أمد/
نيويورك: ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم الأحد، أن نشطاء من حركتي "حماس" و"أنصار الله" (الحوثيون) افتتحوا مكاتب مشتركة في العاصمة العراقية بغداد، ولا توجد أي لافتة على باب المكتب الجديد لحماس في بغداد، والعنوان يخضع لحراسة مشددة، وينطبق الأمر نفسه على مكتب الحوثيين الجديد، الذي يبعد مسافة قصيرة بالسيارة.
وجاء في التقرير، سمح مسؤولون في الحكومة العراقية للحركتين بتأسيس وجود دائم في بغداد بداية الصيف الجاري، بعد سنوات من زيارة ممثليهم للبلاد.
وقد سمح المسؤولون الحكوميون العراقيون بهدوء للجماعتين المسلحتين المدعومتين من إيران بتأسيس وجود أكثر ديمومة في بغداد في أوائل هذا الصيف، بعد سنوات من زيارة ممثليهم، ويأتي هذا التحول، الذي ينكره المسؤولون العراقيون علنًا حتى مع انتشار صور المجموعتين في العراق على وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي بدا فيه أن إيران تشجع وكلاءها من مختلف البلدان على تبادل المهارات العسكرية وحتى التنسيق بشأن الأهداف.
وبحسب بعض المسؤولين العراقيين الذين تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإنهم "ليسوا متحمسين لضيوفهم الجدد، لكن ليس لديهم القدرة على منعهم نظرا لارتباط الأحزاب السياسية في البلاد بإيران".
ومن جانبهما، لم تصدر "حماس" أو "أنصار الله" تصريحات تؤكد هذه الأنباء حتى اللحظة.
وتعكس المكاتب الجديدة دور العراق المتنامي في حرب الظل بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في السنوات الأخيرة، دفعت الجمهورية الإسلامية الحكومة العراقية إلى إضفاء الشرعية على الجماعات المسلحة الشيعية في البلاد، وبعضها موال لطهران، حتى تصبح جزءا من جهاز الأمن العراقي".
وقد تحول التوازن تدريجياً لصالح إيران. فقد عملت جارة العراق بشكل مطرد على تضخيم نفوذها الجيوسياسي من خلال توسيع نطاق تجنيد وتمويل القوات المتعاطفة معها داخل العراق. وهو جزء من جهود أكبر تبذلها طهران لبناء كتلة إقليمية من القوى الشيعية التي تمتد إلى لبنان مع حزب الله وإلى اليمن مع الحوثيين.
وقد دفعت إيران الحكومة العراقية في السنوات الأخيرة الحكومة العراقية إلى إضفاء الشرعية على الميليشيات الشيعية في البلاد، وبعضها يدين بالولاء لطهران، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة السنية والمسيحية واليزيدية التابعة لها، وذلك بجعلها جزءًا من الأجهزة الأمنية العراقية. كما أنشأت القوى الشيعية أيضًا أحزابًا سياسية ناجحة، فاز ائتلاف منها بمقاعد كافية في انتخابات 2021 لاختيار رئيس الوزراء.
وفي ظل هذه الخلفية من النفوذ الإيراني المتزايد، رضخت القيادة العراقية عندما أراد الحوثيون وحماس فتح مكاتب لهم. يقول بعض المسؤولين الحكوميين العراقيين، وفقًا لاثنين من الأشخاص الذين تحدثوا إلى صحيفة نيويورك تايمز، إنهم غير راضين سرًا عن ضيوفهم الجدد، لكنهم لم يكن لديهم القدرة على منعهم، نظرًا لنفوذ الأحزاب السياسية العراقية التي تربطها علاقات مع إيران.
وبحسب المسؤولين العراقيين والغربيين الذين تحدثوا لـ "نيويورك تايمز"، فإن هذه المكاتب التي تركز بشكل أساسي على تطوير العلاقات في العراق تأسست في حزيران/يونيو، بالإضافة إلى عضو في جماعة مسلحة عراقية. وقد تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مواضيع حساسة.
وفي وقت سابق، نفى عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، تقارير إعلامية تزعم أن الحركة تخطط لمغادرة دولة قطر والتوجه إلى جمهورية العراق.
وكانت قد ذكرت صحيفة "ذا ناشونال" أن حركة "حماس" تخطط لمغادرة قطر متوجهة إلى العراق، مع تزايد الضغوط من الدوحة والولايات المتحدة على القادة السياسيين للحركة لإظهار مرونة أكبر في المحادثات من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت مصادر للصحيفة إن الحكومة العراقية وافقت على هذه الخطوة الشهر الماضي، مضيفة أن إيران ستكون مسؤولة عن حماية قيادات "حماس" ومكاتبها وأفرادها في بغداد.