أمد/
أزورُ الحبيبَ ولا أَلْثِمُهْ ؟!
وما قال أهلًا وسَهْلًا فَمُهْ!
فما كان أحلاهُ مِن صامتٍ
يُشِيرُ ولكنّني أَفْهَمُهْ
يراني أُفَتِّشُ في رأفةٍ
مواضعَ في جِسمِهِ تُؤْلِمُهْ
أَشُمُّ النَّدَى في جِراحاتِه
يُعَطِّرُ بِالمِسكِ رُوحي دَمُهْ
فقُمْ يا حبيبي وهَيَّا معي
ونَمْ في ذِراعي الّذي تَعْلَمُهْ
سَتَشْفَى جِراحُكَ في لَحظةٍ
وجُرحي الّذي لم أزلْ أَكْتُمُهْ
ومُدَّ ذِراعَيْكَ في ضَمَّةٍ
لِصَدري عسى رَبَّنا يَرْحَمُهْ
وتسألُ: مَن يا تُرى أَعْلَمَكْ؟
أمِ الحُبُّ مِن وَحْيِهِ أَلْهَمَكْ؟
حبيبي متى سوف أمضي معكْ؟
متى خَمْرُ ثَغري يُرَوِّي فَمَكْ؟
متى تَلْبَسُ الشَّمْسُ جِلبابَها
وتَخْلُو لِمِحْرابِ مَنْ تَيَّمَكْ؟
وناجانيَ القَلبُ: يا عاشقًا
أَما آنَ تَمحو له طِلْسَمَكْ؟
مَلاكٌ مِنَ الإنسِ أم ساحرٌ
خَتَمْتَ على خَدِّه مَعْلَمَكْ؟
يَخُطُّ حُروفَ الجَوَى عاتِبًا
ويَهْمِسُ في السِّرِّ: ما أَظْلَمَكْ!
فما الحَظُّ إلّا له مَوسمٌ؟
متى يا حبيبي أرى مَوْسِمَكْ؟
وتسألُ- هَمسًا – متى نلتقي؟
فرُوحي وقلبي، وكُلِّي مَعَكْ
يُرَوِّعُني منكَ طُولُ النَّوى
ولا باركَ اللهُ مَنْ رَوَّعَكْ
لأنَّكَ أنتَ مَلِيكُ الجَمالِ
وأنتَ الصَّباحُ الّذي لَفَّعَكْ
أرى البَدْرَ يُشْرِقُ في وَجْنَتَيْكَ
ويُسْدِلُ مِن ضَوئِهِ بُرْقَعَكْ
أَتَيْتُكَ والقلبُ يَهفو إليك
وأشواقُهُ حُلْمُها مَخْدَعَكْ
زَرَعْتُكَ في مُهْجَتي شُعْلَةً
وأسعدني الحَظُّ أن أزرعَكْ
وأَسْكَنْتُكَ الرُّوحَ يا كَعبةً
ويا ظالمًا لو تَرى مَوضِعَكْ
لَذَابَ الفُؤادُ اشتياقًا إلَيَّ
سرورًا وزالَ الَّذي أَوْجَعَكْ