أمد/
تل أبيب: وجهت محكمة إسرائيلية يوم الجمعة، اتهامات بـ"مساعدة العدو في وقت الحرب" إلى 7 من المشتبه بهم بتشكيل خلية تجسس لصالح إيران، وهي جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن "المتهمين، وهم 5 بالغين وقاصرين، بينهما أب وابنه، راقبوا على مدى عامين مواقع عسكرية واستراتيجية في جميع أنحاء إسرائيل، بأوامر من الاستخبارات الإيرانية".
وأشارت إلى أن المتهمين صوروا قواعد "نيفاطيم" و"رامات دافيد" و"تل نوف" و"بالماخيم" الجوية، فضلاً عن بطاريات صواريخ القبة الحديدية، والمباني الحكومية في حيفا، والموانئ في حيفا وأسدود وإيلات، ومحطة الطاقة في الخضيرة شمال إسرائيل.
وأوضحت أن "المسؤول عن الخلية شخص من حيفا، كان ينسق مع اثنين من المسؤولين الإيرانيين ويجند أعضاء آخرين، من بينهم أحد القاصرين الذي كان يتولى معظم مهام التصوير، حيث كان ينقل الصور إلى جهات اتصال في إيران.
ووجهت النيابة العامة في إسرائيل، في وقت سابق، إلى المجموعة تهمة جمع معلومات استخباراتية عن منشآت عسكرية وبنية تحتية مدنية.
وفي أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، صدرت تعليمات للمجموعة بتصوير قاعدة نيفاطيم الجوية، وأُرسِلت إليهم المواقع مع تعليمات دقيقة وخرائط ومناظر جوية، مع توضيح الزوايا ونقاط المراقبة للصور.
وبحسب "يديعوت أحرنوت"، فقد تم إطلاع أحد المتهمين القاصرين أيضاً على المواقع المطلوبة للمهام المستقبلية، بما في ذلك قاعة الطعام في قاعدة غولاني التدريبية، في بنيامينا التي تعرضت لهجوم قاتل بطائرة بدون طيار في وقت سابق من هذا الشهر، وموقع لصناعة معدات دفاعية في شمال إسرائيل.
وأشارت إلى أن أحد المتهمين، كان مدعواً إلى حفل سيحضره الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ومسؤولون حكوميون، وأُمر بتصويرهم، لكن تم القبض عليه قبل موعد الحفل.
مهام تجسسية
ووفق الادعاء، أرسل الإيرانيون إلى المتهمين إحداثيات المواقع المراد تصويرها، بما في ذلك الخرائط والصور الجوية والمواقع الدقيقة، وأحيانًا حتى الموضع الذي كان عليهم التصوير منه"، كما ذكر موقع "يديعوت أحرنوت".
وفي حال تم القبض عليهم وهم يلتقطون صورًا في أماكن محظورة، ألّف نيسانوف قصة خداعية لطاقمه ليبدو وكأنهم مرشدين سياحيين، فيما أشار الاتهام إلى أن المتهمين حصلوا على مبالغ مالية مقابل كل مهمة وسداد النفقات التي تراوحت بين 500 دولار و1200 دولار لكل مهمة، وبلغ إجمالي المبلغ الذي تلقوه 300 ألف دولار تم تقسيمها بين أعضاء الفريق.
خلية "تخريب"
ليست قضية التجسس هذه هي الوحيدة التي ينظرها القضاء الإسرائيلي في الوقت الحالي. ففي الثلاثاء الماضي، نشر الإعلام الإسرائيلي قضية أخرى تتعلق بالاختراقات الإيرانية، والتي تضمنت اتهامات إلى خلية أخرى تعمل بالتنسيق مع طهران لتنفيذ أعمال تخريبية داخل دولة الاحتلال.
حسب صحيفة "معاريف"، اعترف المشتبه به الرئيسي، رامي عليان، الذي تعاون مع الاستخبارات الإيرانية، بـ"ارتباطه بتنفيذ أعمال إرهابية، كما اعترف بأنّه كان يعلم أنها دولة معادية، وأنّه تلقى أموالاً وجند أعضاءً آخرين".
وقال مصدر أمني إسرائيلي لـ"معاريف" عن عليان: "إنه لا يفتقر إلى المال، لقد فعل ذلك ضد دولة إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن التحقيق في مكتب المدعي العام لمنطقة القدس المحتلة وتحريات الشاباك، أنّ "عميلًا إيرانيًا نقل المهام إلى عليان ليقوم بها، وفي المقابل دفع له المال باستخدام العملات المشفرة".
كما طلب منه مسؤول إيراني معرفة تفاصيل ومعلومات استخباراتية عن أحد رؤساء بلديات إحدى المدن في وسط البلاد، وكذلك اغتيال أحد كبار العلماء النوويين في البلاد مقابل 200 ألف شيكل؛ كما أشارت الصحيفة.
وقال التقرير: "وصل بعض المشتبه بهم بالقرب من منزل العالم الكبير، وصوروا المكان مقابل مبلغ مالي قدره 500 شيكل من أجل تنفيذ عملية اغتيال.. كما حصل المشتبه بهم على مبلغ يقارب 15 ألف شيكل لشراء مسدس وسلاح من نوع كارلو".
وتزعم الصحيفة أنّ هناك "نسبة وقائمة أسعار متفق عليها للعملاء الذين يعملون لصالح إيران داخل إسرائيل "، إذ يتم دفع 100 دولار، مقابل كتابة شعارات ضد الدولة، و2000 شيكل مقابل إشعال النار في كل مركبة".
وأكدت أنه "بتفتيش الشرطة لمنازل المشتبه بهم، تم ضبط مبلغ مالي يبلغ نحو 50 ألف شيكل، ولوحة هوية مزيفة للشرطة، وعدد كبير من بطاقات الائتمان".