أمد/
واشنطن: رجّح تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية يوم الأحد، أن تكون الحرب الطويلة والمستمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة قد منحت الصين "فرصة استراتيجية" في منطقة الشرق الأوسط.
ورأت الصحيفة في تقريرها، أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في غزة قد قدمت للصين مساعدة غير متوقعة في منافستها ضد الولايات المتحدة".
واستشهدت الصحيفة بحديث الزعيم الصيني شي جين بينغ عن دخول بلاده إلى "فترة من التطور حيث تتزامن الفرص الاستراتيجية والمخاطر والتحديات، وتتزايد حالة عدم اليقين والعوامل غير المتوقعة".
ولخصت الصحيفة تطور الأوضاع في الشرق الأوسط في اتجاهين؛ الأول "دفع الشرق الأوسط إلى مركز أجندة السياسة الخارجية الأمريكية والنقاش السياسي".
وذهبت في تفسيرها إلى القول إنه "في حين أن هناك إجماعاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن حول ضرورة التعامل مع الصين، فإن العلاقة الحميمة بين السياسة الإسرائيلية والأمريكية تعني تحويل المزيد من الطاقة للتعامل مع الأحداث في الشرق الأوسط، بدلاً من منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويتابع التقرير بالإشارة إلى أن "أبرز مثال على ذلك أيضاً إعادة نشر حاملتيْ الطائرات (روزفلت) و(لينكولن) في الشرق الأوسط بعيداً عن أماكن تموضعها الأصلية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
يُضاف إلى ذلك، وفق "المونيتور"، أن "تداعيات الصراع سوف تستمر بلا شك في إحداث صداع كبير لصنّاع القرار في الولايات المتحدة لفترة طويلة؛ بعد تنحي نتنياهو في نهاية المطاف، أو حدوث تغييرات داخل القيادة الفلسطينية".
أما الاتجاه الثاني، وفق الصحيفة، فيتلخص في أن "التعاطف المتزايد مع الفلسطينيين، جنبًا إلى جنب مع الانتقادات الدولية المتزايدة لإسرائيل، انعكس سلبًا على واشنطن، وإلى حد ما على الأقل، بشكل إيجابي على بكين، ما خلق ظروفًا مواتية للدبلوماسية الصينية".
وتُضيف زيارات وزراء الخارجية العرب والمسلمين الأخيرة إلى بكين شعورًا بالتوافق حول القضية الفلسطينية، وتُعزز لديهم جاذبية كبيرة لبكين كبديل للغرب، والتي ينبع تأثيرها من ثقلها الاقتصادي، ومقعدها الدائم في مجلس الأمن، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء صينيين، قولهم إن "بكين تشعر بالقلق بشكل غير مفاجئ بشأن تنفيذ استراتيجية الاحتواء العالمية الأمريكية التي تربط منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالشرق الأوسط، ومن المرجح أن تصرفات أقرب شريك لواشنطن في المنطقة قد خلقت حالة من الفوضى".
ويذهب التقرير إلى توقع "أن يخلق الصراع تحديات محتملة لدبلوماسية بكين، خاصة إذا تصاعدت التوترات الإسرائيلية الإيرانية إلى صراع مفتوح".
وخلصت الصحيفة إلى أنه "رغم عدم المبالغة في تقدير الانحياز الصيني العربي، لأن دول المنطقة لا تريد أن تكون علاقاتها مع واشنطن وبكين مُتنافرة، يبدو أن الأمر حقًا بمثابة فرصة استراتيجية للصين، على الأقل جزئيًا بسبب إسرائيل".