أمد/
تل أبيب: على الرغم من إقرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة لخطط وخرائط البقاء عسكريا في ما يعرف بممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين) بأغلبية 8 أصوات الخميس مع معارضة وزير الجيش يوآف غالانت، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلا أن الاجتماع الوزاري المصغر لم يكن هادئاً على الإطلاق.
فقد اشتعل الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه، الذي عارض البقاء العسكري في هذا الممر.
مواجهة حادة
وشهد الاجتماع مواجهة حادة بين الرجلين، حتى إن غالانت صرخ بوجه نتنياهو، واتهمه بفرض خرائط توزيع الجنود وخطة البقاء العسكري في الممر على الجيش.
كما سخر منه خلال الاجتماع الذي عقد الخميس بشكل سري، قائلا إن رئيس الحكومة يمكنه اتخاذ أي قرار يشاء حتى قتل المختطفين، في إشارة إلى الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة من قبل حماس، وفق ما نقلت القناة الـ12 العبرية.
أتى ذلك، بعدما عرض غالانت لمحة عامة عن المفترق الاستراتيجي الخطر الذي تواجهه البلاد.
لكن ذلك لم يردع نتنياهو عن المضي في قراره، وطرح التصويت على الخرائط التي تتوافق على ما يبدو إلى حد بعيد مع المقترح الانتقالي الذي عرضته الولايات المتحدة قبل أسبوعين على المتفاوضين خلال محادثات تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار بقطاع غزة في الدوحة.
ماذا عن بن غفير؟
أما امتناع بن غفير المتطرف عن التصويت، فيعود لتمسكه بعدم خفض عدد الجنود الإسرائيليين في محور صلاح الدين بل على العكس تكريس الوجود العسكري الإسرائيلي في كامل القطاع الفلسطيني المدمر.
فيما رأى مصدر دبلوماسي أن إقرار مجلس الوزراء البقاء في فيلادلفيا أشبه بضربة للمفاوضات.
يذكر أنه خلال هذا الاجتماع الذي منع على من حضره تسريب تفاصيله إلى الإعلام، طُلب من الوزراء العشرة الموافقة على سلسلة من الخرائط كان وضعها سابقا الجيش الإسرائيلي، توضح كيفية انتشار القوات في هذا الممر الذي يبلغ طوله تسعة أميال بين مصر وغزة، وفق ما أوضح مسؤول إسرائيلي مطلع.
كما كشف أن الولايات المتحدة كانت اعتمدت تلك الخرائط بالفعل سابقا، في إشارة على ما يبدو إلى "الاقتراح الانتقالي" الذي قدمته في وقت سابق من هذا الشهر، حسب "تايمز أوف إسرائيل".
عرقلة المفاوضات
ويمثل التواجد العسكري الإسرائيلي في هذا المحور، فضلا عن معبر رفح وممر نتساريم إحدى المسائل المهمة التي ظلت عالقة بين الجانبين على مدى أسابيع من التفاوض في الدوحة والقاهرة ولا تزال.
وقد طرح الوسطاء عددا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية على فيلادلفي وممر نتساريم الذي يمر عبر وسط القطاع، لكن الجانب الإسرائيلي وحماس لم يقبلا أيا منها، حسب ما أكد مصدر مصري في السابق.
وكانت عدة جولات من المحادثات وجولات التفاوض برعاية الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين فشلت على مدى أشهر في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة أو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين احتجزتهم حماس وفصائل فلسطينية أخرى، خلال هجومها في السابع من أكتوبر على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة حتى الآن.