أمد/
واشنطن: أعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، عن عزم الرئيس الأميركي جو بايدن بدء العمل، الأربعاء، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين قالت حركة "حماس"، إنها أبلغت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا بأنها "جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار، وصفقة جادة لتبادل الأسرى".
وأوضح سوليفان في مقابلة على قناة MSNBC، أن بايدن يعتزم "بدء هذا العمل اليوم من خلال تواصل مبعوثين مع تركيا وقطر ومصر وفاعلين آخرين في المنطقة"، لافتاً إلى أن "الوسطاء كانوا في تواصل مستمر مع حركة (حماس) خلال الأسابيع الأخيرة".
وأشار إلى أن بلاده "تحاول إعادة التركيز على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، وبناء مستقبل مشرق لمنطقة الشرق الأوسط"، لكنه رفض تحديد تاريخ معين للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق.
وأفاد بأن بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، لافتاً إلى أن "نتنياهو اتفق مع بايدن بشأن ضرورة بدء جولة جديدة من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جيد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة".
وتوقع سوليفان أن يتسبب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بـ"ضغط متزايد" على "حماس" للتوصل لاتفاق مع إسرائيل.
وعن مدى انخراط إيران في مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، قال سوليفان إن "طهران لم تشارك في المفاوضات، لكن بالتأكيد (حزب الله) لا يتخذ قراراً مستقلاً وبعيداً عن إيران"، مضيفاً: "بالتأكيد تشاور الحزب خلف الكواليس مع طهران".
وأكد أن "الولايات المتحدة شاركت في المفاوضات وبدعم من حلفاءها مثل فرنسا، وبحضور ممثلين عن لبنان وإسرائيل وذلك عبر مفاوضات غير مباشرة بينهما"، مشيراً إلى "(حزب الله) تم إضعافه في هذه الحرب وكذلك إيران".
استعداد "حماس"
وكان قيادي كبير بحركة "حماس" قال لـ"الشرق"، في وقت سابق الأربعاء، إن الحركة أبلغت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، أنها "جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار، وصفقة جادة لتبادل الأسرى"، لكن "إذا التزم الاحتلال"، متهماً إسرائيل بـ"تعطيل الوصول لاتفاق في يوليو الماضي لمواصلة الحرب على غزة".
وأشار إلى أن آخر اقتراح تم عرضه على "حماس" لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، كان مقترحاً أميركياً، ويعود إلى بداية يوليو الماضي، وقد "تجاوبنا معه"، مضيفاً: "نحن معنيون وحريصون على الوقف الفوري والدائم للعدوان وحرب الإبادة على شعبنا في غزة".
وشدد على أن "المقاومة ستتواصل طالما استمر العدوان.. إذا أرادت الإدارة الأميركية وقف الحرب ومجازر الإبادة ضد المدنيين في غزة، تستطيع الضغط على نتنياهو وحكومته المتطرفة".
ويمهد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل الطريق لإنهاء قتال عبر الحدود، أودى بحياة الآلاف منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة العام الماضي.
ويمثل الاتفاق إنجازاً كبيراً للجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة في أواخر أيام إدارة الرئيس جو بايدن، بحسب وكالة "رويترز".
ومن المرجح أن يمكّن الاتفاق إسرائيل من التركيز بشكل أكبر على الصراع في قطاع غزة، حيث تعهدت بتدمير "حماس".
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لإذاعة "فرانس إنفو"، إنه "يجب أن تفسح القوة المجال للحوار والمفاوضات. وقد تحقق هذا الآن في لبنان، ويجب أن يحدث في أقرب وقت ممكن بقطاع غزة".
وذكر قيادي بحركة "حماس" لـ"رويترز"، أن الحركة "تقدر" حق لبنان في التوصل إلى اتفاق يحمي شعبه وتأمل في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة.
وكان بايدن أكد، الثلاثاء، أنه إدارته تدفع أيضاً في سبيل التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو أمر ثبت أنه صعب المنال.
ورحبت مصر وقطر بالإعلان عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان. وأكدت القاهرة أن الخطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، فيما أعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن أملها في أن يفضي ذلك إلى اتفاق مماثل لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وكانت مصر قد حاولت إلى جانب قطر والولايات المتحدة التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لكن الجهود لم تنجح، فيما أعلنت الدوحة "تعليق" وساطتها إلى حين "توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية، ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع".