أمد/
كتب حسن عصفور/ في شهر يوليو 2024، بدأت كنيست دولة العدو الاحلالي باعتبار وكالة “الأونروا” كـ “منظمة إرهابية” وحظر عملها، ومر الخبر كأنه حدث عادي ترافق مع بيانات تماثل بيانات “ضرورة وقف الحرب العدوانية” على قطاع غزة، وتستمر الحرب ومعها تستمر البيانات.
في شهر أكتوبر 2024، اقر برلمان الفاشية اليهودية حظرا شاملا لعمل “الأونروا”، ومصادرة مقرها المركزي في مدينة القدس المحتلة لصالح بناء مستوطنة جديدة، ما شكل ضربة للمؤسسة العالمية، وسريعا تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رفضا للقرار، وتلاحق بعده مسلسل “القصف البياني الشديد” لمركز دولة الكيان.
وردا، ذهبت الدولة الفاشية إلى مزيد من تحديها للنظام الدولي بعدما أعلنت رسميا منع غوتيريش من دخولها بكل ماكنته التمثيلية، واعتبرته “شخصية غير مرغوبة”، كما فعلت مع وزير خارجة الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ثم ذهبت لقصف قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان وأسقطت جرحى في صفوفها، وطلبت منها مغادرة مواقعها فورا.
بعيدا عن حربها العدوانية على فلسطين ولاحقا لبنان، وما ترتكبه من مجازر إبادة جماعية، تنتظر عقابها في محكمة الجنائية الدولية، ما لم تقدم الولايات المتحدة على خطوة تمنع ذلك، فما تقوم به حكومتها، يشير إلى أنها ليست دولة فوق القانون العالمي فقط، بل أنها هي “دولة صانعة القانون الدولي الجديد”، وفقا لما تراه وما تعتبره حقا لها.
ما حدث خلال الأيام الأسابيع الأخيرة من حكومة الإرهاب اليهودي ودولة الفصل العنصري وجرائم الحرب، تأكيد مطلق بأنها لم تعد تقيم وزنا لكل ما له صلة بنداءات التوسل أو صرخات الذل السياسي، ولن تستمع لمناشدات “طنين ضجيج رطن الكلام”، ما دامت تفعل ما تريد وقت ما تريد وكيفما تريد، ثم يأتون متسولين لها أن تراعي عدد القتلى والموت والدمار.
بيان نتنياهو، يوم 13 أكتوبر إلى الأمم المتحدة بسحب قواتها “اليونيفيل” فورا من جنوب لبنان، يشير إلى أنه بدأ يتصرف ليس كرئيس حكومة كيان أقيم فوق 20770 كم مربع من أصل مساحة فلسطين التاريخية بعد الاغتصاب عام 1948، بل يتصرف وكأنه رئيس “الحكومة العالمية” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يمتلك حق الفيتو الموسع في مجلس الأمن، بما يشمل ليس الاعتراض بل الفرض أيضا.
كان محزنا جدا، أن تقرأ مسلسل بيانات دول عربية تعتبرها ذاتها بأنها تملك “ثقل عالمي”، تتحدث بلغة “المناشدة” مع رأس الحكومة الإرهابية، بل بعضها بدأ وكأنه “تمني أخوي”، بأن لا يذهب بعيدا، والبعض تحدث بصوت عالي مترافق مع “التحذير التاريخي” بأن ذلك القرار والفعل يهدد الاستقرار.
ليس مطلوبا من دول الاستعمار القديم والحديث أن تكون إلى جانب “الحق الإنساني” ضد دولة العدو الاحلالي، فتلك مسألة وهمية جدا، تستخدم لتضليل وعي شعوب البلدان العربية العام، التي فقدت كثيرا مما كان بها، فلم تعد تعرف من هو العدو، غابت كل معايير التقييم السياسي، بل هناك من يعتبر أمريكا والدول الغربية الصديق الصدوق لها، نتاج سلوك رسمياتها وسياساتها، تستبدل الحقيقة بباطل مكشوف.
عندما صمتت الرسمية العربية على استمرار الحرب العدوانية، دون أن تفكر بعمل واحد ذا قيمة تأثيرية، كان منطقيا جدا أن تصل حكومة الفاشيين اليهود أن تصل إلى مكانة الفرض لما تراه هي “مصلحة إقليمية”، ووفق تكاملها مع مصالح الغرب الاستعماري، كونها تعلم حقيقة أن “ضجيج الكلام” ليس سوى طنين لا قيمة له، ولن يكون.
يوم 13 أكتوبر 2024، أعلن نتنياهو رسميا بأنه “ملك ملوك” الشرق الأوسط، والحاكم بأمره في محيط يتسع من المحيط إلى الخليج، وكل قول غيره ليس سوى ادعاء محلي، من يتمكن من الاستمرار في حرب شامة وحظر وكالة أممية ومنع أمين عام الأمم المتحدة ويأمر قواتها المغادرة فورا، وهي مفترض قوات حماية، دون أي يكون ردا واحدا بفعل حقيقي، يكون ذلك علامة الخراب العام، لن يكون هناك بعيدا عنه، مهما حاول الهروب.
حكومة العدو الاحلالي ورئيسها نتنياهو أكدت، أن “القوة تختلف كثيرا عن “ادعاءات القوة”، التي تسود كثيرا في أناشيد وهتافات مدرسية في البلدان العربية..
ملاحظة: عملية “العشاء الأخير” اللي نفذها حزب الله ضد قاعدة لجيش العدو في حيفا شكلت خبطة مفرحة.. سيطرت على اللوحة العالمية أكثر بمليار مرة من برم حكام وألقاب..ردت على بعض جرائم فاشيين.. وكمان أجت بعد عنطزة نتنياهو على اليونيفيل..عملية نفلت زوج سارة نفل..وكمان بلبلت كل المتسولين المتوسلين..
تنويه خاص: نصيحة للرسمية الفلسطينية أنها تبطل تتعامل مع الناس وأهل البلد أنهم غايبين فيلة..ما تتركوهم فريسة الإشاعات..مثل ما صار مع صحة الرئيس عباس..ما خلوا شي ما حكوه..مع أنها كانت بتخلص ببيان طبي أنه الرئيس ركب منظم للقلب في الأردن..بطلوا استهبالكم..الناس كتير أذكى منكم وافهم كمان..
لقراءة المقالات تابعوا موقع الكاتب الخاص