أمد/
كتب حسن عصفور/ بعد ما يقارب الـ 60 يوما على اغتيال الأمين العام الأهم في تاريخ حزب الله حسن نصر الله، تم الاتفاق على وقف الحرب التي أطلقها جيش العدو ضد لبنان، حمل جوهريا تعزيز “الكيان اللبناني الموحد”، بعيدا عن أي محاولة لخطفه من قوى متصارعة، لم يكن الوطن ومصالح الشعب القضية المركزية لها.
اتفاق الـ 13 بندا، يمكن اعتباره “النقلة الاستراتيجية” إلى لبنان المختطف منذ اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري فبراير 2005، وبداية لملامح مستقبل حاولت أطراف متصارعة حصاره، بما يخدم “أهداف إقليمية” فكان الخاسر الكبير، وفقد هويته التي طالما كانت ميزة فريدة يمكن تسميتها “صنع في لبنان”، بكل ما به تناقضا طبقيا وطائفيا، لكنه كان وجها حضاريا مميزا.
اتفاق 26 نوفمبر 2024، الخطوة الكبيرة لردم مسار بدأ سواده مع بداية القرن الواحد والعشرين، وأُفشلت كل المحاولات لترميمه قبل الهروب الوطني، حتى كان الاتفاق الذي يستحق وصفه بالتاريخي، ودون ما كان ثمنا إنسانيا ما كان له أن يكون.
اتفاق 26 نوفمبر 2024، مثل مصلحة مركزية إلى لبنان، بعيدا عن أي محاولة للنيل منه، ويفتح الباب لصناعة معادلة سياسية لبنانية بنسبة عالية، دون تجاهل “بقايا التأثير الإقليمي – الدولي”، لكنه حدد إطار “اللبننة المعاصرة” في ظل ميزان عسكري مختلف، كسر عمليا نظرية “الحزب الحاكم” التي تم صناعتها معاكسا للمصلحة الوطنية اللبنانية، وخدمة لمشروع “طائفي إقليمي”، بعدما تأكد أن الراعي الرسمي له لم يعد “نموذجا للمصداقية السياسية”.
بالتأكيد، “الانقلاب السياسي” الذي حدث لـ “حزب الله” في ظل مسار المعركة منذ سبتمبر حتى نوفمبر، كان مسألة غاية الأهمية للتحول الإيجابي في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، تعزيزا لمبدأ “اللبنانية المعاصرة”، الذي سيكون العنصر المركزي في المشهد القادم، وفقا للوطنية المتفق عليها، وليس مصلحة لقوى غير لبنانية، دون “فك ارتباط” بكل ما كان قديما، أو “علاقات مصلحية” لمختلف الأطراف المكونة للنظام السياسي.
اتفاق 26 نوفمبر 2024، هو التطور الأبرز لتقييد مسار ظلامي طويل في لبنان، ربما بدأ مع مجازر صبرا وشاتيلا وليس مع اغتيال الحريري، رغم أنه نتاج “ممر إجباري” عسكري له ثمن كبير، لكن ذلك لن ينال جوهره المنتظر من “منتج سياسي جديد”.
وبلا تردد، سيبرز السؤال التاريخي بعد كل مرحلة فاصلة في لبنان، ما هو المنتظر لـ “الوجود الفلسطيني” بكل مكوناته، داخل المخيم، هوية وسلاحا وتنظيما خاصة لمسار الحياة، التي تميزت بها المخيمات، وخاصة الخدمات المرتبطة بالواقع القائم، ومستقبل “الوجود الفصائلي” إلى جانب منظمة التحرير وسفارة فلسطين، والقوة العسكرية المعترف بها، “الكفاح المسلح”، قضية ترتبط ارتباطا مباشر بنتائج اتفاق 26 نوفمبر، ولا تنتظر التأجيل.
القراءة الفلسطينية المبكرة، الرسمية والفصائل، لاتفاق 26 نوفمبر في لبنان ضرورة كبرى، قبل أن تبدأ مرحلة “الفرض الأمني – السياسي” فتكون “الخسائر الوطنية” مضاعفة.
اتفاق 26 نوفمبر في لبنان، قفزة واسعة لمستقبل سياسي جديد، بقواعد جديدة، بعيدا عما يقال أو سيقال.
ملاحظة: أطرف ما حدث بعد كلمة زوج سارة “الفرحة خالص” باتفاق بايدن ماكرون حول لبنان.. ان المعارضة حاولت تقزيمه وتقله النصر للجيش والعار لك..وكأنهم بنتقموا منه مرتين..الأولانيه ردا على موقفه أيام 2006..والتانية قطع الطريق لهروبه من محكمة جاية جاية..يعني سوادك يا بيبي ما بيضه اتفاق نوفمبر..صحتين وقربت نشوفك “أورنجي” الثوب..
تنويه خاص: بدون زعبرة..مشهد أهل الجنوب وهم راجعين لبيوتهم بيفتح النفس ، وما فرقت معهم كل التحذيرات لا من جيشهم ولا من جيش العدو..اصرار انساني مختلف..وبيذكرنا كيف أهل قطاع غزة رجعوا على ركام ..البيت غالي من غلاوة الوطن ..يا قيادات “نهب الوطن..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص