أمد/
كتب حسن عصفور/ في مفارقة تبدو مصادفة زمنية، أن تعلن نيكارغوا الدولة اللاتينية قطع علاقتها مع دولة الفاشية اليهودية، لارتكابها جرائم حرب وإبادة، في ذات يوم دعوة رئيسة المكسيك “اليسارية اليهودية” موقفا قاطعا يؤسس لقادم جديد، بأنه لن يكون سلاما في المنطقة دون فلسطين دولة حاضرة.
موقف البلدين اللاتينيين تجسيد لموقف سياسي ضد الحرب التي تقوم بها دولة فاشية، ترتكب من الجرائم ما دفع رئيس المنظمة اليابانية الفائزة بجائزة نوبل للسلام (بحق أو بتآمر)، ان يراها نموذجا لما تعرضت له بلده في الحرب العالمية الثانية، فقررتا أن يفعلا ما يكون تأثيرا نافعا.
نيكارغوا أكملت طريق بوليفيا وكولومبيا، وأيضا هي دول لاتينية، بقطع العلاقة مع دولة الكيان، في ظل استمرار الإبادة الجماعية وجرائم حرب، لا تجد محاسبا لها، دولة تعتبر ذاتها فوق كل مؤسسات الكون السياسي، بل تحتقر المنظومة الدولية بكامل أعضائها، دولا ومؤسسات ومسؤولين، تمنح وتمنع ما تراه تستبدل “الحق السياسي بالباطل السياسي”.
بعد 372 يوما على حربها الشاملة ضد فلسطين، تدميرا وتهويدا، ولاحقا لبنان خلال أسابيع، فعلت ما لم يحدث منذ عام 1945، تحدثت غالبية دول العالم بأن ما تقوم به دولة الكيان، لا يجب أن يستمر، مع فرض عقوبات تتناسب وحجم الجرم، وأيضا وفقا لقانون إنساني في سياق محاكم دولية هي جزء من منظومة الشرعية.
في سبتمبر2024، اقر مجلس وزاري عربي خطة عمل لمواجهة عدوانية دولة الاحتلال، وكان الاعتقاد أن تبدأ بالتنفيذ العملي، خاصة وهي خطوات يمكن اعتبارها من أشكال “المقاومة الناعمة”، غير الحربية التي يعتبرها البعض ليس زمنها ولا مكانها، ولهم الحق أن يروا ما يرون.
أشكال “مقاومة ناعمة”، كان لها أن تعيد ملامح المشهد السياسي إقليميا ودوليا، خاصة مع اتساع الحرب العدوانية على لبنان، ليس بعمليات قصف وتدمير واغتيال، بل امتدت كما قطاع غزة إلى إعادة احتلال أرضه، ما يمثل خطوة يفترض أن تدفع متخذي القرارات إلى بحث تنفيذها.
بعد أسابيع من قرارات الوزاري العربي ممكنة التطبيق في ظل “قيود القرار الرسمي العربي”، علها تتسارع بأشكال مختلفة مع بدء العمل بها، خاصة بعدما قدمت هدايا جديدة ضد الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي برويل، ووكالة “الأونروا”، باحتلال مقرها الرئيسي في القدس وتحويله إلى مستوطنة جديدة.
كان الاعتقاد، ألا تتجمد قرارات الوزاري العربي، بل أن تتسارع وتتسع قوائم العقاب بعد غزوة لبنان، ليعاد النظر في إضافة خطوات أخرى، والاتجاه إلى وضع العلاقة مع أمريكا تحت السؤال السياسي بصفتها الشريك المركزي لدولة الاحتلال فيما تقوم به.
دوما يسأل الكثيرون هل هناك من أسلحة عربية لمواجهة دولة الكيان الفاشي..والحقيقة أن السؤال يجب أن يكون هل هناك أطراف رسمية عربية تريد أن تواجه، فالأسلحة التي بيدها دون حروب قادرة على كسر ظهر أمريكا وليس دولة الفاشية اليهودية فقط.
ومن باب التحديد:
*هل وقف السفر من وإلى دولة الكيان طوال فترة الحرب مثلا “خسارة لدول عربية”.
* هل إصدار قائمة بالمشاركين الرئيسيين في حرب الإبادة باعتبارهم منبوذين، وإعلانها عالميا خسارة عربية.
* هل إعلان دول عربية تستقبل رسميين من دولة الكيان بوقفها كليا خطرا، خاصة بعد انتهاء “فترة الوساطة”، ولو يراد حديثا عن تهدئة وما شابه رغم أنه بات وهما لتكن في الأمم المتحدة.
* هل منع استخدام الأجواء العربية لطيران دولة الكيان خطوة معقدة.
* هل مقاطعة الشركات الداعمة للمستوطنين والاستيطان (دون الذهاب لدعم الكيان) قرارا منهكا.
* هل سحب السفراء لفترة زمنية يمثل جرما.
* هل التهديد بتعليق العلاقات الديبلوماسية وليس قطعها خطر وجودي على الرسميات.
* هل الذهاب بقوة نحو العمل لتعليق عضوية الكيان في الأمم المتحدة خرقا لقانون الرسميات.
* هل وضع مصالح أمريكا الشاملة محل نقاش جاد يمثل خرقا للإنسانية.
* هل وضع مصالح دول أوروبا على طاولة البحث أيضا يمثل خرقا مضافا.
* هل إعادة وضع كلمة عدو أمام مسمى الكيان يمثل خروجا عن “تقليد” رسمي عربي.
هناك من الـ “هل” الكثير جدا وكلها لا تتجاوز أشكال “الحرب الناعمة”، لكنها تتطلب وجود أطرافا تريد أن تكون حقا أطراف مواجهة وليس عكسها.
بالمناسبة إعلام الرسميات العربية بكل مسمياته المباشرة وغير المباشرة يفتح أبوابه كاملة لممثلي دولة العدو لتمرير روايتهم وتبرير جرائم حربهم، وكأن حرب الإبادة باتت “رأي آخر”، ما يعكس حقيقة موقف دول الرسميات مما هو قائم.
ذاكرة التاريخ السياسي ستقف عميقا أمام ظاهرة أن تذهب دول لاتينية لقطع علاقتها مع دولة الفاشية والعنصرية فيما “الأشقاء” يواصلونها بمبررات شاذة، دون الاهتمام بكل بيانات “الخداع النظري”، حبا لفلسطين…فالحقيقة ناطقة بعكسها.
ملاحظة: أكيد كتير من بني فلسطين انصدموا لما طارت جائزة نوبل من “الأونروا” وهي تخوض أشهر معاركها ضد فاشيي العصر..وراحت لمنظمة دورها محدود..مع هيك كانت كلمة رئيس المنظمة وسام نوبلي لفلسطين..رغم فوزه ما نسى يقول الحق وما تمكنوا من رشوته..شايفين يا متشدقين بالعربية..
تنويه خاص: تختلف تتفق مع حزب الله مش هاي..بس لا تملك غير أنك تحترم سلوكهم خلال الحرب العدوانية..بسرعة قالوا الدولة بتمثلهم..اعتذروا لأهل البلد اللي نزحوا ووتشردوا..ممثليهم بيلفوا عليهم وهم عارفين ممكن يطيروا فيها..ما قالوا زي ما قال المغترب عن شعبه ووطنه هاي خساير تكتيكية..شافين الفرق..بس أكيد كل شي بحسابه..مش هي يا فلسطينية..
لقراءة المقالات تابعوا موقع الكاتب الخاص