أمد/
تل أبيب: كشف تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية، عن معلومات مستندة لوثائق عثر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تفيد بأن إيران موّلت حركة حماس بنحو 168 مليون دولار لمدة عامين تقريبًا، للتحضير لعملية استراتيجية ضد إسرائيل بمشاركة حزب الله.
ووفق المحلل العسكري للصحيفة الإسرائيلية المقرب من الجيش، فإنه تم بالفعل تحويل 7 ملايين دولار شهريًّا لمدة عام إلى حماس، للتحضير للعملية التي نفذت في الـ7 من أكتوبر من العام الماضي.
وتمكّنت إسرائيل من وضع يدها على إيصالات وسجلات تحويل بعشرات الملايين من الدولارات سنويًّا في العقدين الأخيرين من إيران إلى حماس، بعد أن وقعت الوثائق في يد تل أبيب أثناء عمليات اجتياح غزة، وفق "معاريف".
وفي الوقت ذاته الذي تم فيه العثور على الوثائق، أدى التحقيق مع عناصر من حماس تم أسرهم خلال الحرب، إلى وصول محققي جهاز الشاباك، إلى مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
ونشرت النتائج الجديدة في الأيام الأخيرة في تقرير لمركز المعلومات للاستخبارات الذي يحمل اسم الجنرال مئير عميت، والذي سيتم نشره في مركز التراث الاستخباراتي، قريبًا، وانفردت "معاريف" بمقتطفات منه.
ويفيد المحلل العسكري لـ "معاريف"، من خلال ما اطلع عليه من معلومات عبر التقارير والوثائق" بأن إيران هي الركيزة الاستراتيجية الأساسية لحركة حماس منذ عام 2014".
ويشمل الدعم الإيراني، المساعدات العسكرية، بما في ذلك المعدات والتدريب، فضلًا عن المساعدات المالية بمئات الملايين من الدولارات لقيادة الحركة وذراعها العسكري.
وتوفر الوثائق التي ضبطتها قوات الجيش الإسرائيلي، لمحة نادرة عن مدى الاختراق الإيراني لحماس، كجزء من بناء "محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل، إلى جانب دعم الجوانب العسكرية لنشاط حماس، بحسب تعليق "معاريف".
وبحسب الوثائق، فإن هدف إيران من تمويل حماس، هو لتثبيت موطئ قدم لها في قطاع غزة بشكل عام، وبالتالي تكون على مقربة من إسرائيل.
وتم توجيه جزء من التمويل الإيراني، إلى برامج مدنية، إلى جانب التأثير على صناعة القرار في حماس من خلال السيطرة على المصادر المالية والمشتريات الكبيرة من الأسلحة، لاستدراج عطف أهل غزة، وفق الصحيفة.
وبحسب الوثائق، تعرض سجلات التحويلات المالية التي قامت إيران بموجبها في عام 2019، بتحويل 42 مليون دولار إلى الجناح العسكري لحركة حماس في غزة.
وفي عام 2020، بحسب الوثائق المضبوطة، تم تحويل 12 مليون دولار، وتظهر إحدى الوثائق المضبوطة مدى تورط الإيرانيين في توزيع الأموال داخل حماس ومدى رغبة قادة حماس في وضع أيديهم على بعض الأموال.
وفي المراسلات التي تم الاستيلاء عليها، ظهر اسم إسماعيل هنية، أبو العبد، حيث أقر هنية بتحويل 5 ملايين دولار للحركة.
وفي الوقت نفسه، طلب هنية من شخص يدعى الحاج رمضان، تعليمات حول كيفية توزيع الأموال.
وفي رسالة سلمها القيادي مروان عيسى إلى رئيس حركة حماس يحيى السنوار، وإلى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة خليل الحية، بتاريخ الـ18 من ديسمبر 2022، تم التوصل إلى اتفاق بين حماس وإيران بميزانية خاصة قدرها 7ملايين دولار شهريًّا على مدار العام للتحضير لعملية ضد إسرائيل.
ووفق الوثائق، فقد طالب "أبو عصام" خليل الحية، بدفعة فورية لمدة 3 أشهر مقدمًا من إيران، ضمن الترتيبات لحملة "ح" من اليمن، عبر شبكة مهربين تثق بها إيران وحماس، كما أن هناك إشارة إلى اتفاق مع الإيرانيين على التهريب عبر الغواصات.
وبحسب الوثائق، فإن الدعم الإيراني استفادت منه أيضًا، المنظمات الفلسطينية الأخرى غير حماس في قطاع غزة، لتمويل المشاريع العسكرية والمدنية والتعليمية والثقافية في القطاع.
ويعتبر شكر كبار مسؤولي حماس علنًا النظام في طهران على دعمه بالوسائل العسكرية التي ساعدت على إلحاق الضرر بقوة في إسرائيل، اعترافًا ضمنيًّا بالدور الإيراني الضالع في هجمات الـ7 من أكتوبر، وفق "معاريف".