أمد/
المناضل / محمد خالد الصالح من مواليد قرية الصفصاف قضاء صفد بالجليل الأعلى عام 1921م، كان له شرف الدفاع عنها عام 1948م أثناء حصار العدو الصهيوني للقرية آنذاك والذي تكبد خسائر كبيرة مما جعله يرتكب مجزرة بحق شباب القرية واستش/هاد العشرات منهم، ومن نجى هاجر إلى لبنان وعيناه وقلبه نحو فلسطين.
هاجرت عائلته إلى لبنان إثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م واستقرت في مخيمات اللجوء والشتات والفقر في مخيم عين الحلوة للاجئين بجنوب لبنان – صيدا.
كان دئماً خلال ستينيات القرن الماضر على تواصل مع المناضلين الذين يبحثون عن العودة حيث كان على رأس التواصل الشه/يد / جلال كعوش والأخ / أبو ماهر اليماني وغيرهم من المناضلين.
أنتسب المناضل / محمد خالد الصالح إلى صفوف حركة فتح منذ انطلاقتها وكان على تواصل مع الشه/يد / أبو علي إياد الذي طلب منه تشكيل قاعدة لانطلاق العمليات الفدائية من الجنوب اللبناني إلى داخل فلسطين المحتلة وتأمين الاحتياجات اللوجستية لهذه العمليات.
رغم انتمائه لحركة فتح ألا إنه لم يفرق بين الشباب الوطني بغض النظر عن الانتماءات الحزبية أو الفصائلية، حيث كان همه الوحيد بأن كل البنادق متجهة نحو فلسطين والقدس.
المناضل / محمد خالد الصالح (أبو غالب) ينحدر من عائلة فلسطينية مناضلة، كانت له بصمة في العمل الفدائي حيث كان يقوم بإخفاء السلاح للفدائيين وكان العديد من المناضلين الأوائل يلجؤون إليه للتخفي عن أعين المكتب الثاني اللبناني، والتي كانت تلاحقهم وتعتقلهم، وقد تعرض للكثير من الملاحقات والاعتقالات بسبب نشاطه الوطني، رغم كل ذلك لم يحد عن عزيمته قيد أنملة، عن خطته الوطنية التي رسمها لنفسه.
كان المناضل / محمد خالد الصالح أحد أعمدة مخيم عين الحلوة ومن رجال الإصلاح وقد مثل المخيمات في المجلس الوطني الفلسطيني كعضو فيه وكان من أبرز الوجهاء والفعاليات، ويقدم كل ما بوسعه للفدائيين من أجل العودة.
امتازت علاقاته مع جميع قيادات المنظمة وكان على رأسها الش/هيد / ياسر عرفات الذي كانت تربطه علاقة شخصية حميمة وكذلك باقي أعضاء اللجنة المركزية وقادة القوات في الجنوب اللبناني.
رغم كل الظروف لم يتغير أو يتبدل في مواقفه بل بقى ركناً أساسياً من أركان العمل الفدائي الفلسطيني.
المناضل / محمد خالد الصالح متزوج وله من الأبناء (12) أبن وأبنه معظم أبنائه منتمين لحركة فتح.
كان بيته في مخيم عين الحلوة مفتوح للجميع، صاحب الكرم والشهامة والنخوة، لم يقصر مع أحد، كان مشاركاً في كافة المناسبات الوطنية والاجتماعية.
كان يتمتع بذاكرة قوية، ثابت البصيرة، يتحدث عن فلسطين ورجالها والتي لا تغيب عنه كل المجريات عن حق العودة إلى فلسطين.
كانت وصيته لأبنائه وأحفاده والمقربين بأن لا يحيدوا عن الخط الوطني.
كانت أمنيته بأن يدفن في مسقط رأسه قرية الصفصاف المحررة.
بتاريخ 29/5/2013م فاضت روحه إلى بارئها بعد رحلة كفاح ونضال وعمل وتضحيات جمة من أجل الوطن والثورة حيث تمت الصلاة على جثمانه الطاهر، وشيع بمشاركة جماهيرية حاشدة إلى مأواه الأخير في مقبرة صيدا.
رحم الله المناضل الوطني / محمد خالد الصالح (أبو غالب) وأسكنه فسيح جناته.