أمد/
الدوحة: طالب رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل الدول العربية بالدعم المالي لغزة، داعيًا أهل غزة إلى عدم اليأس، متعهدًا بالنصر.
وطلب في كلمة له اليوم بمناسبة مرور عام على معركة “طوفان الأقصى” من الشعوب العربية “النزول للشارع”، قائلًا “شكرا على دعمكم خلال عام لكن المطلوب أكثر”.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يخسر مساره الاستراتيجي، لافتًا إلى أن طوفان الأقصى كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل وطبيعة مشروعها التوسعي.
توسعة الحرب في لبنان
وأكد مشعل أن الاحتلال حاول توسعة الحرب في لبنان من أجل صناعة صورة نصر، مشيرًا إلى أن المقاومة في غزة سطرت ملاحم عظيمة في معركة طوفان الأقصى ولا تزال مستمرة.
وأوضح أن استشهاد قائد حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري دليل على انخراط القادة في المعارك مع أبناء الشعب الفلسطيني، مستطردًا أن طوفان الأقصى مرحلة ونقلة جديدة في الصراع ونتائجها ستؤثر في الصراع مع المحتل.
وأشاد مشعل بدور رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار في قيادة حماس، مؤكدًا أن الخسائر في غزة تكتيكية أما في إسرائيل استراتيجية.
أبرز ما جاء في كلمة رئيس حركة حماس في الخارج الأخ المجاهد خالد مشعل في الملتقى السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى:
مشعل: أشكر الحضور الكريم في منتدى كوالالمبور في مؤتمره السابع، وخاصةً للقائمين على المنتدى ورئيسه الدكتور المقري حفظه الله، والدكتور عبد الرزاق، وحسنًا فعلتم حين عنوّنتم هذا المؤتمر بعنوان "الطوفان"، الذي يعد عنوانًا لاستنهاض الأمة الحضاري، وهو كذلك، ولم تبالغوا في وصفه، بل إن آثاره ستمتد إلى سنوات بعيدة نشهد فيها رحيل الاحتلال بإذن الله تعالى.
مشعل: وباسمكم وبهذا الحضور الكريم، نترحم على الشهداء وعلى أرواحهم الزكية، هؤلاء الذين ضحوا من أجل قضية عظيمة في سبيل الله، دافعوا عن شرف الأمة وأوطانها، وعن درتها فلسطين وعن القدس والأقصى.
مشعل: ندعو الله تعالى بالشفاء للجرحى، ونسأل الله أن يفك الأسرى الذين يُنكَّل بهم في سجون الاحتلال، ونسأل الله المأوى والأمن والاستقرار للنازحين والمشردين بفعل المجازر وجرائم الاحتلال في غزة العزة ولبنان الصمود.
مشعل: نسأل الله أن يتقبل جهاد المجاهدين، وأن يحفظهم، وأن يجعلهم ذخراً لنا حتى ننتصر بهم وينتصروا بنا، هو الذي أيَّدك بنصره وبالمؤمنين، نلتقي اليوم في ذكرى مرور عام كامل بكل عنفوانه وآماله وآفاقه، وبكل آلامه وتحدياته.
مشعل: هذا الطوفان المبارك الذي انطلق في السابع من أكتوبر ليُعنون لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع، كذلك نبارك لأهل غزة أحباب شعبنا الكريم، هذه غزة العزة التي اختصها الله بهذه المعركة العظيمة، وحق لها ذلك.
مشعل: هذا رباط عسقلان الذي بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرًا هذا الشعب الكريم، وقوى المقاومة، وكتائب القسام، وسرايا القدس، وجميع الكتائب المظفرة التي سطرت ملحمة عظيمة وما زالت تسطرها.
مشعل: لن يخفف من وقع هزيمة السابع من أكتوبر ما فعله اليوم هذا الكيان المهزوم المهزوز حين هاجم غزة هجومًا شاملاً في نفس توقيت الطوفان، ردًا للاعتبار ومحاولةً للضغط على هزيمته، وعلى ارتباكه وفشله على أرض غزة عبر عام كامل، وسيظل الطوفان نقطة سوداء في تاريخ هذا الكيان، ومبشرة ومنذرة بزواله عما قريب بإذن الله.
مشعل: قوى المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، قدمت في هذه الملحمة خيرة رجالها وقادتها الكبار، وعلى رأسهم الأخ الحبيب القائد إسماعيل هنية، والأخ الحبيب الشيخ صالح العاروري القائد ونائب رئيس الحركة. الحركة قدمت رئيسها ونائبه، مما يدل على انخراطها الكامل في هذا الطوفان.
مشعل: هذه التضحية هي دليل على استعداد الحركة وقيادتها للتضحية بأغلى ما تملك في سبيل الله ومن أجل تحرير الوطن وتطهير القدس والأقصى، كذلك قدمت قافلة كبيرة من الشهداء من كل أبناء شعبنا، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً ومن كل الفصائل والمستويات.
مشعل: غزة تثبت دائماً أنها تقود الركب في هذه المعركة، والضفة الغربية كذلك تشتعل خلال عام الطوفان رغم قسوة الاحتلال والاستيطان، ورغم العوائق التي تواجهها من القريب والبعيد، المقاومة والاستشهاد مستمران، وآخر نموذج كان شهداء الليافة الأبطال الذين رحلوا مؤخرًا.
مشعل: القدس تظل العنوان الأبرز الذي تنتجه غزة وتدعو الأمة للانتصار له، فالقدس والأقصى هما الملهم والمحرك، ليس فقط للعالم الإسلامي، بل للإنسانية جمعاء، فالقدس للعالمين، والأقصى رمز يعنينا جميعًا، ويجب أن يكون العنوان المحوري في قضيتنا.
مشعل: أهلنا في مناطق 48 رغم الإجراءات غير المسبوقة والقاسية التي تفرض عليهم، وعمليات الملاحقة وإثارة الفتن، يظلون عند حسن الظن بهم، رأينا ذلك في عملية بئر السبع التي نفذها البطل أحمد السعيد، حيث استطاع مواجهة جنود العدو ببسالة.
مشعل: العدو يسعى لضرب كل من يقف في طريقه، سواء كان في الشرق أو الغرب، ويريد أن يبقى الجميع خاضعين له، لا يقتصر هذا التصرف على قوى المقاومة والدول التي تساندها، كما رأينا مؤخرًا، بل يتعدى ذلك إلى الدول التي لا تحاربه، بل حتى التي سالمته، انظروا إلى مصر، حيث يتآمر العدو عليها عبر محاولاته لتقليص قيمة قناة السويس بالبحث عن بدائل، والسعي لتجويعها عبر قضية نهر النيل.
مشعل: أما الأردن، فهو مهدد بتهجير أهل الضفة الغربية إليه، في خطوة تهدف إلى إنهاء المملكة الأردنية الهاشمية، هذه المؤامرات لا تقتصر على فلسطين فقط، بل تمتد لتعتدي على الأمن القومي العربي والإسلامي في كل مكان. إذاً، المعركة ليست اختيارية، بل هي مصيرية مفروضة علينا جميعاً.
مشعل: أيها الزعماء والقادة، هذه معركة لا يمكن الهروب منها، من يتحضر للمعركة ينتصر، ومن يتخاذل أو يتقاعس، ستفرض عليه المعركة وسيهزم، ويفقد استقلاله، إما أن نكون أحراراً في هذه المنطقة، ندافع عن أرضنا ووجودنا واستقلالنا، أو نسمح للصهاينة بالهيمنة علينا، وحاشا لله أن نفعل ذلك.
مشعل: رسالة الطوفان، التي رأيناها في الفترة الأخيرة، تدعونا للصبر والتوحد، عندما تتوحد جبهات المقاومة وتقاتل العدو بصوت واحد وبوحدة متماسكة، ننتصر عليه، هذه الرسالة بالغة الأهمية؛ فعلى الرغم من أن العدو يمتلك أدوات الدمار وطائراته تستطيع قصف أي مكان، إلا أن توحدنا يجعل انتصاره علينا مستحيلاً، العدو، رغم قدراته، لا يستطيع أن ينتصر على جبهة موحدة وقوية.
مشعل: رسالتي إلى الأمة، اليوم، نحن بحاجة إلى أن تقوم الأمة بواجبها عبر خطوتين: أولا فتح جبهات جديدة للمقاومة: هذا واجب شرعي وجهادي على كل الأمة، ليس فقط في فلسطين، بل في كل مكان تشتعل فيه المعركة من أجل الحرية والكرامة.
وثانيا التحرك السياسي والقانوني على الساحة الدولية: يجب علينا فتح جبهات سياسية وقانونية، لملاحقة هذا الكيان الصهيوني على المستوى الدولي، وكشف صورته الحقيقية ككيان مجرم ومنبوذ. الهدف هو أن يظهر للعالم أجمع أنه لا مكان له، ليس فقط في فلسطين، بل في المجتمع الدولي.
مشعل: نقول باسم هذا الحضور الكريم لغزة العزة: لقد فعلتم المستحيل. قدمتم أسطورة فخر بها الجميع، بصمودكم وصلابتكم وتضحياتكم، الأمة والعالم أجمع يقتدي بكم، وإن شاء الله النصر قادم، لا تيأسوا، فهذا وعد الله، قد يتأخر النصر قليلاً، لكننا واثقون أننا منصورون بإذن الله.
1. إعادة الجماهير إلى الشوارع: يجب أن تعود الملايين إلى الميادين، والغاضبون إلى الشوارع والاعتصامات، حاملين رسالة واضحة بأنهم مع القدس والأقصى، ومع المقاومة حتى يتوقف العدوان.
2. الضغط السياسي: على الشعوب أن تخاطب حكوماتها وتطالبهم بوقف العدوان، إذا لم يتحرك القادة، فسنكون عرضة للخطر جميعاً، كما قال المثل: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، يجب أن نتحد في مواجهة هذا الخطر.
3. الدعم المالي والإغاثة: يجب توفير الدعم المالي والإغاثي الرسمي والشعبي، لمساندة أهل غزة وتخفيف معاناتهم وجبر خواطرهم، هذا جزء مهم من التضامن الذي لا يمكن أن نتجاهله.
4. معركة الإعلام والرواية: علينا أن نتصدى للأكاذيب الصهيونية في الإعلام، معركة الرواية لا تقل أهمية عن المعارك الأخرى، ويجب علينا كشف الحقائق وفضح الجرائم التي يرتكبها العدو.
5. حراك الطلاب: يجب أن يعود الحراك الطلابي بكل قوته وعنفوانه، ليتحرك الشباب في الجامعات والشوارع، حتى يتوقف العدوان ونحقق النصر.
6. الجهاد بالنفس والسلاح: الجهاد المالي وحده لم يعد كافيا، نحن بحاجة إلى جهاد بالنفس والسلاح، وعلينا أن نفتح جبهات إضافية جديدة لمقاتلة العدو كما يقاتلنا، هذا هو قدرنا وخيارنا.