أمد/
واشنطن: عزز شهر من النجاحات العسكرية الإسرائيلية، التي توجت باغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مما يمنحه سيطرة سياسية أكثر مما مضى.
وبحسب تحليل لصحيفة "وول ستريت جورنال" أظهر نتنياهو (75 عاماً) مرة أخرى قوة صمود مذهلة، بعدما عانت شعبيته من انخفاض كبير إثر هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
نتنياهو يتفوق على المعارضة
ووفقاً لنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أُجريت قبل اغتيال السنوار، فإن المزيد من الناخبين الإسرائيليين سيختارون مجدداً نتانياهو ليكون رئيساً للوزراء في حال إجراء انتخابات جديدة.
وترى الصحيفة، أن دعمه المتزايد بين الناخبين اليمينيين يمكن أن يحسن موقفه مع قيام الولايات المتحدة بدفع دبلوماسي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فيما تبحث تل أبيب وما زالت الرد على الضربات الصاروخية الإيرانية التي وقعت في وقت سابق من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وبعد هجمات 7 أكتوبر، كان الافتراض الرئيسي هو انتهاء نتنياهو حزبه، وقال الباحث والكاتب في معهد سياسة الشعب اليهودي، يعقوب كاتس: "إن تحول نتنياهو من المسؤول عن أكبر فشل أمني في إسرائيل إلى الزعيم الإسرائيل المفضل، تظهر مهاراته في البقاء السياسي".
وبينت الصحيفة، أن أرقام الاستطلاعات المتزايدة لا تعني أن مشاكل نتانياهو السياسية انتهت، بل على العكس من ذلك.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن الانقسامات عميقة في إسرائيل، بما في ذلك حول كيفية الإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، ومن المرجح أن تصعب الانقسامات مهمة نتانياهو في تشكيل ائتلاف حاكم إذا كانت هناك انتخابات جديدة.
عودة المعارضة
وبعد أيام من اغتيال السنوار، عاد المتظاهرون إلى شوارع تل أبيب، وحثوا حكومة إسرائيل على إعطاء الأولوية لاتفاق في غزة يعيد حوالي 100 رهينة ما زالوا هناك، والذين يُفترض الآن أن العديد منهم ماتوا.
ولم يُظهر نتنياهو أي ميل جديد للتفاوض على وقف إطلاق النار بعد مقتل السنوار، وتعهد بمواصلة الحرب.
ولأشهر، أراد معظم الإسرائيليين استقالة نتنياهو، وناقش نواب الليكود الإطاحة به، لكن لم يظهر أي منافس قوي، حتى أن العديد من المؤيدين القدامى كانوا غير راضين عن تعامل نتانياهو مع الحرب في غزة، والتي استمرت دون أي علامة على "النصر الكامل" على حماس.
وبدأت حظوظ نتنياهو في التحول منذ مايو (أيار) عندما تحركت القوات الإسرائيلية نحو مدينة رفح في جنوب غزة. القرار الذي اتخذ في مواجهة شكوك الولايات المتحدة بشأن التأثير الإنساني لكنه قرار أسعد أنصار اليمين الذين شعروا بالإحباط من التردد المتصور للحكومة في مهاجمة حماس في كل مكان.
وتمكن نتنياهو، الذي يصفه زملاؤه ومنافسوه على حد سواء بأنه بارع في خلق "السرديات السياسية"، من حشد قاعدته من خلال تصوير الولايات المتحدة وكذلك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عقبات أمام النصر، بسبب دعوتها إلى عقد صفقة الرهائن مع حماس لكن تلك الأجهزة الأمنية، التي وجهت سلسلة من الضربات المدمرة ضد حزب الله، منذ بتفجير أجهزة البيجر التابعة للميليشيا في 17 سبتمبر(أيلول) هي التي ساعدت في تحويل التركيز بعيداً عن غزة إلى الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وساعد ذلك نتنياهو على استعادة المؤيدين الذين شعروا بالإحباط بسبب الافتقار إلى التدابير الحاسمة للتعامل مع حزب الله، الذي يطلق الصواريخ على شمال إسرائيل منذ 8 أكتوبر(تشرين الأول) من 2023.
حدود الدعم القصوى
وبينت الصحيفة، أنه مع ذلك، يبدو أن دعم الناخبين لائتلاف نانياهو وصل إلى حدوده القصوى وجاءت بعض المكاسب التي حققها الليكود مؤخراً على حساب شركائه من اليمين المتطرف. وفي الوقت نفسه، يحرص بعض الناخبين اليمينيين على الابتعاد عن نتانياهو.
وفي أواخر سبتمبر (أيلول) أظهر نتنياهو موهبته في استقطاب منافسيه وتقسيمهم، وإقناع حزب صغير من يمين الوسط بالانشقاق عن المعارضة والانضمام إلى حكومته كما جعلته المقاعد الأربعة الإضافية في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أقل عرضة للضغوط من حلفائه من اليمين المتطرف داخل الائتلاف.
وقال الباحث في منتدى السياسة الإسرائيلية (مركز أبحاث مقره نيويورك) نمرود نوفيك: "إن النظام الإسرائيلي يجعل من الصعب للغاية على أي معارضة إسقاط الحكومة. ولكي يحدث ذلك، يتعين على الائتلاف الحاكم أن يتصدع من الداخل".
وبحسب العديد من المحللين استفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي من افتقار المعارضة إلى زعيم مقنع.
وقالت شيندلين: "لا توجد معارضة حقيقية تقدم مساراً بديلًا في الحرب الحالية، على الرغم من أن الناس لديهم شكوك في قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها، ناهيك عن صياغة مستقبل بديل لإسرائيل".
وقالت إن الجنرال الوسطي السابق بيني غانتس، الذي تلاشت شعبيته القوية في الأشهر الأخيرة: "لم يطور أبداً شخصية سياسية، أو رؤية للبلاد". بالإشارة إلى أن الأشهر المقبلة ستختبر قدرة نتانياهو على إدارة حرب إسرائيل على جبهات متعددة.