أمد/
نيويورك: في خطوة أثارت اهتمام المحللين، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن لقاء سري جمع بين المليادير الأمريك إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، بالسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني، وذلك نقلاً عن مصادر إيرانية وصفت الاجتماع بأنه تركز حول تخفيف التوترات بين البلدين.
تفاصيل اللقاء السري
وفقاً لما نشرته "نيويورك تايمز"، عُقد اللقاء بين ماسك والسفير الإيراني في موقع سري بمدينة نيويورك، واستمر لأكثر من ساعة.
وأفاد مسؤولون إيرانيون بأن النقاش كان بناءً، وهدف إلى بحث سبل التخفيف من التوترات السياسية بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك وسط عدم تعليق رسمي من طرفي الاجتماع أو إدارة ترامب.
غموض حول دور ماسك
في حين يسعى المحللون لفهم طبيعة دور ماسك في السياسة الخارجية، وخصوصًا فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، أشار مصدر أمريكي لشبكة "CNN" إلى أنّ إدارة بايدن في الأمم المتحدة لم تكن على علم بهذا الاجتماع، ولم تتلق تأكيدًا بحدوثه.
وتتزايد التساؤلات حول مدى نفوذ ماسك في الإدارة القادمة، خاصةً بعد إعلان انضمامه إلى "وزارة كفاءة الحكومة" التي أسسها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأعلن ترامب اختياره ماسك وفيفيك راماسوامي لقيادة وزارة كفاءة الحكومة الجديدة.
وقال ترامب في بيان إن ماسك وراماسوامي "سيمهدان الطريق أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص اللوائح الزائدة وخفض النفقات غير الضرورية وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية".
وكانت تقارير إعلامية سابقة كشفت، أن ماسك شارك في مكالمة هنأ فيها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نظيره الأميركي المنتخب بعد يوم الاقتراع.
وساطة محتملة بين واشنطن وطهران
في تقرير لمجلة "ذا نيو ريببلك"، أُثيرت احتمالية أن يكون ماسك حاول التوسط للتوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، وكشفت المجلة الأمريكية أن هذا الاجتماع مع السفير الإيراني جاء بعد أيام من محادثات لماسك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف لإيران، ما زاد من الغموض حول هذه التحركات.
وسلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء الشهر الماضي على لقاء سري جمع ماسك ببوتين، ما فتح المجال أمام التكهنات بوجود علاقة بين اجتماعاته مع المسؤولين الإيرانيين والروس.
علاقات في ظل الإدارة الجديدة
اللقاء بين ماسك والسفير الإيراني يشير ربما إلى تغيير محتمل في أسلوب التعامل مع إيران، إذ شهدت العلاقات بين البلدين توترًا منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، واستهداف قائد فيلق القدس قاسم سليماني في عام 2020.
كما أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في قصفها للبنان وغزة خلال إدارة بايدن زاد من تعقيد الأمور، حيث تدعم إيران حزب الله اللبناني.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لمنح ترامب "هدية" على شكل وقف إطلاق النار مع لبنان، ما قد يضفي بُعدًا آخر لمحاولات الإدارة الأمريكية الجديدة نحو إعادة تشكيل سياستها في الشرق الأوسط.