أمد/
تل أبيب: أفادت وسائل إعلام عبرية يوم الأربعاء، بأن الإدارة الأميركية ستقدم مقترحاً جديداً بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وذلك خلال جولة المفاوضات المزمع عقدها يوم الخميس بالعاصمة القطرية الدوحة.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه من المتوقع أن تمارس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً كبيرة على جميع الأطراف للموافقة على الإطار المقترح على الفور، على الرغم من أن البيت الأبيض والوسطاء مستعدون أيضاً لاحتمال فشله.
وما زالت تفاصيل الاقتراح الجديد، وكيف يختلف عن الاقتراحات السابقة، غير واضحة، بحسب (يديعوت)، والافتراض هو أن الوثيقة الجديدة ستستند إلى الخطوط العريضة الأصلية، ولكنها ستحاول الإجابة على العقبات التي أثارها الطرفان.
وتم إرسال بريت ماكغورك، مبعوث بايدن الخاص إلى الشرق الأوسط، إلى القاهرة لإغلاق موضوع التواجد في محور فيلادلفيا، والعوامل التي ستكون مسؤولة عن معبر رفح، جزء من البنود الأساسية في الصفقة، ومن هناك وسيصل إلى الدوحة وينضم إلى المحادثات، وسيشارك في المحادثات أيضًا رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز.
وطرح بايدن خطة لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل في مايو الماضي، وتحاول الولايات المتحدة والوسيطان مصر وقطر منذ ذلك الحين التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين في القطاع.
وحثت الولايات المتحدة ومصر وقطر في بيان مشترك إسرائيل وحركة حماس، الأسبوع الماضي على الدخول في جولة مفاوضات مقررة الخميس في الدوحة لإتمام الاتفاق.
وقال مكتب رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن "مسودة 27 يوليو لا تتضمن شروطًا جديدة ولا تتعارض مع مخطط 27 مايو، وكانت حماس هي التي طالبت بـ 29 تغييرًا، وهو الأمر الذي عارضه رئيس الوزراء"، تشير المسودة إلى ضرورة إنشاء آلية تحقق متفق عليها، من أجل ضمان عودة المدنيين العزل فقط إلى شمال قطاع غزة (اقتراح تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية) – وفقا للاقتراح المقدم في 27 مايو/أيار الخطوط العريضة.
وأضاف "بالإضافة إلى ذلك، نصت المسودة على أنه يجب إطلاق سراح جميع المختطفين الأحياء في الفئة ذات الصلة، وفقا لمخطط 27 مايو، الذي نص على أنه سيتم إطلاق سراح عدد معين من المختطفين – أحياء أو أمواتا -".
وفيما يتعلق بالادعاء بإضافة متطلبات جديدة أيضًا فيما يتعلق بالطريقة التي سيتم بها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، أعلن المكتب أنه "في مسودة 27 يوليو لم يتم تحديد شروط جديدة. على العكس من ذلك، في مخطط 27 مايو تم تحديد أن إسرائيل سوف "لها الحق في الاعتراض على عدد معين من الإرهابيين المفرج عنهم، وأن إسرائيل ستكون قادرة على ترحيل عدد معين من الإرهابيين على الأقل. وتتضمن مسودة 27 يوليو توضيحات أساسية لتنفيذ ما هو مكتوب في مخطط 27 مايو".
حماس أي تنازل جديد هو استسلام
تضاءلت فرص نجاح مفاوضات تبادل الأسرى ووقف حرب إسرائيل على غزة، والتي دعت إليها الإدارة الأميركية، الخميس، مع تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ5 شروط جديدة، ورفض حركة "حماس" المشاركة في هذه المفاوضات.
وقال مسؤولون في حماس لـ"الشرق"، إن الحركة أبلغت الوسطاء أنها لن ترسل وفداً إلى المفاوضات، وحثتهم على البحث في آلية تطبيق الورقة الأخيرة التي توافقت عليها معهم في الثاني من يوليو الماضي.
وأفاد مسؤول في الحركة: "الشروط الجديدة التي قدمها نتنياهو غير مقبولة، ونحن قدمنا أقصى ما لدينا عندما وافقنا على الورقة الأخيرة، وأي مرونة أخرى تتحول إلى استسلام".
خلافات جوهرية
وكشف المسؤولون في الحركة أن الخلافات الجوهرية بين "حماس" وإسرائيل تتركز حول طلب الأخيرة بقاء قواتها في محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وفي المنطقة الفاصلة بين شمال وادي غزة والوسط، وحول مطلب تل أبيب الحصول على قائمة بأسماء جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، والحصول على حد أعلى من الأسرى الأحياء في المرحلة الأولى (33 أسيراً)، وحق إسرائيل في رفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وحقها في إبعاد آخرين إلى خارج البلاد، ومنع نقل السلاح إلى شمال قطاع غزة أثناء وبعد الصفقة، أي جعل شمال القطاع منطقة منزوعة السلاح كلياً.
ورجح المسؤولون في الحركة أن يكون الهدف من وراء الشروط الإسرائيلية هو إفشال المفاوضات التي دعت إليها الإدارة الأميركية، وفي ذات الوقت تحميل حركة "حماس" المسؤولية عن فشل هذه المفاوضات برفضها لشروط تل أبيب.
وقال أحد المسؤولين إن حركته ترفض المشاركة في هذه المفاوضات لأنها "لا تقبل التنازل عن سقف الورقة الأخيرة، ولأن الدخول في عملية تفاوضية جديدة يعني تضييع مزيد من الوقت في عملية وهمية لا طائل منها يجري خلالها نقل التركيز العالمي من المجازر الإسرائيلية اليومية في غزة إلى لقاءات تفاوضية لا طائل منها".
وألقت تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت الأخيرة أمام لجنة الخارجية والأمن من الكنيست شكوكاً عميقة على نوايا رئيس الوزراء الحقيقية عندما قال إن نتنياهو هو العائق أمام التوصل إلى الصفقة، وأن "النصر المطلق" الذي يسعى إليه نتنياهو "محض هراء".
وقال المسؤولون في "حماس" إنهم أبلغوا الوسطاء أن هذه التصريحات دليل قاطع على فشل أسلوب المفاوضات، وحثوهم على إلزام نتنياهو بتطبيق الورقة الأخيرة التي قدمها لهم وجرى التوافق عليها بين جميع الأطراف.