أمد/
غزة: تستمر إسرائيل في حربها على قطاع غزة، وقد تسببت الحرب في تدمير التعليم، ودمرت المدارس والجامعات، وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أعلنت أنَّ 290 مدرسة حكومية وأكثر من 65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، وتم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة.
ويعاني معظم الطلبة في قطاع غزة من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة، وقد أضاعت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 11 شهرا، عاما دراسيا كاملا على طلاب المدارس والجامعات.
ووسط هذه الظروف الصعبة يحل عام دراسي جديد على قطاع غزة، وكان من المفترض أن يبدأ نحو 58 ألف طفل دون سن السادسة عامهم الدراسي الأول في غزة، إلا أن الحرب المستمرة على القطاع منذ قرابة عام حرمتهم من التعليم وفرضت واقعا مستمرا من الصراع من أجل الحياة.
إحصاءات الـ"يونيسف" عن التعليم في القطاع
وينضم هؤلاء الأطفال إلى 625 ألف طفل فقدوا بالفعل فرصهم بالتعليم منذ العام الدراسي الماضي، نتيجة إغلاق جميع المدارس في غزة، مما يعرض مستقبلهم "لخطر الاختفاء" وفقاً لليونيسف.
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تيس إنغرام: "الأطفال الأصغر سنا يعانون في نموهم المعرفي والاجتماعي والعاطفي، والأطفال الأكبر سنا معرضون لخطر أكبر من جرهم إلى العمل أو الزواج المبكر".
وأضافت إنغرام: "كلما طالت فترة بقاء الطفل خارج المدرسة، كلما زاد خطر تركها بشكل دائم وعدم العودة إليها".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية، رصدت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 9217 طالبا وطالبة ونحو 397 معلما ومعلمة في عموم القطاع، وتم تسجيل إصابة 14237 طالبا وطالبة و2246 معلما ومعلمة، وتخلف 39 ألف طالب في قطاع غزة عن امتحانات الثانوية العامة،
تعليم داخل الخيام
وأطلقت "الأونروا"، الشهر الماضي، برنامج "العودة إلى التعلّم" في 45 من مراكز اللجوء التابعة لها، حيث قام معلّمون بإعداد ألعاب وقصص وأنشطة فنية وموسيقية ورياضية، للمساعدة في تحسين الصحة النفسية للأطفال.
وكان وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، وصف الوضع التعليمي في قطاع غزة بـ "المأساوي"، واتهم إسرائيل بالعمل على "هدم المستقبل في نفوس أبنائنا"، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال الحرب 290 مدرسة من أصل 309 في غزة، وما تبقى من تلك المدارس أصبح مراكز لإيواء النازحين التي دمرت منازلهم وأصبحوا بلا مأوى، وأشار كذلك إلى تدمير 80% من الجامعات.
وأعلن عن قرار اتخذته الوزارة بعودة الحياة التعليمية إلى قطاع غزة من خلال الخيام رغم القصف العشوائي، عبر "التعليم الإلكتروني" لجميع الطلبة المتواجدين بغزة وخارجها، وأن تعقد امتحانات الثانوية العامة لهذا العام لطلبة غزة، قائلا إن ذلك يعد "من أصعب التحديات".
وفي مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، يبذل مجموعة من المعلمين والمعلمات جهودا كبيرة لتعليم الطلبة داخل الخيام.
وقال عبد الله عبد الغفور مدير مدرسة رؤية الأساسية الميدانية لوكالة "سبوتنيك": "قدرة المعلم الفلسطيني كبيرة، على إعادة ما دمره الاحتلال، وحتى قليل من المعلمين والقائمين على التعليم، يستطيعون الاستمرار بالعملية التعليمية وحتى عودة النظام التعليمي كما كان قبل الحرب، ونحن في مدرسة رؤية الأساسية الميدانية، نقوم على أساليب التعليم النشط والتعليم باللعب، ونسبة الترفيه في برامج المدرسة والتنشيط لدينا عالية، من خلال طاقم تنشيط متخصص مكون من 3 معلمين، وهذه البرامج تجعل الطالب يرغب بالقدوم والتعلم في ظل ظروف الحرب، والمعيقات التي تحيط بالطلبة".
وأضاف: "تتعرض المدرسة إلى مجموعة من العقبات، منها أنَّ هذه المنطقة هي منطقة نزوح تتعرض إلى عمليات لجيش الاحتلال، وبالتالي يضطر مجموعة من الطلبة إلى الغياب عن المدرسة، وكذلك نواجه صعوبة في طباعة المنهاج الدرسي، وهناك معيقات تتعلق بعدم وجود مكافئات مالية للمعلمين، لذلك يؤثر هذا على الغياب المتكرر للمعلمين، لكننا بالرغم من كل هذه المعيقات، نستمر في تعليم الأطفال ومواجهة ضياع عام دراسي جديد".
ويعاني معظم الطلبة في قطاع غزة من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صعبة، وفي ظل هذه الظروف يبادر بعض المعلمين لتعليم الأطفال النازحين داخل مخيمات النزوح، والتخفيف عنهم من خلال مجموعة من الأنشطة التي تساعدهم كثيرا.
وقالت الطفلة بنان أبو دقة لـ"سبوتنيك": "الاحتلال هدم بيتنا في الحرب، ومن المفترض أن أكون في الصف السادس الابتدائي، ولكن الاحتلال هدم مدرستنا، والآن أنا في الصف الخامس لضياع سنة بسبب الحرب، والتعليم جميل وأرغب بالتعلم والقدوم كل يوم إلى المدرسة".
وتضيف الطالبة لينا حامد: "الدراسة قبل الحرب كانت أجمل، وكنت أذهب للسوق قبل انطلاق العام الدراسي بأسبوعين على الأقل، لشراء الملابس والحقائب الجديدة، وكذلك لشراء كراسات الكتابة والأقلام، وكانت هناك مواصلات للمدرسة، والمدرسة فيها كل وسائل التعلم والأنشطة، ولكن نحن الآن في الحرب وعلينا التكيف مع الظروف الصعبة، ونحاول عدم خسارة سنة جديدة من عمرنا، فكان من المفترض أن أكون في الصف السادس، لكن الاحتلال أخذ سنة من عمرنا".
حق التعليم للأجيال القادمة في فلسطين، في منشور على حسابها الرسمي على منصة إكس.
ومن جانبه، حذر مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، من أن أكثر من 600 ألف من أطفال غزة، نصفهم كانوا في مدارس الوكالة، يعانون صدمة شديدة، ويعيشون بين الأنقاض، وجميعهم محرومون من التعليم، وأن إطالة أمد الحرب الإسرائيلية على غزة، سيزيد مدة بقاء الأطفال خارج المدرسة، لتتزايد مخاطر فقدان جيل كامل للتعليم، ما يغذي مشاعر الاستياء أو التطرف.