أمد/
كتب حسن عصفور/ قبل انطلاق مفاوضات التهدئة الجديدة بعد “البيان الثلاثي”، أعلنت حماس موقفا واضحا حول عدم مشاركتها، دون أن تتقدم “الأطراف الراعية – مصر – قطر وأميركا” بآلية تنفيذية لقرار مجلس الأمن رقم 2735، المشتق من مقترح الرئيس الأمريكي بايدن.
بداية وللتوضيح، فحركة حماس ليست شريكا مباشرا في المفاوضات التي بدأت منذ نوفمبر 2023، ولكن حضورها “غير مباشر” وعبر قناة اتصال مع مصر وقطر، ولذا فالبيان من حيث الشكل لا قيمة له كونها ليست “شريكا” على طاولة البحث التفاوضي، لكنها أرسلت مسبقا موقفا مما سيكون نتائجا، رغم أنه ليس مضمونا تماما ما ذهبت إليه.
بعد أشهر من المشاركة التفاوضية غير المباشرة، فشلت حركة حماس في تحقيق نتائج يمكن ان تعتبرها معادلا نسبيا لنتائج حرب الإبادة الجماعية، بل كرست موضوعيا بقبولها قرار مجلس الأمن 2735 يونيو 2024، جوهر موقف دولة الفاشية اليهودية، بتقسيم قطاع غزة إلى ثلاث أقسام، أمنية وجغرافية، في ظل غياب ضمانات حقيقية لوقف الحرب العدوانية، والتي دفع أهل القطاع لها ثمنا لم يسبق دفعه لشعب من شعوب الأرض وفقا لزمن ومكان الحرب، وبلا مقابل سياسي وطني يمكن الاعتداد به، بل عاد سنوات إلى الوراء منتظرا “إغاثة وإعمار” مقابل “انتقاص كرامة وسيادة”.
التجربة السابقة، والتي اكتشفت حماس في بيانها الأخير، دون أن تعترف بأنها خدعت، تفرض عليها استكمال قرارها من الانسحاب المؤقت من جولة تفاوضية إلى الانسحاب الكامل من المفاوضات التي ستنطلق، وتعيد صياغة موقفها بأنها كحركة مسؤولة عما حدث، فهي تعلن خروجها من العملية، واعتبار قيادة دولة فلسطين هي الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني، لها كامل المسؤولية في التفاوض وفقا لقرارات الشرعية الدولية بكامل أركانها.
ومسبقا، كي لا يقال إنه قرار لشطب حماس وحضورها السياسي، كمقدمة لليوم التالي، يمكنها أن تتوافق والرسمية الفلسطينية على تشكيل “لجنة تفاوضية خاصة”، بمشاركة القوى المركزية، بما يضمن وجودها والجهاد إلى جانب فتح والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب، تكون مرجعية العمل التفاوضي، خطوة تشكل “ضمانة” لها، بأنها حاضرة في القرار.
قرار انسحاب حماس من ملف التفاوض ونقله إلى الرسمية الفلسطينية يحمل مجموعة أهداف وطنية عامة منها:
يمثل ردا وطنيا على قرار كنيست دولة الفاشية اليهودية حول دولة فلسطين، باعتبارها خطر وجودي لا يجب أن تقوم.
ردا مباشرا على تنامي حركة مشروع التهويد والضم في القدس والضفة الغربية، الذي تسارعت خطاه بشكل غير مسبوق، في ظل تنامي قوى الإرهاب اليهودي المنظم بدعم رسمي من حكومة الفاشية الحديثة الحاكمة.
يمثل ردا مباشرا على خطة نتنياهو الهادفة الى إعادة احتلال قطاع غزة، وتكريس واقع انفصالي جغرافي سياسي جديد، وخلق إطار غير وطني لإدارة القطاع تحت وصاية أجنبية، بعا يعيده إلى ما قبل انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة.
قطع الطريق على استغلال غياب الممثل المتفق عليه للمشاركة في قضية إعادة الإعمار والإغاثة في قطاع غزة.
يمثل ردا على محاولة استغلال حكومة الفاشية اليهودية الانقسام الوطني الداخلي للهروب من المسؤولية السياسية، وعرقلة كل حل ممكن تحت يافطة الخلاف الداخلي.
يمثل خطوة فاعلة نحو ردم أخطر ما كان هدية للعدو منذ عام 2007، الانقسام – الانقلاب.
يمثل تعزيزا للتوجه العالمي الاعتراف بدولة فلسطين وتمثيلها الوطني.
وضع حل الصراع العام في المنطقة ضمن إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومنظماتها.
بالتأكيد، قد لا يجد نقل حماس مسؤولية التفاوض إلى الرسمية الفلسطينية “قبولا” عند “تحالف سياسي أسود” بهويات مختلفة، استغل الانقسام الوطني لمزيد من التخريب الوطني لمصالح غير وطنية، وسيعمل بنفخ سورها كي تبقى في منطقة انقسامها، كمقدمة عملية لشطبها.
حماية حماس من مشروع العدو لليوم التالي تمر شرطا عبر بوابة الشرعية الوطنية، بوابة دولة فلسطين، لا غيرها، بعيدا عن “عنترية الكلام” “وشعارات” هدفها الحقيقي خدمة المشروع التهويدي.
ملاحظة: كتير حلو كل الكلام اللي انحكى ضد تصريحات “الثنائي الفاشي اليهودي” بن غفير وسموتريتش..لكن في كل هالحكي ما سمعنا “كف واحد” يخليهم ورأس الأفعى يعرفوا إنه الحق لساته..ومطاردة الإرهابيين ماشية وليلكم قرب كتير..بدونها بيصير كلامكم زي كلام قمة العرب..أشبعوهم برما وطارت فلسطين..
تنويه خاص: زمان جدتي جازية كانت تقول ما سمعته من اللي سبقوها من تجارب حياة..يا جدة لما تسمع واحد بيبع كتير وبهوش كتير امشي وانت مطمئن خالص..لانه زلمة غلبان حكيه كبير عشان يخبي عقده النقص الكبيرة جواته..فنام ليلك الطويل..حكمة بتسوى مصاري كتير في زمن سيطرة المصاري على عقول الناس..
لقراءة المقالات السابقة..تابع الموقع الخاص للكاتب