أمد/
واشنطن: قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم الثلاثاء، إنه سيرشح حاكم ولاية أركنسو السابق مايك الكابي سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وبحسب إعلام أمريكي، قال ترامب في بيان إن هاكابي "يعشق إسرائيل وشعب إسرائيل، وشعب إسرائيل يبادله العشق. سيعمل مايك بلا هوادة من أجل عودة السلام إلى الشرق الأوسط".
وفي المقابل كان قد قرر رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة الماضي، تعيين مساعده السابق المستوطن يحيئيل لايتر، سفيرًا لدى واشنطن، خلفًا لمايك هرتسوج، الذي سينهي مهامه رسميًا في 20 يناير المقبل.
وبذلك سيتسلم "لايتر" منصبه مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الثلاثاء الماضي.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن "لايتر" شغل مناصب حكومية رفيعة، بما في ذلك نائب المدير العام لوزارة التعليم، ورئيس ديوان وزير المالية، ورئيس مجلس إدارة شركة موانئ إسرائيل بالإنابة.
من هو
وأشار البيان إلى أن السفير الجديد ولد بالولايات المتحدة وهو "على دراية عميقة بالإدارة والمجتمع الأمريكي".
بينما قال موقع "جويش إنسايدر" العبري، إن لايتر من قاطني مستوطنة "عيلي" وسط الضفة الغربية المحتلة.
ولايتر معروف بمواقفه اليمينية ودعمه للاستيطان بالضفة، ويعد تعيينه سفيرًا لدى الولايات المتحدة -وفق مراقبين- دليلًا على تصاعد مكانة المستوطنين في المنظومة الرسمية بإسرائيل، في ظل الحكومة الحالية التي يقودها سياسيون يصنفون بأنهم من اليمين المتطرف.
في عام 2015، أثناء ترشحه لرئاسة الحزب الجمهوري، زار هوكابي شيلوه القديمة وقال: "الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل وعلى الجميع أن يفهموا ذلك. أي شخص يترشح لرئاسة الولايات المتحدة يجب أن يقوم بالزيارة هنا".
وفي مقابلة مع موقع واي نت العبري، في ذلك الوقت، قال إن "إسرائيل بحاجة للسيطرة على الضفة الغربية". وقال، من بين أمور أخرى، إن الاستيطان اليهودي هو "عامل يؤدي إلى السلام الإقليمي".
وقال هاكابي، الذي صلى أيضًا عند قبر يوسف في نابلس ورفض حل الدولتين. وقال عندما زار مستوطنة إفرات عام 2018: "ما تم بناؤه هنا هو جسر للسلام"، مؤكدا على الشراكة الاقتصادية مع العمال الفلسطينيين الذين، حسب قوله، يحصلون على أجور وظروف أفضل مقارنة بالسلطة الفلسطينية. ودعا هاكابي إلى مواصلة البناء في المنطقة، بدلاً من التجميد الذي كان معتاداً في عهد إدارة أوباما".
بحسب وسائل إعلام عبرية زار هاكابي إسرائيل عشرات المرات، بحسب التقديرات، حوالي 7-8 مرات في السنة، حيث عمل فيها كمرشد سياحي معتمد لإسرائيل.
ترحيب غير طبيعي
ورحبت إسرائيل بالتعيين، وقال جدعون ساعر، وزير الخارجية: "تهانينا للمحافظ مايك هاكابي على إعلان تعيين السفير الأمريكي في إسرائيل. وإنني أتطلع إلى العمل معكم لتعزيز الروابط بين شعبينا. كصديق قديم لإسرائيل وعاصمتنا الأبدية القدس، أتمنى أن تشعر وكأنك في بيتك".
وأضاف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون: "تهانينا، صديقي العزيز مايك، على تعيينك في منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل. وإنني أتطلع إلى مواصلة العمل معكم وتعزيز التحالف القوي بين بلدينا".
وفي حال كانت الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة ترامب مستعدة لدعم سياسات إسرائيلية متشددة، فإن تعيين مستوطن سفيرًا يمكن أن يسهل التنسيق معها بشأن قضايا مثل التوسع الاستيطاني وضم أجزاء من الضفة، بحسب المراقبين.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن نتنياهو عيّن "مؤيدًا متشددًا للحرب على غزة وداعمًا قديمًا للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة" سفيرًا له لدى الولايات المتحدة بينما تستعد إسرائيل للإدارة القادمة لترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن لايتر وُلد في سكرانتون بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهاجر إلى إسرائيل قبل أربعة عقود.
ورحب بتعيين لايتر سفيرًا لإسرائيل في الولايات المتحدة، يسرائيل غانتس، رئيس مجلس يشع، وهو منظمة تجمع تحت مظلتها مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال "غانتس"، إنّ لايتر "شريك رئيسي في دعم يهودا والسامرة"، وهو الاسم الذي يستخدمه كثير من الإسرائيليين في الإشارة إلي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في 1967.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، ينتمي لايتر إلى مراكز سياسية محافظة، بما في ذلك مركز القدس للشؤون العامة ومنتدى كوهيليت.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أيضًا أنه كان عضوًا سابقًا في رابطة الدفاع اليهودية التي أسسها الحاخام اليميني المتطرف "مائير كاهانا" التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية بسبب سلسلة من الهجمات والاغتيالات.
ويعد "لايتر" أحد مؤسسي صندوق إسرائيل الواحدة، الذي يجمع الأموال للمستوطنين، كما دعا إلى ما أسماه بـ"السيادة الإسرائيلية النهائية" على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو الموضوع الذي من شأنه أن يثير المخاوف بشأن الضم المحتمل لهذه الأراضي من قبل حكومة نتنياهو، وفق ما ذكرت "ذا جارديان".
وقالت الصحيفة، إنه خلال فترة ولايته الأولى، عكس ترامب الموقف الأمريكي القائل إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي، فيما يرى عدد من قادة المستوطنين، إن إسرائيل عليها ضم الضفة الغربية بشكل رسمي بعد إعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية.