيادة". وانتقد نتنياهو رئيس الأركان وقال إنه غير مستعد لنصح الوزراء مثلما أنك لا تريد هذا النوع من المعاملة للجيش الإسرائيلي، فليس من وظيفتك الوعظ للوزراء".
أجاب هاليفي: "أنا لا أعظ. أتوقع منكم أن تشجعونا على التعامل مع الحالات الخطيرة، وليس العكس". واختتم نتنياهو الحديث بالقول إنه يجب التحقيق في الأحداث: "نحن دولة قانون وإذا خالف أحد القانون فيجب التحقيق معه. المشكلة هي في طريقة العمل، لأننا لسنا في وضع طبيعي. نحن بحاجة إلى مزيد من الفهم. لا يوجد مكان لاقتحام القواعد، وعلى المحاكم أن تعمل وفق القانون، وكان الأصح أن تكون مرنة – بين الحاجة إلى عدم تطابق الإصدارات واحتراق الأمر. .
وانتهى الاجتماع من دون أن يتمكن رئيس الأركان من حشد تأييد وزراء "الكابينت" بشأن اعتقال جنود الاحتياط الذين تورطوا في تعذيب معتقل فلسطيني من حماس.
وفي أواخر الشهر الماضي، سرب الإعلام العبري أنباءً عن قيام جنود احتياط، إضافة إلى ضابط، باحتجاز أحد عناصر نخبة حماس وتعذيبه بشكل غير إنساني، الأمر الذي قاد إلى اعتقالهم من قبل الشرطة العسكرية، بينما كانوا داخل القاعدة التي تضم معتقل "سدي تيمان"، وكاد الأمر أن يخرج عن السيطرة.
وتضامن متطرفون يهود مع الجنود المتورطين باقتحام قاعدة "بيت ليد" ومعتقل "سيدي تيمان"، وانضم إليهم جنود من "القوة 100" التي ينتمي إليها الجنود والضابط، وظهروا على منصة إلى جوار نواب متطرفين في الكنيست شاركوا في التظاهرات المناهضة لمحاكمتهم.