أمد/
نظريات تآمرية واسعة هي في نظري هراء وشرانية. فهي كاملة جدا، ذكية جدا، أكثر مما ينبغي. في عملية اتخاذ القرارات في المستوى السياسي، يوجد حسب تجربتي، مصادفة اكثر من تخطيط. غباء اكثر من إغراض. على الرغم من ذلك، فان النظرية التآمرية التالية جديرة بالبحث وذلك أيضا لانها سائدة في جهاز الامن وفي الحكومات الأجنبية وكذلك لانها مبهرة في رؤياها، وربما، أساسا لانها تقدم تفسيرا ابداعيا لبعض من احداث الحرب.
يمكن ان نصيغ النظرية على النحو التالي: وزراء في حكومة إسرائيل وفي ائتلافها، بالتعاون مع منظمات يمين ورجال اعلام مقربين منهم، صمموا على ان ينقلوا الحرب في غزة الى الضفة. سيناريو الحد الأقصى يتطلع الى حرب في الضفة وفي الشمال، ومرغوب فيه أيضا مع ايران يتضمن تدمير النووي الإيراني والبنى التحتية في لبنان، طرد ملايين الفلسطينيين من المناطق، ضم الضفة لإسرائيل وشطب السلطة الفلسطينية، حماس والجهاد. سيناريو اكثر تواضعا يكتفي بإعادة احتلال الضفة كلها وشطب السلطة الفلسطينية.
الأدلة لتعزيز النظرية ظرفية فقط. ظرف واحد: منذ بداية الحرب يمارس بعض الوزراء ضغوطا على الشباك والجيش لنقل التقنيات المستخدمة في غزة الى مناطق الضفة – تدمير، طرد، احتلال. كل تلميح بعمل السلطة ضد منظمات الإرهاب يصطدم باحتجاج وزراء ونواب من الائتلاف. مبعوثوهم – مراسلون في قنوات التلفزيون، الأسماء معروفة – يعرضون كل يوم استجوابات تتعلق بالسلطة في رام الله. التعاون معها، الذي في نظر الشباك والجيش حيوي للامن، يوصف كمؤامرة على شفا الخيانة. ظرف ثانٍ: نتنياهو يرفض الاعتراف بحقيقة ان تقويض التنظيم العسكري لحماس بات خلفنا. الصورة العامة في جنوب القطاع هذا الأسبوع تميزت بفرار رجال حماس، افراد او خلايا، الى المنطقة الآمنة نسبيا من ناحيتهم، في المواصي. حسب تقديرات الجيش، منذ 7 أكتوبر قبتل 17 – 18 الف من رجال حماس. كل الصف القيادة للمنظمة، باستثناء السنوار واخيه، صفي. هذا لا يعني أنه في الجهد لقتل المتبقين لن يصاب جنودنا ومخطوفونا. جنود يصابون كل يوم، في تنقيط لا ينتهي. وقد سبق أن قيل، وعن حق، ان عدد الضحايا من قواتنا في الحرب الحالية يفوق عدد الضحايا في 18 سنة قتال في لبنان.
لا سبيل للوصول حتى تصفية الإرهابي الأخير. لا هنا ولا في أي مكان في العالم. في السور الواقي، الحملة الأكثر نجاحا للجيش الإسرائيلي ضد الإرهاب في الضفة، انتهت الاعمال بالتدريج، حين انطفأ الإرهاب. نتنياهو يرفض القول أي مستقبل يريد لغزة – هل حكم حماس، السلطة، قوة دولية أو حكم عسكري إسرائيلي. هو يرفض الوصول الى وقف نار، في كل مرة بذريعة أخرى. وهو يعد الا يتوقف الى أن نصل الى الامن المطلق (بدلا من النصر المطلق)، لكنه يرفض ان يقول ما هو. فهل هو أيضا يسعى لان ينقل الحرب في غزة الى الضفة؟
ظرف ثالث: محاولات محافل في اليمين اشعال الضفة. بن غفير يفعل هذا في الحرم، كهانيو سموتريتش والليكود في تغريداتهم وفتيان الإرهاب اليهودي في جيت.
وهو لا يعرف انها كذلك
في فجر يوم الأربعاء، شرع الجيش الإسرائيلي في عملية متداخلة ضد جيوب الإرهاب في مخيم اللاجئين نور شمس قرب طولكرم. في مخيم اللاجئين وفي الحارة الشرقية في جنين وفي مخيم اللاجئين الفارعة، على طريق غور الأردن. دفعة واحدة نشأ لنا ظروف رابع، رغم أنه لم يعرف انه كذلك.
أبدا بما هو ليس له أساس: ليس صحيحا ان هذه هي الحملة العسكرية الأكبر منذ السور الواقي. بيت وحديقة في تموز العام الماضي، التي تركزت في جنين كانت حملة فرقية (الفرقة 98). القوة التي عملت فيها كانت أكبر بكثير. الحملة الحالية تقوم أساسا على ثلاثة الوية ترابط حاليا في المكان. ليس صحيحا ان إسرائيل تحاول اخلاء فلسطينيين من مناطق القتال مثلما فعلت في غزة. وزير الخارجية إسرائيل كاتس نشر في بداية الحملة بيانا بلا أساس الحق ضررا لا بأس به. “علينا ان نعالج التهديد (في الضفة) بالضبط كما نعالج البنى التحتية للارهاب في غزة”، كتب، “بما في ذلك اخلاء مؤقت للسكان وكل خطوة لازمة. هذه حرب بكل معنى الكلمة ونحن ملزمون بان ننتصر فيها”.
بيان كاتس نشر بمعونة بيانات احتجاج من السلطة الفلسطينية. واضبح العناوين الرئيسة في وسائل الاعلام في الغرب. أُمسك بالمسدس المدخن: حكومة إسرائيل تنقل ابادتها الجماعية من غزة الى الضفة. للجيش الإسرائيلي كان دور في الذنب: فقد اقام حواجز حول المخيمات التي حوصرت واعلن بان من يرغب في الخروج يمكنه أن يفعل هذا، بعد التفتيش. في نور شمس، مخيم لاجئين من نحو 10 الاف نسمة خرج نحو 3 الاف. أنبوب كان ينقل الماء الى المخيم تضرر وانقطع. منظمات دولية لحقوق الانسان هرعت. امس خرج الى الميدان قائد المنطقة ومنسق الاعمال في مسعى لاصلاح شبكة الماء والمجاري وضمان ان يكون الضرر للمدنيين طفيفا.
ليس للحملة اسم متفق عليه. اسمان ذكرا، “هدية للعيد” و “مخيمات صيفية” لم يتبناهما الجيش. الحملة تركز على احباط الإرهاب، وليس على تغيير الواقع. في الفارعة تراكمت أسلحة إيرانية مهربة من الأردن. في جنين بقيت اهداف لم تصفى في الحملة السابقة، قبل سنة. في نور شمس صفي فجر أمس 5 مخربين اختبأوا في مسجد. بين القتلى، محمد جابر (أبو شجاع) الذي يصفه الجيش كرئيس شبكة الإرهاب في المخيم. باستثناء جريح بجراح طفيفة، مقاتل يمم، لم يسجل حتى صباح امس إصابات بين قواتنا. كنت أود أن اكتب ان قواتنا عادت الى قواعدها بسلام لكنهم لم يعودوا بعد.
يديعوت احرونوت