أمد/
واشنطن: قال الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي والديبلوماسي السابق، ريتشارد هاس، في مقابلة مع شبكة CNN، إن ضم الضفة الغربية "سيكون كارثة لإسرائيل".
واشار إلى أنه "إذا كنت تدعم إسرائيل حقًا، فيجب أن تريد أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية آمنة ومزدهرة ذات روابط قوية بالغرب، وإن الضم يعرض كل ذلك للخطر".
كما أكد هاس إلى أنه لا يرى ذلك "كمصلحة ذاتية لإسرائيل بأي حال من الأحوال أو في مصلحة علاقة الولايات المتحدة الوثيقة مع إسرائيل".
ولفت هاس نظر الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، إلى أن "هناك حاليا فرصة استثنائية في الشرق الأوسط. فيما يتعلق بغزة، وإذا وافقت إسرائيل ببساطة على وقف إطلاق النار، فلن يكون لديها فرصة لاستعادة الرهائن فحسب، وإنما إذا اقترن ذلك بنوع من الالتزام تجاه كيان سياسي أو دولة فلسطينية، أعتقد أنه عندئذ يمكنك إحضار قوة استقرار عربية إلى غزة، ويمكنك إرساء النظام هناك، ولن تتمكن حماس من الظهور مجددا ولن تكون هناك حاجة إلى احتلال إسرائيلي".
ورأى أن "هذا يصب في مصلحة إسرائيل إلى حد كبير، والفرصة متاحة، والدول العربية مستعدة للقيام بذلك، ومن ثم يمكنك إعادة البناء. لذا فإن ذلك سيكون مكسبا سياسيا واستراتيجيا واقتصاديا وإنسانيا".
وأشار إلى أنه "في لبنان، لقد وجهت إسرائيل ضربة حاسمة لحزب الله. لذا أود أن أقول: دعونا نبني على ذلك. دعونا نحصل على وقف لإطلاق النار، ودعونا نعيد هؤلاء الإسرائيليين الستين أو السبعين ألفا إلى منازلهم في شمال إسرائيل، ولنضع الأساس لوقف إطلاق نار طويل الأمد. وربما يكون ذلك بداية إعادة بناء دولة حديثة في لبنان"، داعيا إلى "وقف الاستيطان، الذي أعتقد أنه يمنع أو يغلق إمكانات الدبلوماسية في هذا الجزء من العالم".
وأعرب هاس عن أمله بـ "ألا يتخذ الإيرانيون خطوة أخرى ضد إسرائيل، وعندها ربما نتمكن من تهدئة العلاقة الإسرائيلية الإيرانية لفترة من الوقت. لذا أعتقد أن ترامب سيصل إلى منصبه بفرصة استثنائية، لكن هذه الفرصة لن تحصد إذا أعطى الأمريكيون الإسرائيليين حرية التصرف في أي شيء وكل شيء، وإنما إذا ضغطنا على إسرائيل لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، ووقف إطلاق النار في الشمال، وبدء عملية سياسية"، مضيفا: "نحن لا نتحدث عن دولة فلسطينية غدا أو الأسبوع المقبل أو العام المقبل، ولكن دعونا نبدأ على الأقل عملية سياسية تسمح – من بين أمور أخرى – لقوة استقرار عربية بالدخول إلى غزة".
وتابع هاس قائلا: "إسرائيل تنتصر عسكريا لكنها لا تنتصر سياسيا لأنها لم تدخل العنصر السياسي في سياستها"، مبينا أنه "عند تقييم أو تحليل دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي وبعض من حوله، من الواضح أن بعض من حوله يريدون ضم الأراضي، إنهم يريدون ضم أجزاء من الضفة الغربية، ويريدون وقف ظهور دولة فلسطينية إلى الأبد. يريدون إعادة استيطان أجزاء من غزة. أعتقد أن رئيس الوزراء يفضل بوضوح البقاء كرئيس وزراء حرب، مما يؤدي من بين أمور أخرى إلى تأجيل أي تحقيقات في سبب السماح بحدوث السابع من أكتوبر.. إنه لا يريد تقسيم ائتلافه".
واعتبر أن "ترامب لديه على الأقل الإمكانات، إذا أراد، الاتصال هاتفيا ببيبي نتنياهو والقول له بشكل أساسي: "بيبي، هذا ما يجب عليك فعله. سيتعين عليك العمل معي على مدار السنوات الأربع القادمة. هذا ما أريده وأحتاجه منك".