أمد/
غزة: يصف فلسطينيون عالقون في جباليا في شمال قطاع غزة معاناتهم بين الحزن على أحبائهم المفقودين، وسعيهم إلى البقاء والاستمرار مع شح الغذاء والقصف المستمر، بينما تبدو أجهزة الطوارىء عاجزة عن الوصول إلى الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض. حسب فرانس برس.
يقول محمد أبو حليمة (40عاما)، من جباليا “عندنا الأوضاع كارثية في الشمال لا نعرف أين نتوجه، القصف لا يتوقف”.
ويضيف “الناس محاصرة في بيوتها، وبينهم شهداء وجرحى”.
ويشير أبو حليمة إلى أن “عدد الشهداء كبير وناس تحت الردم مفقودة، منذ أكثر من أسبوع : لا أمل، ولا مياه، ولا يوجد مقومات حياة”.
في الأسبوع الماضي، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في هذه المنطقة بعد إعلانه فرض حصار عليها، ما فاقم معاناة مئات آلاف الأشخاص العالقين هناك، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ومنذ بدء تطويق جباليا، يؤكد السكان ومسؤولو الرعاية الطبية والدفاع المدني أن القصف الكثيف والطرق المغلقة تحول دون إيصال المساعدات الطبية.
ويؤكد الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا في شمال قطاع غزة “نحن تحت الحصار الاسرائيلي”.
ويفيد أبو صفية بأن المستشفى لا يملك سوى “كمية قليلة” من الوقود تكفيه لأيام قليلة موضحا “نقدم الخدمة بالحد الأدنى صراحة، والطواقم الطبية منهكة وعدد الأطباء قليل جدا”.
ويضيف “نعاني حصارا على الطعام والأدوية والمستلزمات والمستهلكات الطبية وحتى حصارا على الوقود القادم من الجنوب إلى الشمال”.
السبت، تجمع أفراد عائلة وهم ينتحبون على أقارب لهم قتلوا في جباليا وقد لفت جثامينهم بأكفان بيضاء.
– تحت الأنقاض –
ويقول الدفاع المدني في غزة إن جهود الإنقاذ تعطلت بشكل متزايد بسبب القتال العنيف ما يمنع طواقمه من الوصول إلى الأماكن التي استهدفتها الغارات، حيث دفن الكثيرون تحت الأنقاض.
ويؤكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس “يوجد عشرات المفقودين تحت الأنقاض لا نستطيع الوصول اليهم اطلاقا”.
ويوضح أن عددا كبيرا من الناس قتلوا منذ بدء تكثيف العملية العسكرية في جباليا في السادس من تشرين الأول/اكتوبر الماضي.
وأعلن الجيش في وقتها بدء عمليات جديدة في أجزاء من غزة وحاصرت قواته منطقة جباليا وأصدر طلبات إخلاء جديدة للسكان، فيما قال محللون إن حماس تعيد رصّ الصفوف، رغم الضربات المتواصلة والقتال العنيف المتواصل منذ أكثر عام.
واستهدفت القوات الإسرائيلية جباليا بشكل منتظم منذ بدء الحرب في غزة، ما دفع الكثير من سكانها إلى النزوح.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد في مقطع مصور بثه مكتبه أن الجنود “موجودون الآن في قلب جباليا حيث يقومون بتفكيك معاقل حماس”.
ووصفت حماس الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة بأنها “إجرامية”، مؤكدة أن “استمرار الحملة العسكرية الإجرامية على شمال قطاع غزة (..) في ظل تفاقم الحالة الإنسانية ومنع إدخال المواد الغذائية والإغاثية وسعي جيش الاحتلال لإخلاء المستشفيات وإخراجها من الخدمة، هو عملية إبادة موصوفة ومكتملة الأركان”.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب إحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا في الأسر في غزة.
في المقابل، قتل في قطاع غزة ما لا يقل عن 42227 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.
ويؤكد هاشم أبو سوسف عسلية (70 عاما) أن الجولة الأخيرة من القتال تسببت بالمزيد من الأسى.
ويقول “حياتنا يأس في جباليا. كل شهر نقوم بالنزوح” متابعا “منذ أول يوم في الحرب نزحنا 12 مرة. هذه حياتنا”.