أمد/
تل أبيب – تقرير إخباري: قال مسؤولون إسرائيليون، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطير بين صفقة المحتجزين أو التصعيد في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الجمعة، عن مسؤولين مشاركين بالمحادثات الأمنية، قولهم إن نتنياهو أوصل إسرائيل إلى أسوأ وضع استراتيجي لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى، وأضاف المسؤولون، أن ليس لإسرائيل إطار زمني تعمل وفقه باستثناء احتمال وصول ترامب للبيت الأبيض.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس، بأن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تحشر الفلسطينيين في منطقة إنسانية محدودة يشح فيها الغذاء، فلا يقل عن 84% من مساحة قطاع غزة أصبحت ضمن منطقة الإخلاء الإسرائيلية وأن 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة نزحوا خلال فترة الحرب.
كما ذكرت بلدية دير البلح أنه نزح 100 ألف مواطن من شرق المدينة خلال اليومين الماضيين في ظل خروج 20 مركز إيواء عن الخدمة، وهو الأمر الذي جعل منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بغزة يقول أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية خلال شهر أغسطس أدت لتشريد 250 ألف فلسطيني.
وأشارت "سي أن أن" إلى أن هناك انقسامات وخلافات عميقة في الرأي بين المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين وحكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية انتقاد أعضاء اليمين المتطرف في حكومته، أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأشارت الشبكة إلى أن التقارير الإسرائيلية، تستشهد بمسؤولين أمنيين يتهمون نتنياهو بتخريب المفاوضات. ورأت الشبكة، أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فقد لا يدوم إلا أسابيع، قبل أن ينهار وتستأنف الحرب في غزة، وأنّ إسرائيل ليست مستعدة للموافقة على وقف إطلاق نار دائم.
وذكّرت "سي إن إن" بتصريح نتنياهو لـ"القناة 14" العبرية في أواخر يونيو الماضي، حين قال: "أنا مستعد لإبرام صفقة جزئية، وهذا ليس سرًا، من شأنها أن تعيد بعض الناس. لكننا ملتزمون بمواصلة الحرب بعد الهدنة من أجل تحقيق هدف تدمير حماس. لن أتخلى عن هذا".
قالت ريكي باروخ، شقيقة زوجة أحد الرهائن الإسرائيليين المتوفين، والتي التقت بنتنياهو هذا الأسبوع، لشبكة CNN إن ما استخلصته من الاجتماع كان "وعد رئيس الوزراء بهزيمة حماس، ومواصلة القتال حتى عودة آخر الرهائن".
ومع إدراكهم أن الاتفاق الذي طال انتظاره لن يضمن نهاية الحرب، خفض المسؤولون الأميركيون توقعاتهم وركزوا على الوصول أولاً إلى فترة من الهدوء، حتى لو كانت مؤقتة من الناحية الفنية، على أمل أن يتم بناء قدر كافٍ من الضغط على جبهات متعددة أثناء فترة التوقف لمنع إعادة اشتعال العنف.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الأسبوع الماضي: "ما نركز عليه الآن هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإعادة هؤلاء الرهائن إلى ديارهم، والحصول على ستة أسابيع من الهدوء. هذا هو هدفنا حقًا الآن".
بالمقابل، قال مسؤول أمريكي كبير للشبكة إنّ "الجيش الإسرائيلي يرغب في وقف إطلاق النار الآن، ويريد وقف إطلاق نار يحقق هدف إعادة المحتجزين. جميع القضايا العالقة يمكن التحكم فيها". مضيفًا: "ليست مثالية ولكن يمكن التحكم فيها".
واعترف المسؤول الأمريكي الكبير بأنّه "من السهل أن نشعر بالتشاؤم لأن الأمر استغرق وقتًا طويلًا"، مؤكدًا أنه "كان بوسعهم إغلاق هذا الملف مرات عديدة ولكنهم لم يفعلوا".
إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يؤدي إلى وقف القتال سوف يلقى ترحيباً من جانب أعداد لا حصر لها من الناس على الجانبين. وسوف يحصل الفلسطينيون في غزة، الذين نزح أغلبهم، على قسط من الراحة بعد عام تقريباً من القصف الإسرائيلي المتواصل، فضلاً عن المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة. وسوف تحصل الأسر الإسرائيلية على رهائن أو على رفاتهم بعد عشرة أشهر مؤلمة من الانتظار.
وسبق أن رفض كل من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، التوصل لاتفاق هدنة مع حركة حماس، وهددا بحل حكومة نتنياهو.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، قد أكد أن "نتنياهو لا يريد استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة"، معقّبًا أن "مفاوضات وقف إطلاق النار قد تنهار في مرحلة ما"، وحذر من اتجاه إسرائيلي إلى سيناريو "الحرب الشاملة".
وفي سياق الخلافات داخل إسرائيل، تبادل كل من وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، وبن غفير يوم الجمعة، الاتهامات بشأن الفشل الذي تعيشه "إسرائيل"، والذي يتفاقم كلما طالت فترة الحرب التي تستنزفها، مضاعفان بذلك خسائر الاحتلال، وهزيمة حكومته.
ويلخص تراشق الاتهامات بين الطرفين، جانبًا من حال الانقسام والفوضى والعبث، داخل حكومة نتنياهو خاصّة، وداخل المجتمع السياسي الإسرائيلي عامّة، وفق الإعلام الإسرائيلي.
ووصف غالانت بن جفير، بأنّه "عديم المسؤولية، ويُشكّل خطرًا على الأمن القومي الإسرائيلي في إثر دعمه لإرهاب المستوطنين الإسرائيليين". بينما ردّ بن جفير بمنشور عبر منصة "إكس"، جاء فيه: "تعهّدت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، وفي هذه الأثناء أنت تُعيد الشمال إلى العصر الحجري. وبدلًا من مهاجمتي، ابدأ بمهاجمة حزب الله في لبنان".
ويأتي ذلك في حين أظهر استطلاع نشرته هيئة البث العبرية الرسمية يوم الجمعة، أن 48 % من الإسرائيليين يعتقدون أن تحقيق النصر المطلق في الحرب بـقطاع غزة، ليس هدفًا واقعيًا.
وحسب الاستطلاع، أيد 49 % من الإسرائيليين إبرام صفقة تبادل المحتجزين والأسرى مع الفصائل الفلسطينية بالصيغة الحالية التي طرحها الوسطاء. وقال 50 % من المشاركين بالاستطلاع؛ إن نتنياهو يتصرف وفقًا لدوافع واعتبارات سياسية.
كما يرى 50 % من أفراد العينة بضرورة إطلاق سراح جميع المحتجزين ووقف القتال، حتى ولو كان ذلك على حساب عدم هزيمة حركة (حماس)، في المقابل أجاب 27 % بأن الحرب يجب أن تستمر حتى على حساب بقاء المحتجزين في الأسر.
وعن أداء نتنياهو خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، قال 58 % من الإسرائيليين؛ إنه ليس جيدًا أو ليس جيدًا على الإطلاق، مقارنة بـ32 % أجابوا بجيد جدًا أو جيد.
وتسعى دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة إلى تسريع التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين والأسرى.
واستضافت العاصمة القطرية الدوحة في 15 و16 أغسطس/ آب الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس.