أمد/
طهران: أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن وزارته بصدد إعداد مبادرة بشأن الحرب في غزة، دون أن يخوض في تفاصيلها.
وقال عراقجي إنه "في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة يطرحون أحيانا تصورات لا تأخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب الفلسطيني ومواقف إيران"، وأضاف: "نعمل في وزارة الخارجية على أن تكون لدينا مبادرة معينة حول الوضع في غزة، وأن نتحرك للأمام طبق هذا التصور".
وذكر في مقابلة مع التلفزيون الإيراني أن "دعم شعوب لبنان، فلسطين، اليمن، وأي مكان في الدنيا جزء من السياسات غير القابلة للتغيير في وزارة خارجية الحكومة الرابعة عشر"، وأردف: "الأولوية في سياستنا الخارجية ستكون لدول الجوار والمنطقة المحيطة بنا، والخطوة التي بدأتها حكومة رئيسي في هذا المجال ستستمر بقوة".
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن "قضية محور المقاومة ليست منفصلة في الأساس عن قضية الصراع مع الولايات المتحدة"، وقال إن "محور المقاومة هذا تشكل بناء على سلسلة من المثل العليا وله مدرسته الخاصة، وسيكون مدعوما من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أي موقف. وهنا نقول إن بعض صراعاتنا مع أميركا لا يمكن حلها، لأن الأشياء التي نؤمن بها لا تسمح بحل هذه الصراعات. لذا، عندما نصل إلى هذا الصراع، فإن مهمتنا هي الإدارة".
النووي الإيراني
وفيما يتعلق بمفاوضات إيران النووية المرتقبة مع القوى الغربية، أجاب عراقجي: "لا يمكن إحياء الاتفاق النووي بشكله الأصلي؛ لأن التصور الحالي مختلف عن التصور الماضي"، وقال: "يوجد مواعيد في الاتفاق النووي انتهى تاريخها، لذلك يجب أن تفتح هذه الوثيقة، وأن يتم تغيير بعض أجزائها".
اعتبر أن "فتح وثيقة الاتفاق النووي للتفاوض ليس بالأمر السهل، فعندما يتم فتح وثيقة، فإن الانتهاء منها أمر شاق"، وتابع: "مفاوضاتنا في عام 2021 كانت حول طريقة العودة إلى الاتفاق النووي، ولم نتفاوض حول الاتفاق نفسه"، مبينا أن "الظروف الدولية خلال الفترة الماضية تغيرت نتيجة تطورات حربي أوكرانيا وغزة".
وأشار إلى أن "الظروف المختلفة تحتم علينا الذهاب بنظرة مختلفة في مجال المفاوضات، لكن الاتفاق النووي والطريقة السابقة في المفاوضات يمكن أن يكونا مرجعاً للتوجيه"، وأشار إلى أنه "يجب أن تنعقد مفاوضات جديدة وبالطبع هذا الأمر لن يكون سهلًا، فالظروف في أوروبا صعبة والولايات المتحدة عالقة في الانتخابات الرئاسية".
العلاقة مع أمريكا
وحول العلاقة مع أمريكا قال: نحن لا نتطلع إلى حل الصراع والتوترات مع اميركا. لأن الكثير من هذه التوترات ناجمة عن سلسلة من الخلافات في وجهات النظر الأساسية. نحن نبحث عن إدارة الصراع مع اميركا. إذا كان هذا الصراع قائما، فليس من الضروري أن يدفع الشعب الإيراني أي تكاليف عليه. في السياسة الخارجية، من واجبنا أن نقلل من تكاليف هذا الصراع قدر الإمكان، وأن نخفف ضغطه على الشعب، وألا نسمح بتشكيل إجماع دولي ضدنا. وأعتقد أن السياسة الخارجية يمكن أن تتحرك بشكل جيد جداً في هذا الاتجاه، ومع المبادرات التي يمكن طرحها يمكن تقليل تكاليف هذا الصراع وعدم السماح له بتجاوز سلسلة من المراحل وإلحاق خسائر فادحة بالبلاد.
وقال عراقجي: أعتقد أنه ضمن هذا التهديد والعداء الذي مارسته أمريكا ضدنا على مر السنين، برزت الكثير جدا من الفرص، وقد استفادت الجمهورية الإسلامية من الكثير من هذه الفرص وهي الآن في وضع يكون فيه التوازن الاستراتيجي في مستوى أعلى بكثير من الاعوام الماضية، و"نحن سنبذل جهدنا فهذا الأمر إلى جانب رفع العقوبات والتقليل من أثرها سيكون جزءاً من وظيفتنا، ونحن لا نسعى إلى إنهاء الصراع والتوتر مع الولايات المتحدة؛ لأن الخلافات بيننا جوهرية"، مؤكداً "نحن بحاجة لإدارة الصراع والتوتر مع الولايات المتحدة من أجل التقليل من تكاليفه".
روسيا والصين
وعن العلاقات مع روسيا والصين، أجاب عراقجي: "لن نتجاهل العلاقات مع الصين وروسيا والدول الصديقة الأخرى، وسنضع قواعد معقولة لذلك"، وتابع: "لدينا رؤية مع الصين مدتها 25 عامًا، ونناقش مع روسيا واحدة أخرى مدتها 20 عاماً".
وقال: الأولوية التالية هي القوى الناشئة التي تلعب دورا على الساحة الدولية، دول مثل الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وإلى حد ما تركيا وغيرها من الدول المعروفة بالاقتصادات الناشئة أو القوى الناشئة.
وأكد عراقجي: هناك دول ليست من أولوياتنا في الوقت الحالي، مثل الدول الأوروبية؛ لأن علاقاتنا معها شهدت الكثير من التقلبات في السنوات الأخيرة. لقد اعتمدت سياسات خاطئة وأحياناً عدائية تجاهنا. سيكون لدينا تفاعل من منطلق العزة وموجه نحو الفرص معها على أساس الاحترام المتبادل ومن موقف متساو. وكما قال قائد الثورة الاسلامية، إذا وضعت (هذه الدول) سياساتها الخاطئة والعدائية جانباً، فسوف تكون في أولوياتنا مرة أخرى.
ومن جهة أخرى، قال عراقجي، أن طهران لا ترغب بتوسيع دائرة الحرب والتصعيد في المنطقة، لكنها لن تتراجع عن حقها في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها.
وأضاف "عراقجي"، خلال محادثات مع نظيريه الفرنسي والبريطاني، أن "اغتيال الاحتلال الإسرائيلي (هنية) في طهران انتهاك لأمننا وسيادتنا، ونؤكد حقنا بمعاقبة المعتدي".