أمد/
تل أبيب: نقلت وسائل إعلام عبرية مختلفة يوم الجمعة، عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن فرص التوصل لاتفاق تهدئة وصفقة تبادل بين حماس وإسرائيل، أصبحت ضئيلة جداً.
وقالت هيئة البث العبرية عن مصادر مطلعة، إن "الوسطاء يحاولون باستمرار تقديم اقتراح وساطة للتوصل إلى حل، لكن في الوقت الحالي يعتقد الطرفان أن الجانب الآخر لا يريد صفقة، لذلك لا يوجد اتفاق في الأفق".
وقال مصدر آخر: "كانت هناك عدة فرص في المفاوضات لكن الآن أصبح التوصل لاتفاق بعيد المنال".
ونقلت الهيئة عن مسؤول مصري قريب من مفاوضات الصفقة قوله إن "التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤخراً، والتي أكد فيها أنه لن يوافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا، دفنت الصفقة".
وأضاف أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تمارس ضغوطاً كافية على إسرائيل فيما يتعلق بالصفقة".
وفي السياق، قالت القناة 13 العبرية إنه في ضوء النقاشات التي جرت في مكتب نتانياهو، مساء الخميس، أعرب الحاضرون عن تشاؤمهم بشأن فرص التوصل لصفقة الرهائن.
وأضافت نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أنه "في هذه المرحلة، فإن الموقف المتشائم لا يتقاسمه فقط طاقم رئيس الوزراء، بل أيضاً مسؤولون كبار آخرون، بما في ذلك بعض رؤساء فريق التفاوض مع حماس".
وقال مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات: "لا يوجد حالياً أي اتفاق مع حماس، هناك مفاوضات بين الوسطاء والولايات المتحدة حول اقتراح التسوية، وهذه ليست محادثات جادة".
جيش الاحتلال يغير
قالت مصادر لـ"هيئة البث العبرية"، إن الجيش الإسرائيلي "قرر أن يغيّر من الأساليب" التي يعتمد عليها في القتال داخل الأنفاق في قطاع غزة، بغية الحفاظ على حياة المختطفين، وذلك بعد مقتل 6 منهم داخل أحد الأنفاق قبل نحو أسبوع، وإعلان حركة حماس إصدار "تعليمات جديدة" لحراس الرهائن.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن القتال "سيصبح أكثر صعوبة وتعقيداً، لأن الرسالة التي أوصلتها حركة حماس (من خلال قتل الـ6)، هي أنه إذا استمر الجيش الإسرائيلي في عملياته تحت الأرض، فإنه سيتسبب بمقتل مختطفين".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الأحد الماضي، عن استعادة جثث 6 رهائن من نفق في جنوب قطاع غزة، حيث قتلوا على ما يبدو، "قبل وقت قصير من وصول القوات الإسرائيلية إليهم".
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في إفادة صحفية: "حسب تقديرنا الأولي، فقد قتلوا بوحشية على يد إرهابيي حماس، قبل وقت قصير من وصولنا إليهم".
وقال الجيش إنه تم نقل جثث كرمل جات، وعدين يروشلمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندر لوبنوف، وألموج ساروسي، وأوري دانينو، إلى إسرائيل.
وكان 5 منهم- تتراوح أعمارهم بين 23 و 32 عاما – قط اختُطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة ودول أخرى.
وذكرت هيئة البث العبرية، أن التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش في مقتل المختطفين، كشف أن "المراقبين الذين كانوا يقفون خارج النفق رصدوا جنودا إسرائيليين يقتربون باتجاههم، مما دفعهم على ما يبدو إلى قتل المختطفين والفرار من المكان".
وأضافت أن الجيش "عثر على أدلة على الأرض بمحيط جثث المختطفين، تشير إلى أن حراس حماس كانوا يراقبون مقاتلي الجيش بصورة مباشرة".
والإثنين، قال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، المعروف بـ"أبو عبيدة"، إن الحركة "أصدرت تعليمات جديدة لحراس الرهائن بشأن التعامل معهم، في حال اقتراب قوات إسرائيلية من مواقع الاحتجاز في غزة".
ولم تفلح إسرائيل وحماس في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويُطلق بموجبه سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن عدد كبير من الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، قد كشفت، الثلاثاء، تفاصيل جديدة عن تكتيكات حركة حماس في بناء الأنفاق، يمكن أن تفسر الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في تفكيك قدراتها العسكرية حتى الآن.
والتفاصيل ضمن دليل إرشادات للحركة، يعود تاريخه لعام 2019، عثرت عليه القوات الإسرائيلية أثناء حرب غزة الحالية، واستعرضته الصحيفة الأميركية.
ويصف الدليل بدقة التحضير لعملية عسكرية تحت الأرض، يمكنها الصمود أثناء الحروب الطويلة، وإبطاء القوات البرية الإسرائيلية داخل الأنفاق المظلمة.
وتساعد الوثائق، التي وضعت قبل وقت طويل من هجوم حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، في تفسير سبب "كفاح" القوات الإسرائيلية، بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، في تحقيق هدفها المتمثل بتفكيك الحركة الفلسطينية.
ويحتوي دليل القتال تحت الأرض على تعليمات بشأن كيفية إخفاء مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.
ويصف بتفاصيل دقيقة كيفية تنقل المسلحين في الظلام، والتحرك خلسة، وإطلاق الأسلحة الآلية في الأماكن الضيقة لتحقيق أقصى قدر من الفتك.
وجاء في وثيقة أنه "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء"، وتشير إلى أنه خلال التحرك في الممرات الضيقة في الظلام، يجب أن يضع المسلح يدا على الحائط والأخرى على المسلح أمامه.
وتلقى القادة الميدانيون أيضا تعليمات بتحديد الوقت الذي يستغرقه المسلحون تحت إمرتهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض، بالثانية.
وتشير الوثائق إلى الأبواب المقاومة للانفجار في الأنفاق للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين.
وتظهر وثيقة أنه قبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، موافقة زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، على إنفاق 225 ألف دولار لتثبيت أبواب مقاومة للانفجار، لحماية شبكة الأنفاق من الغارات الجوية والهجمات البرية.