أمد/
خانيونس الأول من أكتوبر، هدوء السماء يُريبني ، غياب صوت غراب الموت الذي يُحَلق كل ليلة ويصعقني صوته، لم يكللني بأملاً حتى ولو كذبا أنه نسي مقره فوقنا مباشرة بالتحليق.
هدوء يخيفني أكثر من دوران مطحنة الأرواح وتهشيم الأجساد، ونسف البيوت كل ليلة .
الكلاب وحدها لم تصمت هذه الليلة، تزيد في عوائها، أو بكاءها ، الأصدق نحيبها، ليس عواءا البتة، بل إنذارا بأن شيئا سيحدث، تواسيني بكذبة الكون عليَّ وإضفاءه هدوء مصطنع على ليلتي.
كان زوجي يضحك مرارا كلما أخبرته بأن بكاء الكلاب الذي يُقلقنا كل ليلة، هو استشعار بإبادة أحدهم، وفرضت نظريتي بأن الألم يعتصرها قبلنا، وتجس قرب افتراس غيلان السماء للضحايا.
بكاء الكلاب يزداد، أضع يديَّ على أذنيَّ، الأمر غريب جدا، لا وجود للغربان في سمائي، ما الذي يُقلقها، تزيد من أرقي، سرعات دقات قلبي تزداد، أأُيقظ زوجي حتى أضحكه على نظريتي في جس الكلاب لوقوع الخطر قبل الجميع!
هممت بإيقاظه، سبقني الصوت، هز أرجاء المكان، سمعت تناثر بيت لا يبعد عنا، تصدُع جدرانه صم أذني رغم بعده، طمس معالمه أبكاني، موت أصحابه آلمني.
كل هذا ولم أُيقن بعد أنه بيتا، لم أُرسل لزميلي رسالتي كالعادة، لِمن كان الموت هذه الليلة ؟
كل الذي أُيقنته صِدق نحيب الكلاب وإنذارها بوجود غول بدون صوت في المكان، كان يرسم خطوط جريمته ويصنع وجبته من جثثنا.
*الثانية فجرا انقض الغول على فريسته، وأمات روحي رُعباً.