أمد/
واشنطن: أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"في تقرير حديث أن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يدرس خيارات عسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك شن ضربات جوية استباقية.
ووفقًا للتقرير، يدرس الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خيارات لمنع إيران من صنع سلاح نووي، بما في ذلك إمكانية توجيه ضربات جوية وقائية، وهي خطوة من شأنها أن تقطع مع السياسة المتبعة منذ فترة طويلة والمتمثلة في احتواء طهران بالدبلوماسية والعقوبات.
ويخضع خيار الضربة العسكرية ضد المنشآت النووية الآن لمراجعة أكثر جدية من قبل بعض أعضاء فريقه الانتقالي، الذين يدرسون سقوط نظام الرئيس بشار الأسد – حليف طهران – في سوريا، ومستقبل القوات الأمريكية في المنطقة، وإضعاف إسرائيل لميليشيات حزب الله وحماس الموالية للنظام.
وقال مسؤولون انتقاليون إن موقف إيران الإقليمي الضعيف والكشف الأخير عن عمل طهران النووي المزدهر قد زاد من حدة المناقشات الداخلية الحساسة. ومع ذلك، لا تزال جميع المداولات حول هذه القضية في مراحلها الأولى.
قلق أمريكي وإسرائيلي مشترك
وقال شخصان مطلعان على محادثاتهما إن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمات هاتفية أجراها معه مؤخراً أنه قلق من اختراق نووي إيراني في عهده، في إشارة إلى أنه يبحث عن مقترحات لمنع هذه النتيجة.
ويريد الرئيس المنتخب خططًا لا تؤدي إلى إشعال حرب جديدة، لا سيما تلك التي يمكن أن تجر الجيش الأمريكي، حيث أن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية قد تضع الولايات المتحدة وإيران على مسار تصادمي.
وتمتلك إيران وحدها ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع أربع قنابل نووية، مما يجعلها الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أسلحة نووية وتنتج مواد انشطارية بنسبة 60% من المواد الانشطارية التي تقترب من درجة صنع الأسلحة النووية. ولن يستغرق الأمر سوى بضعة أيام لتحويل هذا المخزون إلى وقود نووي من الدرجة التي تصلح لصنع الأسلحة النووية.
وقد قال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق إن الأمر قد يستغرق عدة أشهر حتى تتمكن إيران من إنتاج سلاح نووي.
الخيارات المطروحة
ويضع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب ما يسميه استراتيجية ”الضغط الأقصى 2.0“ ضد النظام، حسبما قال أشخاص مطلعون على التخطيط، وهي تكملة لنهجه في الفترة الأولى التي تركز على العقوبات الاقتصادية الصارمة.
وهذه المرة، يبلور الرئيس المنتخب ومساعدوه الخطوات العسكرية التي يمكن أن تكون محورية في حملته ضد طهران، وإن كانت لا تزال مقترنة بعقوبات مالية أكثر صرامة.
وقد تم طرح خيارين واسعين في المناقشات، بما في ذلك في بعض المحادثات التي جرت مع ترامب، حسبما قال أربعة أشخاص مطلعين على التخطيط.
ويتضمن أحد المسارين، الذي وصفه شخصان مطلعان على الخطة، زيادة الضغط العسكري من خلال إرسال المزيد من القوات والطائرات الحربية والسفن الأمريكية إلى الشرق الأوسط. كما يمكن أن تبيع الولايات المتحدة أسلحة متطورة لإسرائيل، مثل القنابل الخارقة للتحصينات، وتعزيز قوتها النارية الهجومية لإخراج المنشآت النووية الإيرانية من الخدمة.
الهدف
إن التهديد باستخدام القوة العسكرية، خاصة إذا اقترن بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تشل الاقتصاد الإيراني، قد يقنع طهران بأنه لا خيار أمامها سوى حل الأزمة دبلوماسياً.
أما المسار البديل فهو السعي إلى استخدام التهديد باستخدام القوة العسكرية، لا سيما إذا اقترن بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، لدفع طهران إلى قبول الحل الدبلوماسي.
وهذه هي الاستراتيجية التي استخدمها ترامب مع كوريا الشمالية في ولايته الأولى، على الرغم من تعثر الدبلوماسية في نهاية المطاف.