أمد/
تل أبيب: قال مسؤولون إسرائيليون في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الهدف النهائي التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يشمل انسحاب حزب الله من جنوب لبنان ونزع سلاحه.
Hezbollah is reeling after a string of blows, but Israel’s strategy for restoring its own security remains murky https://t.co/P9xGkbX5H5 https://t.co/P9xGkbX5H5
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 3, 2024
وأضافوا أن الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تحافظ على سيطرتها على منطقة الحدود بين البلاد وإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن من شأن ذلك أن يجنب إسرائيل احتلالا مطولا أو غارات لا نهاية لها، مؤكدة أن هناك عقبات كبيرة أمام مثل هذه الصفقة.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأنه من غير الواضح ما إذا كان لدى إسرائيل استراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق هدف حربها المعلنة بجعل شمال إسرائيل آمنا للعيش مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن إسرائيل قتلت كبار قادة حزب الله واستهدفت مخازن أسلحته إلا أن الجماعة اللبنانية لا تزال تمتلك ترسانة كبيرة وعشرات الآلاف من المقاتلين المدربين وتواصل إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل وترفض التفكير في وقف إطلاق النار حتى تنهي إسرائيل حربها في غزة.
وأظهر الهجوم الصاروخي الإيراني واسع النطاق على إسرائيل يوم الثلاثاء والذي تعهدت إسرائيل بالرد عليه بقوة، أن الحروب حول حدود إسرائيل تتحول بالفعل إلى قتال إقليمي أكبر حيث تحاول طهران الإشارة إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يتعرض حلفاؤها ووكلاؤها للضرب.
وبينت أن إسرائيل لا تظهر أي إشارة إلى أن التهديد الصاروخي الإيراني يردعها في ضرب حزب الله كما أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن استعادة الأمن الذي فقدته قبل عام عندما بدأت الجولة الأخيرة من الحرب في الشرق الأوسط.
وأكدت في السياق أن غزو القوات البرية الإسرائيلية لأجزاء من منطقة الحدود الجنوبية للبنان هذا الأسبوع يضع تل أبيب على أعتاب معضلة، فمن غير المرجح أن تكون الضربات الجوية والغارات البرية المحدودة على القرى الحدودية كافية لإنهاء التهديد من حزب الله واستعادة شعور السكان الإسرائيليين بالأمن.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل ومن خلال احتلال منطقة عازلة داخل لبنان يمكن لها أن تمنح حزب الله حشد الدعم في لبنان وتعيد بناء صفوفه ضد الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن القتال العنيف في جنوب لبنان أدى بالفعل إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين، بما في ذلك العديد من أعضاء وحدة إيغوز النخبوية التي تأسست لمكافحة حرب العصابات ضد حزب الله.
وأكد حسين أيبش الباحث بمعهد دول الخليج العربية وهو مركز أبحاث في واشنطن، أن "الحرب الجوية التي خاضها الإسرائيليون كانت ناجحة للغاية أما إذا بقوا على الأرض فسيمنحون حزب الله الحرب التي يريدها".
وبدأ حزب الله اللبناني هجماته على شمال إسرائيل في 8 أكتوبر من العام الماضي بعد يوم من عملية "طوفان الأقصى" على جنوب إسرائيل والذي بدأ الحرب.
وتم إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية حيث ردت تل أبيب بإطلاق النار على حزب الله واستمر القتال المحدود لمدة 11 شهرا، لكن في الشهر الماضي ذهبت إسرائيل للعمق وضربت حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وأصابت أعدادا كبيرة من الأعضاء البارزين في المجموعة بتفجير أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية، وقتلت زعيمهم حسن نصر الله ومسؤولين كبار آخرين في غارة جوية يوم الجمعة الماضي.
ولم يرد حزب الله حتى الآن بمهاجمة المدن الإسرائيلية بأعداد كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى، لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن المسلحين لا يزالون قادرين على إعادة تجميع صفوفهم وشن ضربة ثقيلة.
وجاء في "وول ستريت" جورنال أن الهدف من التوغل البري الإسرائيلي حتى الآن هو تدمير الأنفاق والأسلحة التي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية لهجوم محتمل وفقا لعدة مسؤولين إسرائيليين مطلعين على العملية، وقالوا إن الجيش الإسرائيلي لم يكن ينوي أن يتحول التوغل إلى حرب برية واسعة النطاق في لبنان.
ولكن كما اعترف أحد المسؤولين الإسرائيليين، فإن الأحداث في الحرب يمكن أن تطور ديناميكياتها الخاصة، وصرح المسؤول بشأن الغزو المتوسع: "إنه ليس في أذهاننا، ولكن بالطبع يمكن جرنا إلى مثل هذا السيناريو".
وكان من المفترض أن يكون أكبر غزو إسرائيلي للبنان في عام 1982 محدود النطاق أيضا، لكن القوات الإسرائيلية انتهت إلى محاصرة بيروت بينما كانت تطارد منظمة التحرير الفلسطينية في عمق البلاد.
وفي النهاية انسحبت القوات الإسرائيلية إلى منطقة عازلة في جنوب لبنان، حيث خاض حزب الله حرب عصابات طويلة ضدها حتى انسحبت إسرائيل من لبنان في عام 2000.
وبدلا من تكرار هذه التجارب، من المرجح أن تشبه حرب إسرائيل الأخيرة في لبنان حملتها ضد حماس في غزة حيث استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات والضربات الجوية لتدمير أكبر قدر ممكن من قوة حماس القتالية وأسلحتها ونظام الأنفاق، في حين احتفظ بممرين عبر القطاع.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن حزب الله تحدى حتى الآن كل الضغوط الإسرائيلية لفصل إطلاق الصواريخ عن حرب إسرائيل و"حماس" في غزة.
وقد باءت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بالفشل على الرغم من أشهر على جهود الوساطة من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، بعد أن تشبث كل من زعيم "حماس" يحيى السنوار ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموقفهما بشأن الشروط.
والمشكلة الأخرى التي تواجه أي وقف لإطلاق النار في لبنان هي من قد تعقد إسرائيل معه صفقة، لقد ترك القضاء الإسرائيلي على نصر الله والعديد من كبار القادة الآخرين الجماعة الإسلامية بلا دفة ولم يعلن الحزب رسميا من سيخلف الأمين العام على رأس الحزب.
وفي هذا الشأن قال عوفر فريدمان الباحث في دراسات الحرب في "كينغز كوليدج" لندن: "ستحتاج الصفقة إلى زعيم لحزب الله يتمتع بمصداقية بالنسبة للإسرائيليين، ولمنظمة حزب الله وللإيرانيين".
وأضاف فريدمان "مع تكثيف إيران لتدخلها، فإن كيفية تطور حرب إسرائيل الرابعة في لبنان تعتمد على تصرفات وردود أفعال العديد من الأطراف".
وأشار إلى أن "الحرب عبارة عن رقصة تانغو لذلك أيا كانت خطة الإسرائيليين، فهي ليست بالضرورة ما سيحدث".