أمد/
واشنطن: فاجأ انتخاب زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية، العواصم الإقليمية والدولية، بما في ذلك تركيا التي ستكون أكبر الخاسرين، وفق تقرير لموقع "المونيتور".
وعلى العكس من حليف تركيا المعتدل إسماعيل هنية، يُنظر إلى الرئيس السياسي الجديد لحماس، يحيى السنوار، على أنه متشدد وموالٍ لإيران وهو ما يقلق أنقرة على وجه الخصوص.
أداة للسياسة الإيرانية
وبحسب التقرير، ردُّ الفعل التركي الأولي هو أن السنوار على عكس المرشحين الآخرين، متشدد وقريب للغاية من إيران، وهذا قد يعقد محاولات أنقرة لتعزيز الوحدة الفلسطينية ودعمها لحماس، على حد وصف الموقع.
ويبدو أن أنقرة كانت تتوقع تعيين خالد مشعل، الذي شغل منصب الرئيس السياسي للجماعة الفلسطينية المسلحة من العام 1996 حتى العام 2017، وكان من بين المرشحين المحتملين الآخرين، زاهر جبارين، أو نزار عوض الله، وهو عضو آخر في المكتب السياسي من غزة.
لكن مع ذلك، وبحسب خبراء، لن تشهد علاقات تركيا مع حماس في عهد السنوار تغييرًا جذريًا، على الأقل في البداية، بحسب ما أورده التقرير.
ويقول التقرير: "من غير الراجح أن يحول السنوار حماس إلى مجرد أداة للسياسة الإيرانية، على الرغم من ميوله المؤيدة لإيران، فإن صورته كمتشدد ومكانته، بوصفه العقل المدبر المفترض لهجمات 7 أكتوبر التي أدت إلى حرب إسرائيل على غزة، تشير إلى أنه من غير الراجح أن يكون مُطيعًا للمشورة التركية كما كان هنية ومشعل".
ويرى الموقع أن صعود السنوار إلى أعلى منصب سياسي في حماس إلى حدٍّ ما، هو عمل من أعمال التحدي؛ وهي إشارة من الحركة إلى إسرائيل وداعميها الغربيين بأنها لن تتراجع مهما كان عدد الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ضد قادتها.
النفوذ الإيراني
ومن الممكن أن يكون صعود السنوار يُمثل رد فعل حماس المضاد على اغتيال هنية، والذي صرح في أكثر من مرة بقبوله دولة فلسطينية على حدود 1967 يقود إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتقوم حماس مباشرة بعده بحل جناحها المسلح، وتستمر كحزب سياسي.
وتابع التقرير بأن تعيين السنوار لا يُبشر بالخير بالنسبة لتركيا، إذ إنه منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استخدم الرئيس رجب طيب أردوغان علاقاته مع حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية لتعزيز يد الفلسطينيين في السياسة الإقليمية والدولية مع توسيع الصورة الجيوسياسية لتركيا أيضًا.
وأردفت بأن الهدف النهائي الذي لطالما سعت أنقرة إلى تحقيقه كان إبعاد حماس عن النفوذ الإيراني، وتأمين الحل الدبلوماسي للمسألة الإسرائيلية الفلسطينية؛ ويبدو أن صعود السنوار سُيبعدها عن تحقيق مرادها، وفق ما أورده التقرير.