أمد/
القاهرة: أكد وزير خارجية مصر الأسبق نبيل فهمي أن اعتماد العرب على الولايات المتحدة منفردة في حل القضية الفلسطينية "خطأ كبير" مشددا على أن المبادرة يجب أن تأتي من العرب كما حدث بعد عام 1967.
وأشار فهمي خلال لقاء ببرنامج "صالة التحرير"، والذي تم عرضه عبر فضائية "صدى البلد"، إلى أن "الولايات المتحدة جهة ليست حيادية أو بها تكوين سياسي داخلي يسمح لها أن تلعب دور المبادر ومحرك المفاوضات بمنطقة الشرق الأوسط".
وشدد على أن التعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في غزة أمر حتمي، محذرا في الوقت نفسه، من الضغط الأمريكي بالمفاوضات في اللحظة الأخيرة، والذي قد "يفرض أمورا غير مقبولة بالنسبة لمصر".
كما أكد الرفض المصري للتواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح، لأنه يعني "تقنين (قوننة) الاحتلال".
وأوضح أن إسرائيل هي التي طلبت بعدما انسحبت من غزة، وجود قوات مراقبة وشرطة حدود مصرية بطول الممر، لمنع المناوشات وعمليات التسلل.
وأشار إلى أن الخطوة الأولى في التوترات الأخيرة لما يحدث بالمنطقة بعد غزة تعود إلى إسرائيل، مستشهدا "بالهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية".
ونوه بأن "إسرائيل تلعب لعبة خطرة في المنطقة يمكن أن تكون لها تداعيات كبيرة"، لافتا في الوقت نفسه، إلى أن "محاولة تل أبيب التحكم في غزة والضفة ولبنان واليمن وإيران في آن واحد، تجعل احتمالات الخطأ كبيرة".
كما أكد فهمي "تأييده لأي جهد له استجابة للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بترتيبات معينة، طالما كانت في سياق مواجهة الأزمة وربطها بحل القضية الفلسطينية".
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض أي جهد سياسي مبذول للإفراج عن الرهائن، معقبا: "المشكلة الرئيسية تكمن في نتنياهو وليس حكومته".
واعتبر فهمي أن "عدم إقامة دولة فلسطينية" هي النقطة الوحيدة التي يحرص نتنياهو على تحقيقها منذ 20 عاما، كاشفا عن كواليس اجتماعه بنتنياهو منذ ما يزيد عن 20 عاما وما قاله الأخير له حينها، بأنه "لا وجود لشيء يسمى دولة فلسطينية ذات سيادة، وأن أكثر ما يمكن قبوله هو أن تكون مقاطعة لها إدارة محلية".
وفي نهاية حديثه شدد على أهمية الدور المصري في التعامل مع قضايا المنطقة وحلها، قائلًا إن "الدبلوماسية المصرية النشطة يجب أن تكون سمة العصر؛ لأن السكوت يؤدي حتما إلى مزيد من المشكلات".
ونوه إلى أن مصر لا تستطيع أن تنأى بنفسها عما يحدث في المنطقة، لتأثيراته المباشرة عليها، مستشهدًا بتأثير التوترات في البحر الأحمر على إيرادات قناة السويس.