أمد/
كتب حسن عصفور/ قبل الذهاب إلى ما يسمى “مفاوضات” تهدئة حرب غزة وصفقة التبادل في الدوحة، لم يكن هناك متابع واحد يرى جدية في تلك الجولة الكلامية الجديدة، التي غابت عنها مصر، وهي صاحبة “صفقة صغيرة”، وكذا الفريق المركزي لوفد دولة الكيان، الشاباك ومسؤول ملف الرهائن.
ولكن، يبدو أن الإصرار الأمريكي على عقد الجولة “العبثية” في العاصمة القطرية، كان يرمي ليشكل “غطاء تلهية” للقرار الأخطر الذي كان يبحث في أروقة كنيست دولة الفاشية المعاصرة، اعتبار وكالة أونروا منظمة “إرهابية” تم منع نشاطاتها وعملها داخل الكيان وفي القدس الشرقية، وحظر أي فعل وملاحقة موظفيها والعاملين بها.
قرار كنيست دولة الفاشية رسالة سياسية قاطعة، أنه لم يعد هناك مسمى “قضية لاجئين”، وقد تعتبر استخدام التعبير يشكل “خطرا وجوديا” عليها، وسيحظر استخدامه في أي وسيلة تعبير، تحت طائلة المسؤولية، وأكملت سخرية القرار بأن حكومة “الثلاثي” نتنياهو وبن غفير وسموتريتش هي من سيتولى مسؤوليات الأونروا، أي تعمل على استبدال الحق بمساعدات خاصة، ليس مرتبطة بقضية سياسية.
المفارقة التي لا يجب أن تغيب أبدا، هي أن القرار تم التصويت عليه تصويتا يهوديا كاملا وبأغلبية مذهلة (92 عضو)، برفض أصوات الفلسطينيين ويهودي واحد الشيوعي كسييف (10)، ما يكشف أن القرار ليس مرتبطا بحكومة الإبادة الجماعية، بل كل المعارضة اليهودية، وتلك هي الرسالة الأهم المضافة لقرار الكنيست، ما يؤكد أن العنصرية والكراهية للفلسطيني ليس حكرا على حكومة الشذوذ السياسي، بل هي عنصر مكون لـ ثقافة يهودية سائدة”.
بالتأكيد، لا ضرورة للتذكير بأن القرار يتناقض كليا مع نظام الأمم المتحدة وميثاقها، وهو ما يتطلب مباشرة طرد الدولة الشاذة سياسيا من عضويتها، بعدما داست بأقدامها على رأس الأمين العام غوتيريش بقرارها منع دخوله أرض فلسطين، دون أن تجد ردعا فوريا سوى بيان “انكساري” محزن، لكن قرار حظر الأونروا، تجاوز كل خطوط الأمم المتحدة الحمراء.
ما قبل اتخاذ كنيست الدولة الفاشية قراره، انطلقت حرب التحذيرات الصاخبة جدا فيما لو تمت المصادقة على مشاريع حظر الأونروا، من مقر الرئيس محمود عباس إلى البيت الأبيض، مرورا بكل من يملك قدرة على القول، اعتقادا أن “نفخ الكلام” سيكون عامل ردع لوقف القرار.
وحدث ما حدث، وكعادتها منذ عام 1948، حتى يوم 28 أكتوبر 2024 لم تهتز حكومة الكيان مما سمعته وقراته “تهديدا وتحذيرا”، كونها تعلم يقينا أنه القول في واد والحقيقة في واد آخر، خاصة ما يقال في أمريكا، والمنطقة العربية، بعدما قاست قدرة تنفيذ الوعيد خلال 388 يوم من حرب إبادة شاملة، تدور على الهواء، وتخترع لها يوميا مظاهر جديدة لم يسبقها مجرم حرب لها.
وافتراضا، بأن الرسمية الفلسطينية ورئاستها، التي أعلنت قبل القرار بأن الأونروا تمثل خط أحمر، وبعد التصويت قالت في بيانها بأنها لن تسمح به، وانتقلت بلغتها لاستخدام وصف للمرة الأولى منذ تنصيب محمود عباس رئيسا لها، باعتبار “إسرائيل دولة فاشية”، بداية للانتقال من التهديد إلى جدية المواجهة.
دون أدنى تفكير أو تردد، على الرئيس محمود عباس دعوة تنفيذية منظمة التحرير والحكومة “ناقصة الدسم الوطني” وشخصيات سياسية من فصائل ليست جزء من المنظمة أو تركت التنفيذية لاعتبارات ساذجة، لعقد لقاء مساء يوم الثلاثاء، ليقرر ولا يناقش:
*سحب الاعتراف المتبادل فورا.
*إعلان دولة فلسطين بديلا للسلطة القائمة وفق قرار الأمم المتحدة 19/67 عام 2012 وتعزيزه عام 2024.
*وقف كل أشكال التنسيق الأمني، بعيدا عن خدعة أنه متوقف..فالشاباك والسي آي أيه يعلمون الحقيقة.
*مظاهرات شعبية عامة في كل مخيمات الضفة والقدس، والتركيز على المخيمات لصلتها بالقرار.
*رسالة إلى الأمين العام للجامعة العربية بالعمل على تنفيذ قرارات الوزاري العربي في جلسته الأخيرة، والتي تتضمن، قرارات خاصة بالمقاطعة وقائمة حظر بمؤسسات وشخصيات من دخول دول عربية.
*الطلب الفلسطيني رسميا من دول عربية ذات علاقة مع الكيان بسحب السفراء، واعتبار ذلك مقياسا لجدية المواجهة.
*وقف نشاطات التطبيع الاقتصادي المالي، وحظر استخدام الأجواء العربية من قبل طائرات دولة الفاشية الجديدة.
*الذهاب فورا لطلب تعليق عضوية دولة الكيان في الأمم المتحدة.
*بحث جاد نحو تنفيذ البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وبالحد الأدنى الجانب المدني منه.
خطوات فعل كفيلة ليس بصفع دولة الفاشية اليهودية فحسب، لكنها ستعيد الاعتبار للمكانة الفلسطينية، التي داستها دبابات دولة العدو وأيادي أعضاء برلمانها الأسود..دون ذلك احملوا “كنوزكم” وارحلوا.
ملاحظة: تاريخ أهل فلسطين قد يكون الأكثر تاريخا في التاريخ الإنساني اللي بيحمل تواريخ مجازر منذ 1929 حتى يوم 2024..زي اليوم 29 أكتوبر بس 56 قامت فرقة فاشية يهودية بإعدام 49 فلسطيني في كفر قاسم..مجزرة تتذكر ذاتها بذاتها..مع مجازر قطاع غزة..الفاعل واحد والضحية واحد…فلسطيني كان ومش حيصير غيره..ولك يوم يا “فاشي”..
تنويه خاص: خلال 388 يوم أتحفنا “أبو يائير” بمقولات فريدة..كتير منها مضحكة وجدا..وكانت محل سخرية حتى داخل كيانه المشوه..لكن أنه يطلع يقلك لو سقطت إسرائيل العالم سيسقط..هاي كيف طلعت معاك..بس ما قلت وين راح يسقط..ما تخجل أحكيها..أه هي هي بالزبط نفس المحل..ايوه شطور هيك يا زوج سارة..بتعرف التفاهة حتزعل لو حدا قال قديش انت تافه..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص