أمد/
هذهِ الأرضُ تُشبهنيِ …
لا تُشبُهكْ …
هذهِ الأرضُ تُنادينيِ …
تحدثني صباحَ مساء ..
هذه الأرض تَرفُضك …
***
هي تعلن وتَعلمْ …
أنك طارئٌ غريب قد طرأتَ عليها …
ثقيلُ الظِل …
تُقبحً وجهَها الجَميل …
تَسرِقُ منها السَلامَ والأحلامْ …
تُصادرُ فرحتها وجَمالها الأخَاذْ …
تَسجنُهاَ تَسرقُها تَغتصبها …
لَكنهَا لن ترضخَ أو تسلمُ لَك ..
فهيَ لا تُشبِهَك …
ولا تقبلك ..
***
ترفضً الإنصياعَ لرغباتكَ …
وإلى حفرياتِكَ ..
وتَزويركَ …
هي تَفضحكَ …
صباحَ مساء …
تطلبُ منك الرَحيل …
إلى حيثُ كُنتَ …
إلى حيثُ جِئت ..
إلى حيثُ تشاءُ …
غيرُ آسفة عليك ..
***
لا بقاءَ فيها لغازٍ أو غاصبٍ محتل ..
لا بقاءَ فيها لخائر …
لا بقاء فيها لَك ….
خُذْ جُثتكَ من ترابها ..
خذ بقاياكَ من هوائها ..
وارحلْ إلى حيثُ ألقت …
***
سَتنفجرُ الأرضُ في وجهكَ ..
غَضباً …
لَهباً …
يحرقُ قَدَميكْ …
لن تمنحكَ سلامها المخطوفِ …
ولا أَمنها المُصادرِ …
***
هي السلامُ والأمن والإسلامُ …
أضحت معكَ بلاَ أمنٍ وسلام …
حينَ وطأتها قَدماك ..
النجستان …
الملطخَتانِ بعارِ العُنصريةِ …
الغارقتانِ بدمِ الضحيةِ …
***
هذهِ الأَرضُ هيَ ليِ أنا …
جَوْفُها وسطحها وَسَماؤُها …
هَلْ تَفهمْ …
لقد آن لكَ أن تفهم ..
***
سَيُفهمُكَ جيلُ الحجارةِ ..
جيلُ السكاكينِ …
جيلُ التمردِ ..
جيلُ الثورةِ ..
جيل اَلغَضبِ ..
أن هذهِ الأرضُ ..
عصية عليك …
هي لَيستْ لَكْ …
آنَ لكَ أن تَفهمْ …
***
آنَ لكَ أن تصحوا …
من نوبة الحُمقِ …
وسكرةِ العنفِ …
وشهوة القتلِ والدمار ..
ورحلةَ الدمِ النازفِ …
تَكشفُ لنا السِرَّ المُخَبأ ..
في زوايا المسجدِ والكنيسةِ …
***
هنا مهدُ المسيحِ …
كنتَ أنتَ صالِبُهْ …
هنا مسرىَ محمدٍ يصيحُ …
أنتَ اليومَ سارِقه ….
هنا الإيمانُ …
هنا السلامُ والإنسانُ …
هنا التقاةُ والزهادُ …
هنا الأخيارُ …
***
أما أنتَ عابرٌ…
كما عبرَّ الغزاة …
غابرٌ كما غَبروا …
مستخدمٌ مؤقتٌ …
زائلٌ كأيِ زائلِ …
تماماً مثلَ الزكامِ …
في فصلِ الصيفِ …
***
الأرضُ …
لا زالت تصرخُ في وجهكَ ..
تعلن حقيقتها …
تكشفُ عن هويتها …
***
هَويتي هويتها …
وَجهُها وَجهيِ …
أما أنتَ …
فلا هويةَ لك ..
ولا وجهَ لَك ..
لا الأرضُ تُشبِهَكْ …
ولا شَبيهَاَ لَكْ ..
سوى وجهُ سارقٍ محتلٍ غاصب ..
عتلٍ اثيم زنيم ..
آجلاً أم عاجلاً ..
لن يكونَ إلا الهلاكَ لَك ..
فهل تفهم ..؟!