أمد/
تل أبيب: كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم الثلاثاء، أنه سيتم عرض فيلم وثائقي أمريكي يتضمن لقطات مسربة "غير مرئية" من استجواب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشارت الصحيفة إلى أن عرض الوثائقي سيتم عرضه الأسبوع المقبل، موضحة أن التسجيلات يظهر فيها نتنياهو تمت بين عامي 2016 و2018 كجزء من التحقيقات التي أجرتها القوات الإسرائيلية معه، وأدت في النهاية إلى اتهامه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ولم تُعرض أي لقطات لاستجواب الشرطة في إسرائيل بسبب قوانين الخصوصية، ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم عرض الفيلم في "إسرائيل"، خاصةً أثناء استمرار محاكمة نتنياهو في محكمة القدس.
وتتعلق التهم ضد نتنياهو بثلاثة قضايا فساد منفصلة، إحداها تتعلق بتلقي نتنياهو وأسرته هدايا باهظة، وأخرى تتعلق بتقديمه امتيازات مقابل تغطية إعلامية إيجابية، وأخطرها اتهام الرشوة المتعلق بموقع "واللا" الإخباري.
وبدأت المحاكمة في مايو 2020، ومن المتوقع أن يبدأ فريق دفاع نتنياهو مرافعاته في ديسمبر القادم. قال غيبني إن هذه التسجيلات "تكشف عن جوانب شخصية نتنياهو بطريقة غير مسبوقة واستثنائية".
وصرحت المخرجة أليكسيس بلوم بأن محاولات نتنياهو لإصلاح النظام القضائي في إسرائيل كانت أحد الأسباب التي دفعتها للانضمام إلى المشروع العام الماضي، مضيفةً أن "الفرق بين هذا الفيلم وأي خبر أو تقرير يمكن أن تشاهده على PBS حول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو أنه يلقي نظرة إنسانية على الأشخاص في العناوين الإخبارية".
سيُعرض الفيلم الوثائقي الجديد "ملفات بيبي"، الذي يتناول تهم الفساد ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، الشهر الحالي، ويتضمن تسجيلات مصورة من التحقيقات التي خضع لها نتنياهو لدى الشرطة الإسرائيلية.
والفيلم من إنتاج الحائز على جائزة الأوسكار، أليكس جيبني، وإخراج أليكسيس بلوم. وسُجلت المقاطع المصورة بين عامي 2016 و2018 كجزء من جمع الشرطة الأدلة لتحديد ما إذا كان ينبغي توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، والتي وُجهت ضده في العام 2019، وشملت تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ووصلت التسجيلات المصورة إلى جيبني، العام الماضي، وتتضمن تحقيقات مطولة مع نتنياهو وزوجته سارة ونجله يائير وأصدقاء ومقربين من نتنياهو، وكذلك موظفين في مسكن رئيس الحكومة الرسمي، وفق ما ذكرت مجلة "فارايتي" الأميركية يوم، الثلاثاء.
ونقلت المجلة عن جيبني قوله "إن هذه التسجيلات تلقي الضوء على شخصية نتنياهو بطريقة غير مسبوقة وغير عادية. إنها دليل قوي على شخصيته الفاسدة والمرتشية وكيف قادتنا إلى ما نحن عليه الآن".
ووفقا لتوم باورز، كبير مبرمجي الأفلام الوثائقية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، فإن "ملفات بيبي هو عمل من أعمال الصحافة الوثائقية من الدرجة الأولى. فقد حصل أليكسيس بلوم وأليكس جيبني على لقطات كاشفة لم يرها أحد من قبل، ثم أجريا مقابلات معمقة مع مجموعة واسعة من الشخصيات بما في ذلك من أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية".
ورغم أن التسجيلات، التي تحتوي على آلاف الساعات من التحقيقات، تم إجراؤها منذ أكثر من ثماني سنوات، إلا أنه لم يتم رؤيتها في أي مكان بما في ذلك إسرائيل بسبب قانون الخصوصية فيها.
وقالت بلوم إنه "تبرز شخصية نتنياهو بقوة في التسجيلات. وأود أن أقول إن الفارق بين هذا الفيلم ونشرات الأخبار أو شيء قد تشاهده عن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو أن هذه نظرة إنسانية للغاية إلى الأشخاص الذين يتصدرون عناوين الأخبار".
وأضافت أن الفيلم الوثائقي يستخدم مقاطع فيديو الاستجواب "كطريقة للدخول" إلى قصة نتنياهو، رئيس الحكومة الأطول مدة في إسرائيل والذي تولى منصبه ست مرات، "وكان عملنا في هذا الفيلم هو ربط هذه التحقيقات ومحاكمة الفساد بكل ما يأتي بعد ذلك".
وأشار جيبني إلى أن الفيلم يتنقل بين حاضر نتنياهو وماضيه، "ويكشف شيئاً شكسبيرياً عن الرجل بمعنى أن فساد شخصيته البطيء وحاجته اليائسة للبقاء في السلطة دفعته إلى القيام بأشياء فظيعة نرى الآن أدلة عليها".
وقالت بلوم إن خطة "الإصلاح القضائي" لإضعاف جهاز القضاء، التي أطلقتها حكومة نتنياهو، مطلع العام الماضي، كانت أحد الأسباب التي دفعتها إلى العمل على هذا الفيلم.
ميلتشين نتنياهو طلب إقالة سكرتيرتي لأنها تعلم أكثر مما ينبغي
ولفتت إلى أن "حكومة نتنياهو تحاول إصلاح المحكمة العليا ثم تشن الحرب (على غزة) بطريقة لم تكن لتحدث أبداً لو لم يكن لديها مثل هذا الائتلاف المتطرف".
وقال جيبني وبلوم، التي ينتمي والدها للديانة اليهودية، إنهما قررتا إنتاج فيلم وثائقي لا يروج لتعاليم دينية معينة، بل أنهما يعتبران الفيلم، الذي يتناول الإسرائيليين والفلسطينيين، فيلماً وثائقياً يروي الحقيقة ويركز على حقوق الإنسان وليس فقط على حقوق الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضافت بلوم أنه "حاولت جاهدة إيجاد أرضية مشتركة في هذا الفيلم ـ شيء يمكننا جميعاً أن نتفق عليه. إن بقاء نتنياهو لفترة أطول من اللازم هو أمر يتفق عليه كثير من الإسرائيليين وكثير من الفلسطينيين أيضاً. وقد يختلفون عندما تذهب إلى أبعد من ذلك من حيث الحل لأزمة الشرق الأوسط. ومن المؤكد أنهم سوف يختلفون حول هذا الأمر، ولكنني أعتقد في واقع الأمر أن أغلب الناس، باستثناء المتشددين من أنصار نتنياهو، يتفقون على ضرورة رحيل نتنياهو".
وشدد جيبني على أن "هناك إلحاحا معين فيما يتصل بمعالجة هذه المواد وشخصية نتنياهو في وقت يُقال لنا فيه: ’أوه، هذه المناقشات ستؤجل إلى يوم آخر لأن نتنياهو في خضم حرب’. لقد شعرنا أنه من المهم، وبصراحة، من واجبنا كمواطنين عالميين، أن نجعل قصتنا معروفة في أقرب وقت ممكن لأن الناس يموتون كل يوم".