أمد/
تل أبيب: أفادت "القناة 12" العبرية، نقلاً عن مصادر بالمؤسسة الأمنية في تل أبيب، بأن احتمالات التوصل إلى "اتفاق مرحلي" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، على أساس المقترح الذي قدمته إسرائيل في مايو الماضي، باتت "قريبة من الصفر".
وأشارت القناة في تقرير بثته يوم الأحد، إلى وجود "تشاؤم واسع النطاق" بين المفاوضين الإسرائيليين، قائلة إن الولايات المتحدة، التي كانت قد أعلنت أنها تخطط لطرح "اقتراح جسر" جديد في غضون اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة، بات يُنظر إليها الآن على أنها من غير المرجح أن تفعل ذلك.
ولفت التقرير إلى ما وصفه بـ "الإحباط الكبير بين المفاوضين الإسرائيليين"، الذين كانوا يعتقدون أنه من الممكن، على الأقل، التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والوسطاء، قد يتم نقله بعد ذلك إلى حركة "حماس".
واعتبر المفاوضون، أن المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو يوم الاثنين الماضي، والذي أصر فيه بشكل متكرر على إبقاء سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا "قضى على فرص التوصل لاتفاق".
سموتريتش يقضي على اقتراح مايو
وتضررت احتمالات إحراز تقدم في المفاوضات بشكل أكبر بعدما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في مقابلة أجريت معه يوم السبت، إن الانسحاب من محور فيلادلفيا ليس "خطه الأحمر" الوحيد، وأنه يعارض أيضاً انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون فترات عقوبة بتهمة القتل.
ويقول التقرير إن الموقف الذي طرحه سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، الذي يشكل عنصراً حاسماً في ائتلاف نتنياهو، أدى إلى القضاء على اقتراح مايو الإسرائيلي.
ونقلت "القناة 12" عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله: "يبدو أن الاقتراح الحالي لن يتحقق الآن، فلا يوجد أي فرصة للتوصل لاتفاق مرحلي".
وقالت مصادر "القناة 12" في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، إن الوضع الحالي "مصيري" أيضاً في الشمال، وذلك لأن عدم التوصل لاتفاق قد يعني أيضاً تصعيداً في الهجمات مع "حزب الله" اللبناني، الذي تقدر التقارير أنه قد يوافق على وقف هجماته إذا تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس".
وجاء في تقرير القناة أنه تم إخبار عائلات المحتجزين، الذين يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن باتت أقل تفاؤلاً مما كانت عليه قبل أسبوع، عندما قيل لهم إنها تعمل بجد وسرعة لطرح مقترح جديد.
ووفقاً للتقرير، فإن هذه الجهود ما زالت مستمرة، لكن الوسطاء الأميركيين لا يريدون تقديم اقتراح جديد ما لم يروا علامات على أي تقدم محتمل، ولذا فإنهم في الوقت الحالي يحثون الوسطاء الآخرين في قطر ومصر على معرفة "ما هي حدود حماس".
سموتيرتش: احباط ادولة الفلسطينية
ومن جهة أخرى، جدد الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، تحريضه على الشعب الفلسطيني، وتأكيده على المضي قدما في تنفيذ مخططه للســيطرة على الضفة الغربية، ومنع إقامة دولة فلسطينية.
وقال الوزير الإسرائيلي المتطرف في منشور على منصة "إكس" يوم الاثنين، "مهمة حياتي هي بناء أرض إسرائيل وإحباط إقامة دولة فلسطينية. لهذا السبب أخذت على عاتقي، إضافة إلى منصب وزير المالية، مسؤولية القضايا المدنية في يهودا والسامرة (الضفة)".
وأضاف: "سأواصل العمل بكل قوتي حتى يتمتع نصف مليون مستوطن موجودون في الضفة بحقوق كل مواطن في إسرائيل وإثبات الحقائق على الأرض".
هذه ليست المرة الأولى، التي يصرح فيها المتطرف سموتريتش بنيته ضم الضفة ومنع إقامة دولة فلسطينية، ففي الثالث والعشرين من حزيران/ يونيو 2024، رد سموتريتش على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول خطة له لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية، بالقول: "خطتي ليست أمرا سريا، سأحارب بكل قوتي خطر إقامة دولة فلسطينية؛ من أجل دولة إسرائيل ومواطنيها سأواصل عبر صلاحياتي بتطوير الاستيطان في الضفة وتعزيز الأمن".
ويدفع رئيس حزب الصهيونية الدينية، منذ توليه منصب وزير في وزارة "الأمن"، بتغييرات كبيرة على أرض الواقع في الضفة الغربية، لتنفيذ "خطة الحسم" التي نشرها عام 2017، والتي تهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية، ووضع المواطنين الفلسطينيين أمام خيار الموت أو الهجرة إلى الخارج.