أمد/
واشنطن: انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والمرشحة الديمقراطية للرئاسة لعام 2016، هيلاري كلينتون، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتَحَمُّله "صفر مسؤولية" عن الهجوم المفاجئ الذي شنّته "حماس" في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
كتبت كلينتون، "بطريقة مهمة، نتنياهو لا يشبه [غولدا] مائير في شيء“، في إشارة إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية التي كانت في السلطة عندما هاجمت مصر في عام 1973، والتي تقول كلينتون إنها معجبة بالطريقة التي "مزجت فيها بين الفكاهة والوقار".
"لقد قبلت تشكيل لجنة تحقيق في الإخفاقات التي أدت إلى حرب يوم الغفران واستقالت من منصبها. وعلى النقيض من ذلك، لم يتحمل نتنياهو أي مسؤولية ورفض الدعوة إلى إجراء انتخابات، ناهيك عن التنحي عن منصبه". حسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
كتبت كلينتون عن نتنياهو والحرب بين إسرائيل وحماس في كتابها ”شيء مفقود، شيء مكتسب: تأملات في الحياة والحب والحرية، Something Lost, Something Gained: Reflections on Life, Love, and Liberty، والذي سيصدر في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء،حصلت الغارديان على نسخة منه.
قُتل ما يقرب من 1,200 شخص في 7 أكتوبر. وقُتل أكثر من 41,000 فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة ومناطق أخرى، ولم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من تأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم.
لقد نشرت كلينتون السيدة الأولى السابقة، وعضو مجلس الشيوخ عن نيويورك، ووزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة، بالفعل 3 مذكرات. يقدم كتابها الجديد أفكاراً واسعة النطاق حول السياسة العالمية، وأوصافاً لوقتها في السلطة وما بعدها، تتخللها نصائح حول نمط الحياة، ولمحات نادرة عن حياتها الخاصة.
وتعرب كلينتون عن عدم رضاها على سياسة نتنياهو في فقرة طويلة، وعن تجاربها في جامعة كولومبيا، حيث أصبحت في عام 2023 أستاذة ممارسة في كلية الشؤون الدولية والعامة (سيبا) وزميلة رئاسية في مشاريع كولومبيا العالمية.
انتقاد طلاب جامعة كولومبيا
وبعد أن هاجمت "حماس" إسرائيل، وفي خضم الهجوم الإسرائيلي رداً على ذلك، كانت جامعة كولومبيا حرماً جامعياً أميركياً اجتاحته الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل.
وتصف كلينتون الحرم الجامعي ”المتوتر من الصدمة والحزن“، وتكتب عن جلسات النقاش البناءة التي عقدتها مع زميلتها المعلمة كيرين يارحي ميلو، عميدة سيبا التي نشأت في إسرائيل وخدمت في الجيش الإسرائيلي. ولكن، كما كتبت كلينتون، أزعجتني بعض أسئلة الطلاب ”مثل لماذا تعتبر حماس منظمة إرهابية وليس الجيش الإسرائيلي“؟ وكتبت أنها فوجئت أيضًا بما وصفته بافتقار بعض الطلاب إلى المعرفة التاريخية.
تلقت كلينتون ”نظرات فارغة“ عندما أخبرت الطلاب ”أنه لو كان ياسر عرفات قد قبل الصفقة التي عرضها زوجي عام 2000 لإقامة دولة كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة لقبولها، لكان الشعب الفلسطيني يحتفل بعامه الثالث والعشرين لإقامة دولته“.
دفع بيل كلينتون من أجل السلام في الشرق الأوسط لكنه لم يتمكن من إقناع عرفات بالموافقة على اتفاق نهائي. كما اشتبك الرئيس كلينتون أيضًا مع نتنياهو، حيث ورد أنه سأل موظفيه بعد أول لقاء له مع اليميني المتمرد في عام 1996: "من يظن نفسه بحق الجحيم؟ من هي القوة العظمى اللعينة هنا؟".
وبعد مرور ما يقرب من 30 عامًا، لا تزال هذه الأسئلة تؤرق قادة الولايات المتحدة بينما يدير نتنياهو هجومًا إسرائيليًا يشنّه الكثيرون بوصفه إبادة جماعية.
في جامعة كولومبيا، كما كتبت هيلاري كلينتون، بدا معظم المتظاهرين "مفجوعين بجدية" بسبب أحداث 7 أكتوبر وما تلاها. ولكن بالنسبة للبعض، كما تقول، "كان ذلك ذريعة لترديد شعارات معادية للسامية" بما في ذلك "من النهر إلى البحر"، والتي تشير إلى السيادة الفلسطينية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. هذا الشعار له تاريخ معقد، فقد استُخدم للدعوة إلى تدمير إسرائيل ولكن أيضًا للاحتجاج على قمع إسرائيل للحقوق المدنية الفلسطينية.
وقد واجهت كلينتون نفسها احتجاجات على تدريسها في جامعة كولومبيا. ففي وقت سابق من هذا الشهر، اعتصمت مجموعة صغيرة من الطلاب خارج أحد الفصول الدراسية التي تدرسها كلينتون في مبنى سيبا.
وبالعودة إلى إسرائيل، كتبت كلينتون: "إن الحركات الاحتجاجية الأكثر فعالية تقوم بواجبها المنزلي، ولديها أهداف واضحة، وتبني تحالفات بدلاً من تنفير الحلفاء المحتملين. انظروا فقط إلى المسيرات الحاشدة في إسرائيل في عام 2023 التي ساعدت في منع حكومة نتنياهو اليمينية من القضاء على استقلال القضاء".