أمد/
تل أبيب: كشف تحقيق لصحيفة هآرتس العبرية نشر يوم الخميس، أن اثنين من مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عملا على تحسين صورة قطر في العالم قبل استضافتها لكأس العالم عام 2022.
وبحسب التحقيق، فإن يوناتان يوريش وسروليك إينهورن، وكلاهما من أكبر وأقرب المستشارين الخاصين لنتنياهو، كانا يقفان خلف حملة لتحسين صورة قطر في العالم، وذلك من خلال شركة يملكانها تقدم استشارات للسياسيين في جميع أنحاء العالم.
وتعاون المستشارين مع شركة إسرائيلية أخرى وقاما بوضع خطة تسويقية لقطر، الممول والداعم الرئيس لحماس، بهدف تحسين صورتها كدولة تسعى جاهدة من أجل السلام والاستقرار.
ووفقًا للصحيفة، فإن بوريش وإينهورن، المتورطان أيضًا في قضية الوثائق السرية وتسريبها لصحيفة بيلد الألمانية، قاما بالحملة بينما كان نتنياهو حينها يشغل منصب رئيس المعارضة، قبل أن يتولى الحكومة ويسمح بتحويل الأموال القطرية لحماس، وهي سياسة استمر فيها نفتالي بينيت ويائير لابيد، قبل أن يعود نتنياهو للحكم ويواصلها.
وتظهر وثائق حصلت عليها هآرتس أن التعاون مع قطر كان يتمحور حول استخدام المؤثرين والإعلان على شبكات التواصل الاجتماعي.
وحدد مستشاري نتنياهو طريقة لترسيخ رسالة مفادها أن قطر دولة لا تمول الإرهاب، بل تعمل مع العديد من الدول وتستثمر الموارد لإحلال السلام والاستقرار في مناطق الصراع، وكل ذلك من أجل تحسين صورتها استعدادًا لكأس العالم، وكانت تستهدف الحملة الجماهير المشجعة لكرة القدم والناشطين في هذا المجال فضلاً عن السكان اليهود في الشتات وخاصة الولايات المتحدة.
واقترح المستشاران دعوة صحفيين إسرائيليين من العديد من وسائل الإعلام إلى جانب أبرز الشخصيات المؤثرة في الشبكات الاجتماعية من الولايات المتحدة وبريطانيا لزيارة الملاعب ومناطق مختلفة من قطر، وتجهيز أماكن خاصة لليهود بما فيها إمكانية خيار تناول طعام الكوشر أو استقبال السبت في أحد الملاعب، واقترحوا بناء كنيس مؤقت في الدوحة ليرحبوا بالإسرائيليين واليهود وليظهروا أن قطر دولة محبة للسلام.
ونفى كلاهما ما ورد في التقرير.
وتقول الصحيفة العبرية،: تتمتع إسرائيل بعلاقات معقدة مع قطر منذ سنوات، ورغم عدم وجود علاقات رسمية بين الدول، إلا أن الموساد ووزارة الخارجية ووزارة الجيش تجري حوارًا مستمرًا مع نظرائهم في قطر، وعلى مر السنين كانت هناك أيضًا علاقات اقتصادية بين الدول، وسمحت قطر للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في المسابقات في مجالها، وفتحت أبوابها بالفعل أمام المشجعين الإسرائيليين خلال كأس العالم، وبعد سنوات من رعاية جماعة الإخوان المسلمين وحماس، غيرت قطر سياستها الخارجية في نهاية العقد الماضي وأعادت علاقاتها مع مصر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وهي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.