أمد/
كتب حسن عصفور/ مع عودة طائرات جيش العدو من تنفيذ “المهمة المقيدة” أمريكيا من قصف مواقع في بلاد فارس، بدأت تبرز ملامح “توتر” متعدد الرؤوس داخل الائتلاف الحاكم، ومعارضته، أكدها سرعة “السخرية” مما حدث بـ “ضربة الاتفاق المسبق”.
ربما كانت سخرية قصف بلاد الفرس ظاهرة جديدة في دولة الكيان، لكنها تعكس تطورات مختلفة بدأت تشق طريقها إلى المشهد السياسي، الذي كان على وشك “الانفجار الكبير” قبل عملية “الإنقاذ المؤقت الكبير” يوم 7 أكتوبر 2023، وعاد ليحتل جانبا هاما، وتفاعلا متسارعا، لم تكسر حركته طبول “الحرب” التي يريد استمرارها “تحالف مصغر داخل الائتلاف الكبير”.
بشكل ليس مفاجئا أبدا، قام وزير جيش دولة الكيان يوآف غالانت، بتوزيع رسالة بعد عودة الطائرات “سالمة بعض غانمة” بتعميم رسالة حول رؤيته الخاصة في الواقع القائم، وقد تكون تأخرت كثيرا، لكنها رسالة يمكن اعتبارها مبدئيا “وثيقة إدانة سياسية وجنائية” لرأس الحكومة نتنياهو، بما ورد فيها من عناصر اتهامية أبرزها بأنه يصر على استمرار حرب بلا هدف.
رسالة غالانت، تطور منطقي للخلاف الكبير بين المؤسسة الأمنية بمكوناتها المختلفة، ونتنياهو، والذي وصفه كثير من قادة الأجهزة ورؤساء حكومات سابقين، بأنه الخطر الحقيقي على إسرائيل، ما يماثل اتهام الديمقراطيين لترامب في أمريكا، مع فراق أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هي من يراه وليس جمهورا انتخابيا، ما يمنح الكلام قيمة مضافة.
جوهر رسالة غالانت إلى نتنياهو، تكثف المسار العام، بأنه يصر على الاستمرار في حرب بلا بوصلة، ودون تحديد أهداف واضحة، ما يمثل تحريضا مباشرا بأنه يدقع نحو “خراب”، بدلا من إمكانية “استثمار” نتائج المعارك في قطاع غزة ولبنان، وكذا بلاد الفرس، التي يراها حققت كثيرا مما أرادته، وأحدثت تغييرا فيما سيكون مشهدا قادنا.
لجوء غالانت إلى تعميم رسالة على وزراء حكومة الكيان، مستثنيا بن غفير “الأرعن”، ثم تسريبها إلى وسائل الإعلام، ليس سوى محاولة لكبح “غرور” نتنياهو، ووضع مطبات أمام “طموحه الخاص” على حساب مصالح الكيان العام، وهي تطور في مسار الخلاف الكامن منذ ما قبل 7 أكتوبر، يوم أن أقدم نتنياهو على إقالة غالانت، فعاد بقوة غضب شعبي، وضغط أمريكي علني.
توقيت رسالة غالانت، تبدوا متناسقة مع موقف الإدارة الأمريكية التي ترى نتنياهو واستمراره “خطر” على مصالحها ومصالح الكيان، وفقا لتسريبات نشرها الإعلام الأمريكي على لسان بايدن، وكذا هاريس، ما يزيد من قيمة الرسالة وأهميتها، وتفتح بابا للتفكير، هل بدأت واشنطن “حربها الخاصة” على نتنياهو، ردا على سلوك أصاب كثيرا من “هيبة الإدارة الأمريكية” في المنطقة، رغم كل محاولات الترميم التي قام بها بعضهم.
تزامن رسالة غالانت مع بروز مشكلة تأجلت، قوامها رغبات “أحزاب دينية – حريديم” بمناقشة قانون التجنيد، والذي يمثل خلافا كبيرا بينها والمؤسسة الأمنية، وتمريره قد يتحول إلى “أزمة كبرى” لن تقف عند حدود التصويت بالأغلبية، قضية تزيد من قوة غالانت شعبيا تمنحه “قوة” حماية المؤسسة من “ابتزاز” الحريديم، وبأن التجنيد يجب أن يشمل الجميع في المرحلة الراهنة.
غالانت يعلم تماما بأن نتنياهو ينتظر “فرصة” للتخلص منه، ولم يكن التوافق مع المتمرد عن الليكود ساعر، ومن وصف نتنياهو بأوصاف نادرة سوى ملمح له، لذا استبقه بتوجيه “لكمة علانية” بوثيقة اتهام غير مسبوقة من وزير جيش عامل لرئيس حكومة عامل.
حرب غالانت المسبقة على نتنياهو، لن تنتهي كما سبق من خلافات بالبحث عن “مساومة تعايش مؤقت”، كون النص الاتهامي يمثل تحريضا صريحا ضد نتنياهو شعبيا وسياسيا، ويضعه في مواجهة كل رافضي موقفه خاصة من الحرب على قطاع غزة، لن تنتهي على ما سبق أن انتهت عليه جولات “ملاكمة خفيفة” بين طرفي معادلة الحرب العدوانية.
رسالة غالانت الاتهامية لنتنياهو، تمثل وثيقة سياسية لا يجب أن تبقى خبرا إعلاميا، فبها من النصوص ما يمكن اعتباره “إدانة علنية” لمجرم حرب من مجرم حرب.
ملاحظة: “الطفل المعجزة” في مسلسل العائلة الفاشية اليهودية سموتريتش قالك لازم فرض “السيادة اليهودية” على الضفة والقدس..طيب بتصدق أنه كلامك يمكن يلاقي تأييد بين الفلسطينيين أكثر من جماعتك..بيقلك نكبة عن نكبة يمكن تطلع نكبة أخف بلا..على قاعدة ما في دوام للنكبات يا “سموي”.
تنويه خاص: وزير خارجية بلاد الفرس قال أنه وصلتهم المعلومات من “صديق” عن موعد “المناغشة الإسرائيلية” بكم ساعة..طيب ليش ولا طيارة رجعت مخدوشة عشان تبيضوا “وجهكم..كمان اتفقتوا على هاي..ضرب أه خدش لا.. “زدن معشوق مثل خوردن کشمش است”..وصحتين للزبيب الفارسي ومعشوقه..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص