أمد/
تل أبيب: كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي حول محور نتساريم إلى بؤرة عسكرية ضخمة داخل قطاع غزة، تتضمن منشآت عسكرية ثابتة، ومعتقلات، ومراكز قيادة، مما يشير إلى وجود نية لإبقاء قوات إسرائيلية على أرض القطاع بشكل دائم.
وأفادت الصحيفة أن الجيش يعمل على تغيير هيكل القطاع بشكل جذري عبر تقسيمه إلى ثلاث مناطق، حيث أنشأ محوراً جديداً يفصل بين مناطق شمال غزة وسائر القطاع، مع التخطيط لإنشاء محور ثالث في الجنوب.
وتهدف هذه الخطوات إلى تعزيز السيطرة الميدانية وتقييد حركة الفلسطينيين في القطاع، مما يضع أساساً لوجود عسكري إسرائيلي مستدام في هذه المناطق.
ويتم توسيع ممر "نيتساريم" بشمال قطاع غزة، بشكل ملحوظ حيث عزز الجيش الإسرائيلي تواجده العسكري والبنية التحتية فيه، مما حوّله إلى جيب إسرائيلي يمتد بطول 8 كيلومترات وعرض 7 كيلومترات، مجهز بنقاط مراقبة ومرافق عسكرية متكاملة. ويهدف هذا التوسع لتكثيف الضغط على حركة حماس واستخدام الممر كورقة تفاوض إضافية.
وأقام الجيش الإسرائيلي في ممر "نيتساريم" محطة اتصال جديدة بالتعاون مع شركة "سيلكوم"، كما تم إنشاء خط مياه جديد لخدمة القوات في الموقع، ما يعزز من استعدادات إسرائيل لتواجد طويل الأمد. وتم تجهيز حواجز ونقاط تفتيش مشددة على طول الممر.
في إطار تأمين المنطقة، أجرى الجيش عمليات حفر بحثًا عن أنفاق محتملة تحت ممر "نيتساريم"، حيث تم الكشف عن نفق أخيرًا على عمق 20 مترًا. ويواصل الجيش استخدام تقنيات مراقبة متقدمة لحماية الممر ومنع تسلل أي عناصر مسلحة.
تسعى إسرائيل إلى استخدام ممر "نيتساريم" كورقة ضغط على حركة حماس، حيث تعرض إمكانية انسحابها من الممر مقابل السماح بعودة نحو مليون نازح فلسطيني من جنوب القطاع، بشرط الإفراج عن المختطفين. ومع تعثر المفاوضات حتى الآن، يستمر الجيش في تعزيز وجوده في المنطقة.
وفي تطور هو الأول منذ عام 2005، أعلنت "إسرائيل" عن خطط لإعادة فتح معبر "كيسوفيم" المركزي في قطاع غزة، بهدف تسهيل نقل السلع والمساعدات. كما بدأت بتوسيع ممر "فيلادلفيا" قرب الحدود مع مصر، في إطار خطط استراتيجية طويلة الأمد لتأمين الحدود وتعزيز السيطرة الإسرائيلية.
تأتي توسعات "نيتساريم" ضمن جهود إسرائيلية لتحصين المنطقة الشمالية في قطاع غزة، وتعزيز نفوذها في المفاوضات مع حماس، وسط انتقادات دولية متزايدة حول استمرار العمليات العسكرية في القطاع.