أمد/
واشنطن: لا تزال عواقب الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات الأمريكية في الربيع الماضي، بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، تتردد في أرجاء مؤسسات التعليم العالي في البلاد.
وكانت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق استقالت هذا الشهر، وتلقت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس حكماً معاكساً في دعوى قضائية رفعها طلاب يهود، زعموا أن الجامعة فشلت في حمايتهم، كما علقت جامعة جورج واشنطن نشاط مجموعتين احتجاجيتين، هما "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، و"صوت يهودي من أجل السلام"، بسبب انتهاكات غير محددة لسياسة الجامعة.
حظر الخيام
وتلفت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن بعض الجامعات، مثل جامعة كاليفورنيا وأنظمة جامعة ولاية كاليفورنيا، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة فاندربيلت، وجامعة دنفر، تحظر صراحةً معسكرات الخيم، مثل تلك التي أقامها المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد في الربيع.
وتتطلب جامعة إنديانا وجامعة جنوب فلوريدا الحصول على موافقة مسبقة على الهياكل المؤقتة. كما تحظر جامعة فاندربيلت التظاهرات التي تتطلب من المشاركين التجمع أو النوم طوال الليل. وتشكل المعسكرات قضايا تتعلق بالسلامة والصحة والصرف الصحي، وتمنع الطلاب الآخرين من استخدام أراضي الحرم الجامعي لفترات طويلة.
وتحظر جامعة إنديانا أي احتجاجات على مسافة 25 قدمًا من مداخل المباني، وتمنع المتظاهرين من حجب الوصول إلى المرافق، مثل الممرات.
وتعتمد بعض الجامعات قيوداً زمنية، إذ تقول جامعة فاندربيلت إن العروض لن يُسمح بها إلا بين الساعة 8 صباحاً و7 مساءً أو غروب الشمس، ولثلاثة أيام متتالية فقط. وتحظر جامعة جنوب فلوريدا جميع الاحتجاجات بعد الساعة 5 مساءً، وخلال الأسبوعين الأخيرين من كل فصل دراسي.
وتطلب جامعات أخرى من المتظاهرين الحصول على موافقة مسبقة لاستخدام مكبرات الصوت أو غيرها من معدات الصوت، والحد من الساعات التي يمكن استخدامها خلالها.
وترى الصحيفة أنه يتعين على الجامعات منع الغرباء غير المدعوين أو غير المصرح لهم من الانضمام إلى الاحتجاجات في الحرم الجامعي. وسوف تساعد القاعدة الجديدة لجامعة كاليفورنيا التي تحظر على المتظاهرين ارتداء الأقنعة والتنكر، وتطلب من جميع المشاركين في الاحتجاج الكشف عن هوياتهم، عندما تطلب منهم سلطات المدرسة، في إبعاد الأشخاص الذين ليسوا جزءاً من الجامعة.
حرية التعبير
وتحذر الصحيفة من أن بعض القيود الجديدة، مثل اشتراط الموافقة المسبقة على اللافتات، تعيق حرية التعبير. ولا ينبغي للكليات أن تحظر التعبير المسيء فحسب، بل التهديد أو التحرش الحقيقي.
وأياً كانت القواعد، يتعين على الجامعات أن تطبقها على قدم المساواة، وينبغي فرض قواعد السلوك التي تحظر التحرش العنصري أو الجنسي الصريح بنفس القدر من الصرامة على معاداة السامية وكراهية الإسلام.
وفي يونيو (حزيران)، وجدت وزارة التعليم أن جامعة ميشيغان وجامعة مدينة نيويورك لم تفيا بالتزاماتهما بموجب العنوان السادس لمعالجة الشكاوى المتعلقة بالتحرش المعادي للسامية والمعادي للفلسطينيين بشكل كاف.
ووافقت ميشيغان على تنفيذ سياسات تدريبية جديدة وعلى أن تخضع لمراقبة مكتب الحقوق المدنية التابع للوزارة حتى نهاية العام الدراسي 2026.
وفي بعض الحوادث التي وقعت هذا الربيع، تم استدعاء الشرطة لتفريق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ــ وأحيانا بقوة مفرطة ــ وتم اعتقال أكثر من 3000 طالب (والعديد من غير الطلاب).
وفي معظم الحالات، أسقطت التهم.
عنف وتدمير ممتلكات
وتعتبر الصحيفة أن هذا القرار معقول من جانب ممثلي الادعاء. ولكن أعمال العنف أو تدمير الممتلكات، مثل تلك التي صاحبت الاستيلاء على قاعة هاملتون في جامعة كولومبيا، تستحق عقوبة جنائية، مشيرة إلى أن الإيقاف عن العمل أو الطرد من الجامعة مناسبان في حالة الانتهاكات الخطيرة لقواعد الجامعة.
وأوضحت الصحيفة أن جامعة كولومبيا تدرس إضافة ضباط جدد إلى قوة الأمن في الحرم الجامعي، مع منحهم السلطة بالاعتقال عند الحاجة، الأمر الذي يمنح الإدارة بديلاً عن استدعاء الشرطة البلدية أو الحكومية.
وخلصت الصحيفة إلى أن الكراهية والخطاب العنيف ينفّران الناس، بغض النظر عن مدى أحقية القضية، وفي هذه الحالة، إنهاء معاناة الفلسطينيين وإقرار وقف إطلاق النار.
How smart campuses are preparing for another wave of Gaza protests https://t.co/Bx1tSjUidn
— Dana Hedgpeth (@postmetrogirl) August 28, 2024
From the Editorial Board: How smart campuses are preparing for another wave of Gaza protests https://t.co/CmdOpE2AZr
— Washington Post Opinions (@PostOpinions) August 28, 2024