أمد/
تحل علينا اليوم، التاسع من الشهر الجاري أيلول/سبتمبر، الذكرى الـ 24 لرحيل أحد مؤسسي حزبنا، القائد الوطني والتقدمي الكبير والشخصية السياسية البارزة، بشير عبدالكريم البرغوثي"أبو العبد"، الأمين العام – للحزب الشيوعي الفلسطيني سابقا- وحزب الشعب الفلسطيني لاحقاً، الذي أمضى جل حياته في الكفاح الوطني والاجتماعي، ومدافعاَ صلباَ عن مصالح الشعب الفلسطيني، وشكل نموذجا يحتذى به لجيل كامل من الشعب الفلسطيني.
لعب الرفيق الراحل بشير البرغوثي، دوراً قيادياً بارزاً في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية وفي المدمة منها حزبنا، بمقاومة الاحتلال ومجابهة اجراءاته ومؤامراته التي استهدفت النيل من صمود شعبنا ونضاله وحقوقه الوطنية، ومن وحدة تمثيله السياسي من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.
كما ساهم الرفيق "أبو العبد" مساهمة فعالة في نجاح القوائم الوطنية في انتخابات المجالس البلدية عام 1976م، وكان مشهوداً له بدوره المناوئ لمخططات الحكم الذاتي والقيادة البديلة لـ(م. ت. ف) وكذلك ساهم في تشكيل الجبهة الوطنية داخل الأرض المحتلة.
ولقد لعب الرفيق/ بشير البرغوثي "أبو العبد" دوراً طليعياً بارزاً في تاريخ الحزب والحركة الوطنية الفلسطينية وفي النضال المثابر من أجل وحدتها، حيث كان مثالاً للمناضل العنيد المبدئي والمثقف الحزبي الواعي الذي ساهم ورفاق حزبه برؤيتهم ونظرتهم الثاقبة، في تطوير وتفعيل البرنامج السياسي الوطني وأدوات النضال والانتفاضة الشعبية الأولى، وكذلك من خلال انحيازه الشديد للفكر الاستراتيجي والدفاع عن قضايا الفئات الكادحة والمحرومة بتعزيز الواقعية السياسية والكفاحية المبدئية التي طالما ميزت موقف حزب الشعب الفلسطيني.
لقد كان الراحل الكبير بشير البرغوثي خلال مسيرته النضالية والكفاحية الحافلة، مدرسة لآلاف المناضلين ونموذجاً لجيل كامل من قياديي وكوادر الحزب الذين خسروا بفقدانه، وكذلك الشعب الفلسطيني قائداً وطنياً طليعياً فذاً مبدعاً.
رحل المناضل الكبير بشير البرغوثي "أبو العبد" عن عمر ناهز التاسعة والستون في التاسع من أيلول 2000م، وذلك بعد رحلة حافلة بالعطاء، حيث أمضى جل حياته في خدمة القضية والشعب والوطن، وتوقف قلبه الحاني عن الخفقان بعد صراع طويل مع المرض الذي أقعده لثلاث سنوات.
إننا في حزب الشعب الفلسطيني ونحن نفتقد قائدنا الكبير بشير البرغوثي ورفاقه المناضلين من جيل العظماء الذين كرسوا جل حياتهم لخدمة الهدف الوطني النبيل، واعطوا لوطنهم ولشعبهم خلال مسيرة حياتهم أكثر مما أخذوا، نفتقدهم ونؤكد أننا من تاريخهم المشرف وعطائهم الصادق نستلهم الكثير منهم على طريق الكفاح الوطني من أجل استعادة حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة، ومن أجل الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
وعهداَ رفيقنا أبو العبد، أن نبقى الأوفياء للمبادئ والأهداف النبيلة التي ناضلت ورفاقك من أجلها