أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 313 يوميا، خلفت أكثر من 150 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 39929، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 92240 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن الاحتلال ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة وصل منهما إلى المستشفيات 32 شهيدا و88 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن الآلاف من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الثلاثاء، أمرا بإخلاء مناطق جديدة في خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك للمرة الرابعة في أقل من أسبوع بذات المدينة.
وشملت أوامر الإخلاء المواطنين المتواجدين في بلوكات 45، و50 و219 و220 في بني سهيلا وحارة المحطة شرق خان يونس.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواجه المواطنون معاناة النزوح، حيث يأمر جيش الاحتلال أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر المواطنون خلال نزوحهم إلى اللجوء لمنازل أقربائهم أو معارفهم، ويقيم البعض في خيام ينصبوها في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
غادر المواطن محمد أبو القمصان من مكان نزوحه في مدينة دير البلح، في وقت مبكّر صباح اليوم الثلاثاء، تغمره الفرحة لتسلم شهادتي ميلاد طفليه التوأم، آسر وآيسل، اللذان ولدا قبل ثلاثة أيام، في ظروف حرب الإبادة القاسية ورحلات النزوح من مكان لآخر.
وعقب تسلمه شهادتي ميلاد طفليه، تلقى محمد اتصالا هاتفيا يفيد بأن مدفعية الاحتلال قصفت الشقة التي تتواجد فيها زوجته جمانة ووالدتها ريم وطفليه في أبراج القسطل شرق المدينة.
بعد الاتصال، توجه محمد على وجه السرعة إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة، لمعرفة مصير عائلته، وهو يحمل بيديه شهادتي ميلاد طفليه، ليفجع باستشهادهم جميعا.
وانهار محمد باكيا أمام جثامين عائلته عند ثلاجة الموتى داخل المستشفى، وقال وهو ينظر إلى شهادتي ميلاد طفليه: "قبل قليل أصدرت شهادة الميلاد لطفلتي آيسل وطفلي آسر، فقد ولدا قبل يومين فقط".
ويضيف وهو يبكي بحرقة: "قبل يومين ولدتهم جمانة، وكنت خارج المنزل لاستكمال الإجراءات الرسمية وإحضار شهادة الميلاد، آسر وآيسل، ولدا في 10 آب/أغسطس، وبالأمس قمت بتسجيلهم رسميا واليوم موعد تسلم شهادة الميلاد".
وتزوج محمد من الدكتورة الصيدلانية جمانة فريد عرفة (28 عاما) قبل العدوان بثلاثة أشهر، وبعد أربعة أيام من اندلاع العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أضطر الزوجان إلى النزوح من أبراج المخابرات في مدينة غزة إلى مدينة الزهراء وسط القطاع، ثم نزحوا مرة أخرى إلى منطقة "بلوك C" في دير البلح، ومنها إلى خيمة في محيط مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
وفي العاشر من آب/أغسطس الجاري، وضعت جمانة التوأم بعد عملية قيصرية صعبة، وملأت الفرحة قلبي الزوجين وعائلتيهما بقدومهما.
وانتقلت جمانة إلى الشقة التي نزحت إليها عائلتها في أبراج القسطل، لتساعدها والدتها ريم في رعاية الطفلين، وبينما كانت منشغلة بالتوأم مع والدتها، استهدفت دبابات الاحتلال المتمركزة شرق المدينة الشقة التي تؤويهم بقذائفها، ليرتقوا جميعا.
كان محمد وجمانة يترقبان حياتهما الجديدة التي ستملأها ضحكات الطفلين، قبل أن يسلب الاحتلال الإسرائيلي هذه الفرحة مبكرًا.
وقال محمد: "ذهبت لتسلم الشهادة، وجاءني اتصال بأن الشقة استهدفت، ولم أتوقع أن أجدهم قد استشهدوا جميعا".
وبنبرة مليئة بمشاعر الصدمة والحزن أنهى محمد حديثه بالقول: "آيسل وآسر هما أول فرحتي وآخرها، حتى فرحتي كانت منقوصة ولم تكتمل، حسبي الله ونعم الوكيل".
على الجهة المقابلة، كان شقيق زوجته جمانة، يبكي هو الآخر على جثمان والدته ريم جمال البطراوي (50 عاما).
وقال الشاب وهو يحتضن جثمان والدته وينظر إلى جثمان شقيقته وطفليها: "هؤلاء أول أحفادنا، أول فرحتنا في البيت، لم نفرح بقدومهما بعد، لقد ولدا قبل يومين فقط". ويتساءل: "ما ذنبهم؟! لماذا قصفهم الاحتلال الإسرائيلي؟!".
لحظة واحدة، غيرت حياة محمد إلى الأبد، ولم تكتمل فرحته بتوأمه، ولم تفرح زوجته بهما كما كانت تحلم. ولم يبق لمحمد سوى ذكريات قصيرة جدًا عاش فيها أجمل لحظات العمر مع طفليه وزوجته وعائلته.
فاجعة محمد، واحدة من آلاف قصص حرب الإبادة التي كتبت بالدم أو التي لم تكتب وتتكشف فصولها يوما بعد يوم، حيث خلفت الحرب المدمرة على غزة أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وأباد الاحتلال عائلات بأكملها، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
استشهد 7 مواطنين، يوم الثلاثاء، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وكان أربعة مواطنين استشهدوا، صباح اليوم، بينهم طفلان، في قصف لقوات الاحتلال، على دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال قصفت أبراج القسطل شرق مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
استشهد صباح يوم الثلاثاء، أربعة مواطنين بينهم طفلان، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية أن قوات الاحتلال قصفت أبراج القسطل شرق مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، فجر يوم الثلاثاء، في غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية ومحلية باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة درويش في مخيم المغازي وسط القطاع.
كما استشهد مواطن ونجله، وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة السيد في "بلوك 9" داخل مخيم البريج وسط القطاع.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو علوان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.
واستشهد مواطنان وأصيب آخرون في غارة شنتها طائرات الاحتلال على بلدة القرارة شمال شرق خان يونس جنوب القطاع. ونسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية غرب مدينة رفح جنوب القطاع.